إحصائية مخيفة..!!
*في مثل هذا الأيام من كل عام، وتزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة الإيدز تخرج علينا وزارة الصحة بولاية الخرطوم بإحصائية الإصابة بهذا المرض بالولاية.
*وحملت صحف الخرطوم أمس تأكيد وزارة الصحة بولاية الخرطوم ارتفاع نسبة الإصابة بالإيدز من عام لعام، وتشير إلى أن العدد المُقدّر لوفيات الإيدز العام الماضي بلغت (2400) حالة، وعدد الإصابات الجديدة في العام ذاته بـ(5200)، والعدد المُقدّر من البالغين والأطفال المصابين بالإيدز في السودان (59) ألف إصابة، (29) ألفاً من الرجال، و(26) ألفاً من نساء.
*وقالت الوزارة إن الفحوصات العامة على المرضى أكدت أن عدد الإصابات بلغت حالة في كل 5 آلاف حالة بنسبة بلغت 0.02%، كما كشفت الفحوصات عن إصابة 16 حالة من ضمن 655 سيدة حامل فيما أظهرت الفحوصات إيجابية 83 حالة من ضمن 1400 فحص للمصابين بالدرن بنسبة 6%.
*وقالت الوزارة في إحصائية رسمية مُلِّكت للصحفيين خلال مؤتمر صحفي بمناسبة اليوم العالمي للإيدز أمس الأول، إنّ عدد الذين تم فحص الفيروس لهم خلال نفس العام (252967) شخصاً، وكانت الحالات المُوجبة بينهم (3894)، وأضافت أن العدد الكلي للنساء الحوامل اللائي تم فحص الفيروس لديهن في نفس العام (136.329) وبلغت الحالات المُوجبة منها (181) حالة.
*وكشفت الوزارة، أنّ العدد الكلي للمُتعايشين مع الإيدز والذين يتلقون العلاج في 2018م بلغ (8803)، وأوضحت أن انتشار الإيدز في السودان (0.24%)، وأنّ العدد المُقدّر للأمهات اللائي يحتجن للعلاج بأدوية الإيدز لمنع انتقال الفيروس لأطفالهن (21.100)، وأنّ العدد المُقدّر للأطفال المُصابين بالمرض من عمر يوم إلى (14) عاماً بالبلاد (4200).
*وكشفت الوزارة، عن ارتفاع عدد مراكز منع الانتقال الرأسي من الأم للجنين إلى (458) مركزاً، وعدد مراكز الفحص الطوعي والإرشاد النفسي إلى (348) مركزاً، وعدد مراكز العلاج للأمراض المنقولة جنسياً (229)، ومراكز رعاية وعلاج مرض الإيدز صارت (42) مركزاً.
*مخرجات المؤتمر الصحفي لصحة الخرطوم، توضح بجلاء ضعف الإرادة الحكومية وآلياتها لمحاصرة هذا الداء الذاهب في الانتشار، وتأكيد الوزارة ببذلها جهوداً كبيرة للحد من انتشار هذا المرض تضحى مجرد أمانٍ في ظل الـ(5200) إصابة سنوياً.
* نعم قد يقول قائل إن وجود عشرات المراكز للخدمة الوقائية والعلاجية منها من تقدم الإرشاد النفسي وبعضها يقدم تشخيص وعلاج الأمراض المنقولة جنسياً، يعد مجهوداً خرافياً من الحكومة لمكافحة المرض، لكن الجهود المحلية والتي تعاني شحاً في الإمكانيات في حاجة للدعم الدولي من الجهات المتخصصة في ذلك .
* ذلك مرده إلى أنه وفي السنوات الأولى لظهور المرض لم تكن هناك برامج قوية للمكافحة، وذلك لعوامل عدة أهمها: تبني سياسة الإخفاء وعدم الإعلان عن حجم المشكلة، كما أن المرض لم يكن يشكل مشكلة صحية رئيسة في السودان إذا ما قورن بالمشكلات الأخرى.
* وهناك سبب آخر فاقم من انتشار الإيدز وهو غفلة أو قُل تغافل المسؤولين السياسيين عن خطورة وحجم المشكلة المتمثلة في سرعة انتشار المرض خاصة وسط الشباب، وهو أمر ساعد على تفاقم المشكلة أكثر، ولعدم وجود دواء مكتشف له أو لقاح واقٍ.
* تحدي محاصرة هذا المرض الآن ينتظر المجتمع كله، وهي معركة الجميع وليست الدولة وحدها.. دعونا نكون أكثر إيجابية في محاصرة هذا المرض الفتاك تثقيفاً وإرشاداً وتوعية.
* سادتي دعونا نكون أكثر جرأة لنقول: إن جل أفراد المجتمع السوداني لا يزالون مصابين بحالة تشبه الفوبيا تجاه كلمة الإيدز.
* ولوقت قريب لم يكن بمقدور أي مصاب بمرض الإيدز في السودان أن يجاهر بمرضه أو يعلنه حتى للمقربين منه، خوفاً من العار الاجتماعي في مجتمع لا يرى في مريض الإيدز شيئاً جميلاً فيعزله وفق قانون العزل الاجتماعي غير المعلن.
* ما نتمناه وننشده الآن هو أن تتبدل هذه النظرة السالبة لتحل محلها نظرة مختلفة، وليبدأ المجتمع في تغيير نظرته تجاه المتعايشين مع الإيدز.