أمس الأول الصادق المهدي يحتفل بعيد ميلاده الـ82 عاماً وهو ما زال بعد أن وصل إلى هذا العُمر يُمني نفسه أن يحكم السودان بانتخابات مبكرة وديمقراطية، ولكن يبدو أنّ الأمام الصادق قد وصل إلى مرحلة التطفل السياسي.. الصادق المهدي يلعب لصالحه وصالح أبنائه وعائلته بالحزب في كل الاتجاهات، يهادن الحكومة ورِجله مع المعارضة، وابنه مع البشير وبنته مع “قحت” مفاوضاً، وهو مع نداء السودان، وأحياناً مع الجبهة الثورية وتحالفاته مع الحركات المُسلحة، ويتمنى ويدعو الدعم السريع للانضمام.. وبشرى الصادق في جهاز الأمن، وعبد الرحمن مساعد للرئيس ويطلب منه الاعتذار للشعب بعد سقوط الرئيس، وغداً أذ أمد الله في عمره يطلب من الشعب أن يغفر لمريم الصادق التي كانت عضواً في الوفد المُفاوض لـ”قحت” وهكذا هو الإمام!!
وصل التطفُّل بالإمام لدرجة دعوته للفريق أول حميدتي وقواته الدعم السريع بالانضمام لحزب الأمة إذا رغب! لاحظوا عبارة إذا رغب، وكأنّ حميدتي ليست له وجهة للانضمام سوى حزب الأمة.. إذا كان حميدتي وقواته قوات حزبية لبقي لمن أنشأ هذه القوات وهو المؤتمر الوطني!! والآن الصادق المهدي بمكرٍ ودهاءٍ وغباءٍ يُطالب حميدتي للانضمام إلى حزبه، وفي نفس الوقت الذي يُطالبه بالانضمام، كان حزب الأمة يعقد مؤتمره العام العائلي، والذي اختار الصادق المهدي رئيساً للحزب وابنته مريم نائباً للرئيس ونسيبه زوج بنته أميناً عاماً والبقية دراويش.. فهل يريد الإمام أن يكون حميدتي درويشاً في حزبه؟ وهل يُريد الإمام قوات الدعم السريع أن تكون جيش الأمة للصادق المهدي؟ ولماذا لم يُطالب المهدي انضمام البرهان له؟ ولماذا لم يُطالب انضمام الطريفي والشرطة لحزبه؟ ولماذا لم يُطالب بانضمام دمبلاب وجهاز الأمن له؟!
الدعم السريع ليست مليشيا حائرة ولا وجهة لها ليُطالبهم بالانضمام، بل الدعم السريع قوة من القوات النظامية بالبلاد ومنشأة بقانونٍ ودستورٍ، وجزء من القوات المسلحة وجيش دولة وليس جيش مُعارضة لأحزاب؟ أول ثورة عُنصرية قامت في السودان في عهد حزب الأمة ثورة ما يُسمى بالأشراف ضد الخليفة عبد الله التعايشي، وحتى اللحظة حوش الخليفة يرفض الإمام ودراويشه أن يكتبوا في اللافتة “عبد الله التعايشي”، بل اكتفوا بكتابة حوش “الخليفة عبد الله” لطمس التاريخ للجيل الحالي والقادم حتى لا يعرف مَن هو الخليفة عبد الله، ويعتقد الكثيرون الخليفة عبد الله المهدي؟ وكذلك هل يتذكّر الصادق المهدي عندما رفض هو وعائلته دفن الجقومي في القبة؟ هل يتذكّر أيضاً رفضه هو وعائلته مَن دفن عبد النبي علي أحمد في القبة؟ لن يكون الفريق أول حميدتي درويشاً للمهدي، ولن يكون أبناء دارفور في خدمة عائلة المهدي، وإن كان الصادق المهدي حبوبته مقبولة بنت علي دينار .