- أن تقرر حكومة د. عبد الله حمدوك رفع الدعم عن البنزين والجازولين ثم الدقيق، فذلك قرار أفضل وأليق لها أن تعلنه صراحةً وتُواجه الشعب بدفوعاتها وحيثياتها ومنطقها، فقد تجد من يقتنع بمنطقها ويتعاطف معها! ذلك أفضل وأسلم من مُحاولات الخداع والتلاعُب بالكلمات والتخفي وراء العبارات والدغدغة العاطفية عبر الحديث عن مجّانية التعليم الأساسي والعلاج وزيادة المرتبات، وأن زيادة أسعار البنزين سيتحمّلها فقط الأغنياء! ولن تنعكس بصورة سالبة جداً وفورية على أسعار السلع والخدمات كافّة !
- تعلم الحكومة يقيناً أنّ مجّانية التعليم والعلاج ليست مُمكنة في الوقت الحالي! وتعلم أنّ غالبية الشعب السوداني لا تعمل لديها بل لا تجد وظائف، وبالتالي فهي لا تصرف مرتبات أصلاً! بل تعلم الحكومة أنّ المرتبات المقصودة بالزيادة هي المرتبات الأساسية وليست الكلية، وبالتالي فهي زيادة لا تسمن ولا تغني من جوع! أن تتّخذ الحكومة قرار رفع الدعم عن السلع وتدافع عنه بقوة وبمنطق اقتصادي أو حتى بمنطق سياسي، ذلك أفضل لها من محاولات التخدير والتمويه والخداع ومحاولات الهرب إلى الأمام وللشعب ذاكرة قوية !
- لماذا لا تخرج الحكومة للناس وتعترف بأنّها فشلت في استقطاب أيِّ دعم مالي خارجي سواء كان مِنَحَاً أو قُرُوضاً أو استثمارات؟ وأنّ كل زياراتها ولقاءاتها مع الأغراب والأقارب من الدول الخارجية كان حَصَادها صِفراً كَبيراً؟! مثل هذه المنطق ربما دفع بالقطاعات المُخلصة للتعاطُف معها والتدافُع نحو دعمها عبر دفع المال اللازم للتنمية والتسيير! ثم لماذا لا تعود الحكومة لتجارب أسلافها في التفكير والتدبير وتجتهد في الاستفادة من الخبرات والتجارب بلا مكابرة وادّعاءٍ زائفٍ وتعويل على “كفاوي” وليس كفاءات؟
- الذين يمتلكون سيارات تعمل بالبنزين ليسوا جميعهم من الأغنياء، هناك من يمتلك سيارة قديمة أو سيارة مُتهالكة أو سيارة تجارية تحصل عليها بأقساط اقتطعها من لحمه وقوت عياله، يتحرّك ويسعى بها ويبحث بها عن رزقه وقُوت أسرته، ربما لا يملك “حق البنزين”، دعك من قيمة استبدال زجاج أو خطر مكسور أو تغيير زيت، أمثال هؤلاء – وهُم كُثُرٌ – كيف نحصيهم مع الأغنياء الذين لا يستحقون دعم البنزين؟ ثم أيِّ سلعة هذه التي لا يقفز سعرها قفزاً مع بدء تنفيذ قرار رفع الدعم عن الوقود؟ هل الحكومة مهمومة برفع الدعم أم رفع المُعاناة عن مواطنيها؟ أين العقل والمنطق يا حضرات؟
- لو كان رفع الدعم فورياً أو تدريجياً، يأتي ضمن حزمة إصلاحات في إطار اقتصاد كلي يتوافر له الحد الأدنى من الموارد والإنتاج والاستقرار، لتقبّلنا ذلك واستبشرنا بنتائجه، لكن العشوائية التي نراها ونلمسها في إدارة الاقتصاد والمال لا تدع لنا كوة للتفاؤل خَاصّةً في ظل “الطناش الدولي والعربي” والاختناق السياسي الداخلي الذي يُضاعف من حالة التّوجُّس والقلق والخَوْف من المجهول !
خارج الإطار
- القارئ الهادي محمد علي ناشد، السيد الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش بألا يترك أمر البلاد للساسة وحدهم خاصّةً ما يتعلّق بالأمن ومُواجهة المكائد والفتن الخارجية والداخلية. •القارئ فارس أحمد محمد “كسلا” قال إنّه يجب الاستفادة من تجارب الآخرين .
- القارئ السر عبد الصادق قال إنّ تكدُّس الشباب في العاصمة الخرطوم أضرّ بالزراعة والإنتاج، وإنه لولا توافر العَمَالة الإثيوبية في القضارف وغيرها لكانت خساراتنا أكبر وأفدح، وقال إنه لا بُدّ للشباب من العمل في مجالات الإنتاج، بل البحث عن الوظائف .