ميزانية الفول بالبيض!
*تقول الطرفة إنّ أحدهم افتتح مطعماً متخصصاً في الفول و”الفتة” وكتب لافتة كبيرة مكتوب عليها “فول مُصلّح بالجبنة البيض” وسعر الطلب هو نفس سعر الفول السادة في المحلات الأخرى.
*امتلأ مطعم صاحبنا بالزبائن ولكنهم تفاجأوا أن الفول الذي يقدمه لا به جبنة ولا بيض ولا يحزنون، وإنما فول ساااااادة، اعترض بعضهم وقالوا له إنت قلت فول بالبيض والجبنة وتُقدِّم لينا فول سااااادة؟ فقال لهم لمن تطلبوا بيض بالطوة بدوكم طوة مع البيض؟!
*وقصة صاحب المطعم هذي تشابه إلى حدٍّ كبيرٍ حكومة حمدوك التي أجازت أمس مُوازنة العام 2020م والتي أقرت بالرفع الجزئي للدعم، مع الإبقاء على دعم القمح والغاز ومجّانية العلاج والتعليم الأساسي.
*طبعاً قصة مجّانية التعليم والعلاج دي الإنقاذ ماسكة فيها (ثلاثين) سنة وما شُفنا في يوم مجّانية للعلاج أو التعليم، وهي أقرب لقصة صاحب المطعم الذي يقدم الفول دُون جبنة وبيض وإعلانه مكتوب فيه فول بالجبنة والبيض، “أسي قحت عايزة تعمل نفس الشيء تقول مجانية التعليم والعلاج”، وحينما تذهب بأحد أولادك للمستشفيات الحكومية أو المراكز “تدفع دم قلبك” حتى تجد العلاج إن كنت محظوظاً.
*منذ أمس وأسواق “التماسيح” بدأت في الارتفاع، يعني قبل ما تخش علينا 2020 بميزانيتها المُرعبة، التجار بدأوا في رفع الأسعار لبضائعهم حتى التي في رفوف محلاتهم!
*هل تصدقون أن كيلو السكر أمس وصل أربعين جنيهاً، وكيلو الطماطم مع الدنيا الشتاء دي وصل إلى ستين جنيهاً، وكذلك كيلو الخيار وغيرهما من الخضروات ارتفعت أسعارها، بس على حس “إجازة الميزانية”!
*يعني رفع الأسعار تم “بالريحة” ساااكت، ولكن لامن يكون الرفع “الجد”، الأسواق ستكون ناراً مولعة ولن يقدر عليها إلا “القطط السمان”!
*المهم، الحكومة الانتقالية قرّرت رفع الدعم الجزئي للمحروقات في مُوازنتها الجديدة، على أمل أن تنتظر “دعم المانحين” في أبريل، ونسأل الله تعالى أن يصدقوا في وعدهم هذا، ولكن قبل حلول أبريل سيُعاني المُواطن كثيراً، والحزام الذي يربطه الآن في بطنه لن يفي بالغرض للانتظار، وليس أمام الحكومة الانتقالية إلا إيجاد مُعالجات سريعة وعملية وحقيقية، خَاصّةً فيما يتعلّق بقصة مجّانية التعليم والصحة.
*كثيراً ما كتبنا عن ضرورة العمل بالتعاونيات حتى لا تتأثر الشرائح الضعيفة بهذا الرفع الجزئي، فكثيرٌ من الدول الأفريقية والعربية رافعة الدعم عن المحروقات ولكنها وضعت بدائل حتى “لا يُفطِّس” المواطن بين جشع التجار وفساد الحكومة، ونخشى أن “يطحن” المُواطن في 2020م التي بدأت غير مُبشِّرة بارتفاع الأسعار حتى قبل دخول المُوازنة الجديدة حيِّز التنفيذ.
*نسأل الله تعالى أن لا يتكرّر علينا قصة صاحب مطعم الفول، ويذهب المواطن الى الصحة فيجدها دون معامل وعلاجات، ويذهب الى المدرسة ويجدها دون مُعلِّمين وبيئة سليمة، فتكون قصة مجّانية العلاج والتعليم مثل “الفول بالبيض”.