* في حوار نشرته صحيفة “السوداني” الدولية أمس، قال الشيخ موسى هلال المعتقل في عدد من الجرائم إنه لا مشكلة شخصية بينه ونائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، ونفى أن يكون معتقلاً بأمر من حميدتي ولكنه معتقل حسب قوله بأمر من النظام السابق الذي سقط في أبريل الماضي، وأن مشكلته الحقيقية مع قادة ورموز النظام السابق، وخاصة نائب الرئيس الأسبق حسبو محمد عبد الرحمن، وذكر هلال أن مجلس الصحوة الذي يقوده جزء من قوى الحرية والتغيير الحاكمة الآن!! ولكن النظام السابق هو من يضعه في الحبس..
هذه الإفادات وضعت نقاطاً عديدة على حروف القضية، أولها أن الفريق حميدتي لم يعتقل موسى هلال، وثانياً أن تنظيمه جزء من النظام الحاكم حالياً؟؟ ولكن الصحيفة لم تذكر زمان ومكان المقابلة التي نشرت ولا الكيفية التي وصلت بها إلى هلال في محبسه داخل القيادة العامة على ذمة المحاكمة في قضايا ذات طبيعة عسكرية..
الزميلة “السوداني” أحدثت سبقاً في اختراق جُدُر الحبس بطريقتها الخاصة، ولكنها أعادت قضية موسى هلال إلى الواجهة مرة أخرى بحيثيات مختلفة، ولم يتحدث الرجل عن من قتل الشهيد عبد الرحيم جمعة في مستريحة؟؟ ومن قتل عناصر الشرطة في جبل عامر!!
* نعتذر للقراء ولحزب الأمة وقادته للخطأ الذي ورد في هذه الزاوية بالخلط بين (سارتين) سارة الفاضل المهدي التي رحلت عن دنيانا منذ سنوات، وسارة نقد الله التي رحلت عن الأمانة العامة للحزب في الأيام الماضية دون ذكر دوافع الرحيل، وجاء خليفتها الواثق البرير صهر الإمام الصادق المهدي.. الصحيح سارة الفاضل لم تتبوأ منصب الأمين العام لحزب الأمة، وهي امرأة فاضلة شغلتها تربية أسرتها عن الشأن السياسي حتى رحيلها المفجع.. وتبقى حقيقة أن هذا الحزب الذي يتعرض لمناوشات من حليفه الشيوعي من حين لآخر يقدم حيثيات تثبت أنه تنظيم عائلي حينما يرفع لمنصب الأمين العام رجلاً لا يُعرف له عطاء أو بلاء في الشأن العام إلا بلاؤه داخل الأسرة المهدوية القابضة على أنفاس الحزب!!
* غادر الأستاذ عبد العظيم عوض الأمين العام لمجلس الصحافة موقعه بالاستقالة الطوعية وليس الإعفاء كما جاء في الخبر الرسمي، ليستريح الرجل من أعباء الوظيفة العامة بعد سنوات من العطاء في الإذاعة القومية وفي الصحافة.. وعبد العظيم حينما واجه الأمين العام لوزارة الإعلام الرشيد سعيد ورفض تهديده للصحافة والصحافيين بالويل والثبور والتدخل المباشر في اختصاصات مجلس الصحافة كان يعلم أن رشيد سعيد يمثل سلطة فوق الوزير فيصل محمد صالح الذي تغلب عليه المهنية والأخلاق الفاضلة على الالتزام السياسي.. فاختار عبد العظيم عوض تسجيل موقفه الرافض للتدخل الحكومي للتاريخ، وكان يمكنه “مسايرة” قوى الحرية والتغيير والخضوع لها.. والتودد لقادتها ليبقى في موقعه على الأقل لفترة أطول لكن عبد العظيم عوض بأخلاقه ومواقفه المبدئية اختار مغادرة مجلس الصحافة عبر الباب الكبير، وهكذا يمضي أهل المبادئ والقيم!!
* في كل يوم يجد الدكتور عبد الله حمدوك نفسه وحكومته في مأزق حقيقي إذا رفعت الحكومة الدعم عن الدقيق والجازولين فقدت نصف شعبيتها ومنحت الإسلاميين سلاحاً مجانياً للوقوف في وجهها، وإن هي أبقت على الدعم خسرت الحلفاء الأوربيين وتابعيهم من العرب وإذا ألغت قوانين الشريعة من أجل السلام عليها انتظار رماد سلطتها في الخرطوم، وإذا رفضت إلغاء الشريعة خسرت الحركات المسلحة وخسرت نفسها، ولن تكسب الإسلاميين، وإذا أدانت في أحداث فض الاعتصام قوات الجيش أو الدعم السريع عليها مواجهة المكون العسكري، وإذا برّأت الجيش والدعم السريع واجهت قواعدها المشحونة بغضاً للعسكر فكيف المسير وأين الطريق؟؟