*على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قال أحد المدونين “إن كان للخرطوم أهل فليأتوا لنظافتها وعمرانها، ولكن ليس أهل فهي لحم راس”، وعقب هذه التدوينة وجد المدون ردوداً ربما لم يستقبلها منذ إنشائه صفحته على الفيسبوك.
*قال له أحدهم “للخرطوم أهلها وناسها ولكنهم كرماء ونبلاء لا يحبون النرجسية ولا يقبلون بينهم عنصري بغيض”، وكانت جل الردود على شاكله التعليق أعلاه.
*ولكن أبلغ رد كان على المدون هو أن للخرطوم أهلها الأصليين الذين يحفظون تاريخها ويقبلون الوافد إليها، أناس عرفوا بالركاب والكتاب، بينهم أهل الدين والصلاح وسطهم الفرسان الذين عرفتهم معارك الإمام المهدي حينما جاء للخرطوم حيث استقبلوه وفتحوا له ديارهم وساعدوه في ففتح الخرطوم.
*لعل صاحب المدونة لم يقرأ تاريخ السودان جيداً، فالخرطوم مثلها وبقية ولايات السودان يسكنها أهلها الذين لهم حواكير قديمة قبل مئات السنين، ومن يعلم تاريخ السودان يعرف القبائل التي تمتلك أراضي في عاصمة السودان التي تستقبل يومياً المئات بل الآلاف من القادمين من ولايات السودان الاخرى دون أن يرفضوهم أو يمنحوهم أراضي يقطنون فيها.
*أهل الخرطوم رغم تاريخهم الطويل لم يحكموا ولايتهم هذه والسبب هو أن ولايتهم هي قبلة كل أهل السودان وعاصمته السياسية الأولي، وحينما فكرت الحكومة السابقة في حكم الولايات عبر ابنائها لم تحكم الخرطوم بأحد أبنائها بل أبعد مرشحها الأول ابن الولاية الدكتور عمار حامد سليمان، وكان حينها معتمداً لشرق النيل، أبعد إلى ولاية النيل الأزرق نائباً للوالي، ولم يجلس على كرسي الحكم كثيراً حتى هاجر للمملكة العربية السعودية بعد أن قدم استقالته من منصبه الحكومي ولا زال موجوداً بالمملكة.
*للخرطوم أبناء كثيرون مؤهلون أن يحكموها في كل المجالات ولكن لم يحظ أي واحد منهم بحكمها طيلة حكم الإنقاذ، وهي الولاية الأحق بأن يحكمها أحد أبنائها باعتبار أن أهلها من أكثر سكان السودان الذين شهدوا ظلماً في كل المجالات إن كانت سياسية من خلال مشاركة أبنائها في الحكم أو اقتصادية من خلال إهمال مشاريعها الزراعية أو خدمية من خلال إهمال ريفها الممتد من جنوبها إلى شمالها في أمدرمان وشرق النيل.
*الآن بعد نجاح ثورة ديسمبر تحرك كيان أبناء الخرطوم مطالبين بحكم ولايتهم أسوة ببقية ولايات السودان، وقدم الكيان مرشحين لمنصب الوالي.
*من حق الخرطوم “الولاية” أن يحكمها أبناؤها كما يحكم كل ولاية أحد أبنائهاـ وليس معنى أن تكون الخرطوم عاصمة لكل أهل السودان أن ليس معنى هذا أن تهضم حقوق أهلها كما فعلت الحكومة السابقة.
*نحن نعلم جيداً أن ثورة ديسمبر جاءت لتصحيح الكثير من الأوضاع الخاطئة التي كانت تمارس في الحكومة السابقة ومن العدل أن ينصف أهل الخرطوم بقبائلهم المختلفة باختيار والٍ منهم مع العلم أن بها الكثير من أبنائها المؤهلين بأرفع الدرجات العلمية والخبرات التراكمية.