نبيل أديب المحامي عندما تم تعيينه رئيساً للجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة وسمى لجنته باللجنة المحايدة، كتبنا مقالاً وتساءلنا مع من ستحقق هذه اللجنة؟ هل مع العسكر أم مع قادة قوى الحرية والتغيير “قحت”؟ وكيف تكون اللجنة محايدة وهي تتبع لقحت وتؤمن بالحنان والايمان؟ وتبحث عن إمكانيات ومقر وتأسيس وفرش وأثاث وكمبيوترات وترابيز وسكرتارية وموظفين ونثريات ومرتبات؟ وماذا تعني كلمة ” محايدة” التي وردت بالقرار؟ وهل فعلاً هذه اللجنة محايدة؟ أم لجنة للتخدير وكسب وضياع الوقت؟ وماذا فعلت حتى الآن؟ دم الشهيد بي كم ولا السؤال ممنوع؟ طبعاً الكل يعلم الثمن والكراسي والسلطة وأم الشهيد تقول قوى الحرية لا تمثلنا وتجمع المهنيين لا يمثلنا. واللجنة تمثل هؤلاء الذين لا يمثلون أمهات الشهداء .
تمخض الجبل فولد فأراً، وأمس الأول تضج الأسافير ومواقع التواصل الأجتماعي بعبارات ” ترقبوا بيان وتقرير لجنة فض الاعتصام”، والناس كانوا ينتظرون فأطل نبيل أديب على شاشات التلفاز وقال “استلمنا مقر اللجنة، وتم تعيين سكرتارية وموظفين وجهزوا لينا كمبيوترات وفرشوا لينا المكتب وهيكلنا اللجنة والمؤسسة العسكرية بريئة من فض الاعتصام، ولا يمكن اتهامها بالفض ونهيب بالمواطنيين يجونا في المكتب ويورونا الفض الاعتصام منو؟”.
وهكذا انتهى تقرير نبيل أديب الذي ظل الثوار ينتظرونه هل الشعب كان ينتظر نبيل ليقول لهم هذا الكلام؟ وهل القصة كلها في مكاتب واستلمنا المقر والمباني والمرتبات وعينا موظفين؟ ومن هم المتهمون وأين هم؟ ولماذا لم يذكرهم نبيل؟ وهل قادة الحرية والتغيير بريئون من فض الاعتصام؟ ولماذا لم يذكرهم نبيل؟؟ تقرير مهبب تمخض الجبل فولد فأراً .
ولتغطية الفشل في تقرير نبيل أديب خرج اليوم التالي النائب العام لـ “قـــــــحـت” في تصريحات عديمة الفائدة والمعنى لتصبير وخداع القطعان، حيث ذكر النائب العام لقحت بأن النيابة فتحت بلاغات في كل من أشار لهم الرئيس البشير باستلام أموال منه سواء كانت جامعة أفريقيا أو عبد الحي أو غيره، وصمت النائب العام لقحت ولم يذكر الدعم السريع، فهل سهواً أم خوفاً؟ ثم إن الرئيس نفسه أين هو الآن بعد المحاكمة سنتين وقد قضى فترة ٨ أشهر ومتبقي عشرة أشهر فقط؟ أين هو الآن هل في كوبر؟ هل فعلاً مسجون وتحت سيطرة قحت ونائبها العام، أتحدى أن يأتي بصورة أو فيديو للرئيس من داخل كوبر أو أي سجن ونشره في الوسائط؟ ثم قال إن رموز النظام السابق يواجهون تهماً تصل عقوبتها الإعدام ولا يمكن الإفراج عنهم؟ شيل مستنداتك وقدمهم المحكمة بدلاً من اعتقالهم تعسفياً بقانون الطوارئ؟ طالما حددت العقوبة وقلت الإعدام لماذا لم يقدموا للمحاكم ويعدموا في ميدان عام؟
النائب العام لـ “قحْــــــــت” ذكر أنه تمت الموافقة على استيعاب 475 وكيل نيابة جديد؟ كيف تم استيعابهم وبأي قانون؟ ألا يعتبر هذا فسادا إدارياً وسياسياً ومحسوبية؟ ولماذا لم تطرح هذه الوظائف ليتنافس عليها كافة أبناء الشعب السوداني؟ ولمن سيكون الولاء للذين تم تعيينهم بعناية؟ هل ولاؤهم للقانون ويطبقونه نصاً وعدالة أم سيكون الولاء لقحت؟؟ وأين استقلالية القضاء والقانون؟ هل مليونية استقلالية القضاء كان الهدف منها تعيين نائب عام لـ “قحْــــــــت” ورئيس قضاء قحت ومستشارين وقضاة قحت و٤٧٥ وكيل نيابة جدد وتسييس القانون والسلطة القضائية؟ لن تتحقق العدالة في البلاد وسيظل ميزان العدالة مختلاً طالما قحت استلمت كافة السلطات القانونية والقضائية وتم تسييسها .