د. مضوي.. (جِنّاً تعرفوا)…!!
حمى ترشيحات الولاة التي انطلقت هذه الأيام، نأمل أن تأتي بمن يُقدّرون المرحلة الحالية التي تعيشها البلاد، مما يعني أن الولايات تحتاج إلى رجال أشداء أقوياء مُبتكِرين، فالمرحلة الحالية لا تحتاج إلى والٍ مَكتبِيٍّ يُغلِق أبواب مكتبه وينظر إلى التقارير القابعة على منضدته من خلال نظّارة نظر مُعلَّقة على أُذُنيه.
اطّلعت على مُعظم المُرشّحين في الولايات، لم أتمكن من معرفتهم في الحياة العامة السابقة، لكن وقفتُ عند ولاية شمال كردفان التي قدّمت أحد علمائها من بين آخرين لم أتعرّف عليهم أيضاً.
د. مضوي تسبقه سيرته الذاتية ووقوفه في صف قضايا حقوق الإنسان والهامش، ويعتبر واحداً من أميز الكوادر السودانية، فهو يعمل أستاذاً بجامعة الخرطوم كلية الهندسة، قسم الهندسة الميكانيكية، ورئيساً لشعبة التصميم والتصنيع. وهو مُؤسّس ورئيس المنظمة السودانية للتنمية الاجتماعية (سودو) التي تعمل في مجال التنمية والطوارئ وحقوق الإنسان وبناء السلام في كل أقاليم السودان. ولكن لظروف الحرب، اهتمت المنظمة بإقليم دارفور وكان لها نشاط واسع حيث افتتحت عدداً من مراكز تغذية ورعاية الأطفال إلى جانب حفر آبار المياه وإنشاء المراكز الصحية. واهتمت بتأهيل وبناء عددٍ من المدارس في معسكرات النازحين أهمها معسكر كلمة، عطاش، الشوك وزمزم.
للذين لا يعرفون د. مضوي، فقد ذاع صيته مُؤخّراً عقِب تعيينه وزيراً للمعادن من قبل الرئيس السابق عمر البشير، في حكومة معتز موسى، حينما جاء رئيساً للوزراء، وهي ذات الحكومة التي اختارت د. حمدوك وزيرًا للمالية، لكن مضوي اعتذر مباشرة عن المنصب، لتوجّهات سياسية رأى أنها لا تسمح له بالمشاركة في حكومة المؤتمر الوطني، ومن ثم اعتذر بعده حمدوك.
كما اتُّهِم أيضاً بالتجسس مع بعض الدول الغربية، وظل رهن الاعتقال لفترة طويلة إلى أن برّأته المحكمة من تلك التهمة.
رغم أني لا أعرف قائمة المرشحين الآخرين معه لولاية شمال كردفان، إلا أنني أتمنّى أن يتم اختيار مضوي للمنصب، لمعرفتي الشخصية به، وتفكيره وإدائه، وكما يقولون (جنا تعرفوا ولاجنا مبتعرفوا).