خطاب الكراهية !!
إنما جُعِل الأمام ليُؤتَم به..
ومثله تتداعي التمثلات.. ولذا لا تنحو المجتمعات لاختيار من (يفرتكها) و(يشلع) تماسكها..
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
إرادة الحياة الغلّابة تدفع الناس أن يلتئموا ويتشاركوا ويتسامحوا…
(ما السمحين بسامحوا
والحلوين بحنوا)..
ومهما استطال ليل التغابن فإنه قصير ولا يلزم مضابطنا ولا نحناج أن نجتر بطولاته الزائفة وأقاصيصه المشروخة، حتى لا يستقوي ويستولي على روحنا ويلتهم إرادتنا وأشواقنا إلى تلك (العوالم زي رؤى الأطفال حوالم)..
الغبائن وفشّها فعل استثنائي عند كل الشعوب التي تحمل رسالة الله فتنأى عن إتيانه إلا في مناسبات استثنائية لا تلبث أن (تتضاير) منه وتجتازه مجتازة بذلك خسارتها والهلاك..
(الضُر) و(الاستكبار) بأدوات تعزيز العداء والحقد فعل ضد طبيعة البشر وقاصر عن تبليغهم المقاصد والمنافع التي ينشدونها…
حينما ترتفع منصات كنا ندخرها للتنوير وبث الوعي فتتنكب الدرب بثاً متصلاً لخطاب الكراهية، فان جرس الإنذار ينبغي أن يدق بقوة..
أن يتنادى البعض بخطاب الكراهية البغيض، فتلك خسائر تقبلها المجتمعات على نحو ما. في ذات الوقت الذي تقوم بمحاصرة إمكانية التفشي والشيوع.. حتى لا يكون لدى تلك المجموعات المنتجة لخطاب الكراهية القدرة الواضحة على تنفيذ الرأي الغبائني المعلن..
في الشهر الماضي صار لهذا الخطاب بعض الذيوع.. ومضى خطوات واسعة حتى إنهم جرّدوا حكماءهم على قلتهم من ألسنتهم وبدا كل عاقل فيهم من ذوي الرأي المهجور…
حاصروا فيصل محمد صالح، وصار مشكوكًا في صحة انتمائه للثورة، لأنه يسأل ويتحقق من المعايير قبل أن (يفكك) وهم يريدون مسئولاً يفكك ويقطع أولاً !!..
صار الحانق الموتور منتفخ الأوداج (شلولخ) بطلهم وسيد أولاد الثورة ولا فخر..
كل الخوف أن نتلفت – إن سار الأمر على ذلك التسارع- فلا نجد بُدّاً من قتال الشوارع و(زنقة زنقة ودار دار) حتى تصل لمرحلة (دولاب دولاب)، وتلك مراحل يجيدها جداً (الرجرجةوالدهماء)، وتنتظرها (الغربان) الناعقة (فيروح فيها العقل) لنجد أنفسنا وجهاً لوجه في مواجهة مخاوفنا حيث لا ينفع العقل ولا يجدي الندم..
لا نخاف إلا من صعودهم إلى مفاصل الفعل المباشر.. ففي كل دول العالم تجد جماعات كراهية متطرفة منظمة وغير منظمة.. تجتهد رغم حصارها في جعل خطابها هو السائد.. لكن الوعي المجتمعي الذي يناهض عن وعي وتجربة تلك المجموعات يجعلها في مواجهة دائمة الغلبة فيها دومًا لفطرة الناس الغالية الباحثة عن التعايش قبل التعايشي…
في أمريكا تنشط مجموعات للكراهية، وهي خليط غريب من النازيين الجدد، ومنظّري المؤامرة، والمناهضين للعولمة، وشباب الإنترنت اليمينيين؛ وكلّهم متّحدون في الاعتقاد بأن هويّة الذكور البيض تتعرّض للهجوم من قبل الثقافات المتعدّدة للقوى السياسيّة.. نشاطها أشبه بعملية حفظ التوازن البيئي المتوافر في الطبيعة.. غير مسموح له بالتمدّد والسريان.. لا يصل أبداً إلى ذلك التأثير الذي ينقض على ثوابت المجتمع ويهدم بِنيته الأساسية.. الحوار الوطني واجب المجتمع الأمريكي مع تلك المجموعات، حوار، فيه من الحُجّة والمُدافعَة بما يُسهم في تقليل تأثير ونفوذ خطاب الكراهية بين مسام النسيج الوطني…. حتى إذا حاولت تلك المجموعات استخدام القوة أو حصل منها أدنى تهديد باستخدام القوة، فإن ذات المؤسسات الوطنية لا تتردد ودون إبطاء في التعامُل القاسي والصعب وتحريك مؤشر الإنذار إلى الخط الأحمر واستنفار القوة الباطشة لمنع تلك المجموعات من المضي بغبائنهم أكثر!!
كل الظن أن أيدي غير مُتوضّئة تعبَث في تلك النواحي!!! تحاول أن (تجرجر) الجميع إلى (سخانة غير محسوبة).. وجاري اختطاف منابرنا ومؤسساتنا لإنجاز ذلك المشروع الغبائني…
حتى الآن (البوخة) لم تنتج (المرقة)… لكن كافة أشراطها واستحقاقات (المرقة) اكتملت.. تحتاج فقط (العايرة لسوط) فهل آن أوان الحريق و(الانكتب في جبينا الليلة بان) ؟!.