عرض: عائشة الزاكي
هناك العديد من الإفرازات السالبة التي أفرزتها ثورة التعليم العالي والتي درجت فيها حكومة الإنقاذ بالاهتمام بالكم بغض النظر عن الكيف, حيث تم إنشاء العديد من مؤسسات التعليم العالي ومنها كليات علمية في مناطق غير ملائمة لتلك الكليات, إلى جانب ضعف في المناهج المقدمة للطلاب, وعدم إجازتها في بعض الكليات, فضلاً عن عدم توفير المعينات الأساسية لتلك المؤسسات من بيئة عمل وهيئة تدريس وغيرها من المعينات .
ومن هذه الإشكالات، شكت مجموعة من طلاب كلية الطب بجامعة زالنجى بولاية وسط دارفور بعد العودة من الغجازة الإجبارية لثورة ديسمبر المجيدة واستئناف الدراسة بالجامعة يوم 26/112019 دون أن تكون هناك دراسة فعلية بالكلية وتم تقديم مذكرة لعميد الكلية من أجل مناقشة المطالب التي تتمثل تأهيل مبنى كلية الطب علمنا بأن ثلاث دفعات مستمرة في الدراسة وهنالك دفعة رابعة تم قبولها لم تستأنف الدراسة حتى الآن، وهم لا يملكون سوى قاعة واحدة فقط للدراسة.
بيئة غير مهيأة
ويقول الطلاب الذين وصلوا مكاتب الصحيفة، إن المكتبة لا تسع الطلاب، علمًا بأن هنالك مكتبة واحدة لأربع كليات داخل المجمع، وفيها نحو (40) كرسياً فقط، فضلاً عن عدم وجود مراجع كافية للتحصيل الأكاديمي، علماً بأن لكل مقرر عشرة مراجع فقط متوفرة بالمكتبة.
كما تفتقر الكلية لهيئة التدريس، مما يجعل الاعتماد على الأساتذة الزائرين، الأمر الذي أدى لأن يكون هناك زمن محدد للمحاضرات والتي تدرس بحسب الزمن المناسب للأستاذ الزائر مما يجعل هناك صعوبة في معرفة التوقيت المناسب للمحاضرات.
دولة عميقة
إلى جانب المشرحة التي تفتقر لكافة المعينات والعينات وعدم وجود فني أو مساعد مشرحة، وأضاف الطلاب أن المستشفى غير مؤهل ولا يوجد كادر طبي كافٍ وقاعات للمناقشة إلى جانب عدم توفير استراحة للطالبات وغيرها من الإشكالات.
وبعد أن فشل الطلاب في الحصول على مطالبهم نفذوا وقفة احتجاجية أمام مباني الكلية، ومن ثم جلسوا مع عميد شؤون الطلاب الذي وعدهم بالتنفيذ، بالإضافة إلى الاجتماع مع مدير الجامعة, كما واصل الطلاب الاعتصام والاحتجاج، وتم تغييب الطلاب المعتصمين عن الدراسة حيث درجت الإدارة على رفع تقارير بأنه لا يوجد اعتصام من قبل الطلاب، كما قام عميد الكلية مع أحد الطلاب الدارسين بزيارات ميدانية لأسر الطلاب لإقناعهم بأن يواصل أبناؤهم الدراسة.
وبعد مضي يومين، قام الطلاب بهتافات أمام القاعات بالتزامن مع زمن المحاضرة بترديد هتاف ما فى طالب افضل من طالب، فبلغ هذا الخبر إدارة الجامعة والتي اتصلت بمدير الشرطة للتأكد من الأمر، عندما وصل لم يجد هنالك فوضى كما ذكر المدير فرجع، وتم عقد اجتماع طارئ لمجلس العمداء في نفس اليوم والذى قضى بتجميد الدراسة لـ 153 طالباً وطالبة من أصل 185 طالباً وطالبة، وأصدرت إدارة الصندوق قراراً بإخلاء الداخلية في غضون 48 ساعة بعدها قام الطلاب المجمدون تعسفياً من وسط دارفور بتأجير بصات سفرية على النفقة الخاصة والتى كلفت كل طالب (2) ألف جنيه سوداني حتى الوصول إلى الخرطوم في رحلة استغرقت أربعة أيام من أجل تحقيق مطالبهم متحملين متاعب السفر والجوع ليدخل هؤلاء الطلاب في اعتصام مفتوح أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتقديم مظلمتهم والحصول على مطالبهم واضعين ثقتهم في وزيرة التعليم العالي انتصار صغيرون لتحقيق تلك المطالب التي اعتبروها أكثر من عادلة.