انهارت أسعار البصل في القضارف ونهر النيل وكسلا والشمالية والجزيرة والعديد من مناطق الإنتاج! هبطت الأسعار إلى حدٍّ أدنى من تكلفة الإنتاج بكثيرٍ حسبما يقول مُزارعون! مُؤكّد أنّ خبر هُبُوط الأسعار خبر مُفرِح ومُسعد لنا نحن المُستهلكون، في وقتٍ يرتفع فيه سعر كل سلعة، والبصل مُكوِّنٌ أساسنا لغذائنا اليومي بمُختلف أشكاله وبالتالي هو سلعة ضرورية لا غنىً عنها، وفرحنا منطقي ومشروع بعد تصاعُد أسعار هذه السلعة لدرجة لا تُطاق .
لكن وآهٍـ من لكن، هل هبوط الأسعار بهذه الطريقة وإلى هذا المُستوى المتدني، هل كُلّه خير؟! الإجابة قطعاً لا، وفي هذا الإطار علينا النظر إلى قطاع المُزارعين “المُنتجين”، كم أنفقوا في التحضير والزراعة والحَصاد وغيرها من أبواب التّكلفة؟ ومن أين أتوا بهذا التمويل؟ هل كلهم أثرياء “قاطعين من سنامهم”؟ أم أنّ بعضهم تسلف واستدان من هنا وهناك على أمل أن يخرج بحصيلة مُجزية يُسدِّد منها دُيُونه وينفق منها على أسرته ويدّخر منها للموسم الجديد؟
لا شك عندي، أنّ العديد من مُنتجي البصل باتوا على شفا البلاغات والسجون، وقد يقول قائل “مالنا ومالهم دا قدرهم”، لكن النقطة التي قد تغيب عن الأذهان أنّ مثل هذا الواقع المُترتِّب على انهيار أسعار البصل وإذا لم تتدخّل الحكومة بمُعالجات للمُتأثِّرين، فإنّنا في الموسم القادم قد “نعدم البصلة”، فالمُزارعون جسمٌ واحدٌ، يتأثّرون ويتّعظون بما يحدث لبعضهم، إذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر جسدهم بالسهر والحمى، وهذه مصيبة عصيبة !
صحيح أن الحكومة غارقة في الأزمات، وباتت شبه عاجزة، طرح وتنفيذ حلول ناجعة وتوفير تمويل تبني عليه مُوازنتها للعام 2020م، وما زالت تقدِّم رِجلاً وتُؤخِّر أخرى حول رفع الدعم عن المحروقات وغيرها من السلع المدعومة والتي ظلّت مُكوِّنات “قحت” تُعارض خطوات وقرارات النظام السابق لرفع الدعم، لكن مع ذلك يبقى تدخُّل الحكومة لصالح مُنتجي البصل مطلوباً ولا سبيل غيره لتقليل خسائر هذا القطاع وضمان عودته للإنتاج للموسم الجديد .
نسأل الله الخير والتوفيق والسداد وأن تنتهي “تراجيديا البصل” إلى ما يُحقِّق مصالح الكل ويُخفِّف الخسائر على المُزارعين .
خارج الإطار:
القارئ صاحب الرقم “0121294165” قال إنّ أي سياسة تخرج عن إطار وثوابت العلاقات الأزلية مع المملكة العربية السعودية لا حظ لها من النجاح فأفيقوا وانتبهوا يا “قحت”.
تعليق من المُحرِّر:
ملف العلاقات الخارجية كله يحتاج لإعادة ترتيب بهُدوء وحكمة ورؤية استراتيجية وبما يُحقِّق ويُعظِّم المصالح الوطنية .
القارئ محمد هاشم الكنزي يقول إنّ استبشارنا كان عظيماً بالدكتور حمدوك وتصريحاته الإيجابية وسَمْتَه المحترم ولغته الراقية، لكن يبدو أنه رجل تنفيذي أكثر منه إداريٌّ يترأس الوزراء ويُديرهم ويضبطهم ويُحاسبهم على الأخطاء والتصريحات السالبة ويُركِّز الجُهُود على قطاع الخدمات ومساحات مُعاناة المُواطنين .
القارئ إبراهيم حامد “كسلا” تحدث عن انهيار أسعار البصل مُطالباً بتهيئة السجون وتوسعتها استعداداً لاستقبال مُزارعي البصل، وقال إنّ التُّجّار لا يتأثّرون كثيراً، بل ربما يكونوا هم من أسباب ارتفاع الأسعار لكن المُنتج هو الذي يدفع الثمن باهظاً .
الرقم 0912392489 مُخَصّصٌ لرسائلكم.