عضو المجلس السيادي محمد حسن التعايشي في حوار مع “الصيحة”..
هناك أكثر من خيار لمعالجة قضية علاقة الدين بالدولة
فصل الدين عن الدولة.. لن يكون عقبة إلا في هذه الحالة
إذا أفلح السودانيون في الوصول إلى سلام.. سيفلح المجتمع الدولي في دعم تنفيذه
يجب أن يكون هناك نقاش مع الجبهة الثورية لتشكيل البرلمان
حاورته بجوبا: شادية سيد أحمد
المباحثات بين الأطراف السودانية حركات الكفاح المسلح والحكومة الانتقالية تسير ببطء، ولكن هناك آمال كبيرة في حدوث اختراقات نسبة لتمسك كافة الأطراف بضرورة التوصل إلى اتفاق سلام وانطلقت هذه الجولة في العاشر من الشهر الجاري ودخلت في اسبوعها الثاني والجميع متفائل رغم السير البطيء نسبة لعدم وجود أية خلافات جوهرية تعقد مسيرة التفاوض بين الأطراف، كما أن الوساطة تبذل مجهودات جبارة في أن تتوصل الأطراف إلى سلام عادل شامل في السودان..
“الصيحة” التقت عضو الوفد الحكومي عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي عبر هذا الحوار.
*فلنبدأ بآخر تطورات الموقف التفاوضي؟
آخر تطورات الموقف التفاوضي الآن وصلنا إلى مراحل متقدمة في مسار دارفور والمنطقتين، مالك عقار، وعبد العزيز الحلو والوسط، وصلنا معهم إلي مرحلة إعلان المبادئ، وهناك اتفاق وتوافق مبدئي في معظم النقاط والقضايا المطروحة، وهناك بعض القضايا فيها اختلافات في وجهات نظر شكلية، وشكليه هذه تعني أن بعض القضايا يمكن أن تناقش في مكان آخر، وأتوقع أن يكتمل الرد حول مسار دارفور والمنطقتين مالك عقار والحلو والوسط، خلال الساعات القادمة.
*تطرقت إلى وجود بعض الخلافات الشكلية.. هل الخلاف حول ما طرح الحلو ضمن هذه الخلافات الشكلية؟
لا زلنا نتناقش حول طرح عبد العزيز الحلو خلال إعلان المبادئ الذي تقدم به، وهناك أكثر من مقترح وأكثر من خيار يتم النقاش حولهما فيما يتصل بمعالجة قضية الدين بالدولة، وتقرير المصير المشروط الذي تقدموا به، وهذه الخيارات محل نقاش على المستوى المباشر ومستوى اللجان المشتركة.
*هل يمكن الوصول إلى تفاهمات حول هذه النقاط؟
يمكن أن نصل إلى تفاهمات، وأنا أرى أن هناك ثلاثة سيناريوهات حول هذا الأمر، وأعتقد أن الثلاثة ممكنة سأقول لك واحداً وأحتفظ بالاثنين الآخرين، السيناريو الأول، هو أن نتفق حول مفهوم الدولة العلمانية بالنسبة للحركة الشعبية، وأن نتفق حول الشرط المرتبط بتقرير المصير، وندرس خيارات النص، ولا يمكن أن يتحدث المتفاوضون حول تحديد شكل الدولة مجرد النقاش حول مصطلح، لابد أن يكون هناك اتفاق جوهر شكل الدولة وقبول مبدأ النقاش حول قضية فصل الدين والدولة، نتوقع من الطرف الآخر أن يقبل كذلك النقاش معنا من حيث المبدأ حول مفهوم علاقة الدين بالدولة، وكذلك الحديث بالنسبة للدولة العلمانية، إذا وصلنا للاتفاق حول الجوهر لا أتوقع أن يكون هناك خلاف حول المصطلح.
*هل يمكن أن يكون طرح عبد العزيز الحلو ومطالبته بعلمانية الدولة أن يقف عقبة أمام التفاوض؟
لا يمكن أن يكون ذلك عقبة.. ويكون عقبة في حالة واحدة إذا ما رفضت الحكومة النقاش حوله، وفي حال رفض الطرف الآخر النقاش حول مفهوم عملية الدولة .
