أحداث الجنينة
*في بدايات هذا العام اشتعلت شرارة الفتنة بين قبيلتي النوبة والبني عامر، والتي بدأت بالقضارف، ثم تحولت إلى كسلا ومنها الى بورتسودان، في تسلسل مخيف عند أهلنا في الشرق.
*ظلت ولايات الشرق منذ زمن بعيد تعيش في انسجام كامل بين مكوناتها القبلية طيلة السنوات الماضية حتى قل هذا الانسجام مع الأحداث الأخيرة، ثم عاد مرة أخرى ليظل الشرق آمناً مستقراً بأهله ومكوناته.
*وفي هذا الأسبوع سطا البعض على مقر اليونميد بجنوب دارفور، وفي نفس الأسبوع كانت الأحداث الدامية بمدينة الجنينة التي عرفت بأمنها واستقرارها وطيبة أهلها، ونسأل الله أن ينتهي هذا الصراع الأخير على خير بين أهل غرب دارفور.
*ولكن السؤال الذي يفرض نفسه في كل هذه الأحداث، من وراء ما يحدث في ولايات السودان التي تعيش في أمن وسلام بين مكوناتها المختلفة؟
*من المسئول عن القتل الذي تشهده الجنينة والنهب الذي يظهر في نيالا؟
*أذكر قبل أعوام قليلة شهدت مدينة الجنينة أحداثاً مشابهة لتلك التي حدثت هذا الأسبوع، ونجحت الإدارة الأهلية في الولاية بمعاونة حكومة الولاية في إخماد نيران الفتنة، وعاد الاستقرار للمدينة في أسرع ما يكون، ولكن في هذه المرة الأحداث كانت كبيرة والذخيرة في الشوارع وكأن برنامج جمع السلاح لم يكن بالصورة المطلوبة التي تجعل المواطن آمناً في داره بعد أن يجمع السلاح من بعض المتفلتين وغيرهم من ضعاف النفوس.
*طيلة سنوات الأزمة في دارفور كانت الجنينة هي الأكثر أمنًا واستقراراً، ولم تشهد تمرداً كما كان في ولايات دارفور الأخرى، وهذا يشير إلى أن أهل غرب دارفور مسالمون لا يعرفون طريقاً للعنف، وما حدث في المدينة هذا الأسبوع ربما تكون وراءه أيدٍ خفية تريد أن تخلق عدم استقرار في الولاية كما كان الحال في شرقنا الحبيب.
*نثق تماماً أن أهل غرب دارفور سيتعافون من هذا “السم” الذي في وسطهم وأراد خلق فتنة بين مكونات الولاية المختلفة، ولكن يجب على حكومة الولاية بتر الأيدي التى تحاول أن تعبث بأمن واستقرار الجنينة وغيرها من ولايات السودان.
*ربما تكون الجنينة هي من أكثر الولايات التي زرتها طيلة فترة عملي الصحفي، وأعرف أهلها جيداً وهم مسالمون لا يميلون إلى العنف كثيراً، وما يحدث فيها قد يكون بتدبير أيدٍ خفية تحاول العبث بهذا الأمن والاستقرار الذي تعيشه الولاية.
*نرجو من الله أن تنتهي هذه الأحداث على خير، وأن يسلم جميع أهل غرب دارفور لتعود الولاية منتجة بخيرها الوفير وبإنسانها الرائع الذي لا يعرف للعنف طريقاً.