*ما هي رؤية الحكومة لمنبر كيان الشمال؟
إذا أنت كنت في وضعية تتيح لك معالجة مشكلة البلاد لا تستطيع بل لا تملك الحق لتقول لأي سوداني ليس لك الحق قبل أن تتناقش معه، هذا هو مبدأ السودان التأسيسي الذي نتحدث عنه، ولا توجد مشكلة في النقاش مع الشمال حول المشكلات التي يراها أهل الشمال، ونحن نسعى لحلحلة كل مشاكل السودان التاريخية ونضعه في موضع نتجاوز من خلاله كل المشكلات التاريخية هذه، نتحدث عن جمهورية جديدة واضحة المعالم حددتها ثورة ديسمبر، لذلك تم طرح قضايا تتصل بالشمال ويتم النقاش حولها الآن وسيتم الاتفاق حولها ثم تحدد كيفية المعالجة وآليات التنفيذ التي يمكن أن تنفذ من خلال اتفاق السلام ويمكن أن تحل بآليات الفترة الانتقالية، مثال لذلك مشاكل السدود والأراضي التي جاءت نتيجة لقرارات إدارية نظام محدد وإدارة سياسية محددة اتخذت قرارات بشأن هذه الأراضي.
*عفواً الأستاذ، مشاكل السدود والأراضي، هل ستتم معالجتها بنفس الكيفية؟
بالتأكيد، سوف تعالج بنفس الكيفية واتخاذ القرارات المطلوبة هذه مشكلة إدارية، أي أن هناك مشاكل في حال الاعتراف بها يمكن أن تعالج بقرارات إدارية وأخرى تعالج بآليات أخرى حسب تصنيف المشكلة.
*هل تقصد أنه توجد قضايا ليس مكانها منبر جوبا التفاوضي؟
منبر جوبا يمكن أن يناقشها ويحدد كيفية المعالجة بعد أن تتم مناقشتها، خاصة وأننا لم نوقع مسارات مع أفراد نعالج المشكلات بصورة عامة عبر المسارات المحددة، وهذا تغيير في منهجية التفاوض السابقة التي وصل فيها النظام السابق لصناعة المجموعات ويأتي بها للتفاوض ويمنحها وظائف، ووجدنا اتفاقيات قامت لمعالجة مشاكل أفراد وليس قضايا، ولن نكرر هذه التجربة وسنخاطب جذور المشكلة التي لا ترتبط بأشخاص.
*من خلال ما هو موضوع على منضدة التفاوض هل نتوقع اختتام هذه الجولة بتوقيع اتفاق سلام؟
نحن هنا من أجل توقيع اتفاق سلام، ولهذا السبب نحن موجودون، ومن خلال النقاش، وطبيعة الحوار الدائر أقول لك أن كل الأطراف تعتقد أن هناك فرصة تاريخية لتحقيق سلام شامل ويؤمنون أن الحكومة الحالية لديها الرغبة في اتخاذ قرارات شجاعة بشأن توقيع اتفاق سلام شامل في السودان والذي يشجع ويدفع الحكومة لذلك رغبة الأطراف الأخرى في الوصول إلى سلام ولا يوجد غموض أو مناورة في ذلك الرغبة حقيقية لكل الأطراف.
*ما بعد التوقيع على اتفاق السلام هناك مطلوبات لتنفيذه؟
آليات الحكومة الانتقالية هي واحدة من هذه الآليات الأساسية، وفي الاتفاقيات السابقة ما كانت هناك ثقة من المجتمع الدولي ومؤسساته في مؤسسات النظام السابق وسيتم إنشاء آليات جديدة للتنفيذ والوثيقة الدستورية وضعت في الاعتبار للمشكلات التي تواجه الدولة.
*هل سيكون هناك دور للمجتمع الدولي والمانحين؟
اتفاق السلام سيتم وفق شراكة ما بين الحكومة وحركات الكفاح والمجتمع الدولي والإقليمي إذا أفلح السودانيون في الوصول إلى سلام دولي سيفلح المجتمع الدولي في دعم تنفيذ هذا الاتفاق.
*عبد الواحد محمد نور هل سيلحق بالسلام؟
منهج التفاوض المستخدم يضع اتفاقات المسارات في اتفاق واحد إلى جانب بروتوكولات توضع فيها القضايا ذات الخصوصية لأي منطقة بمعنى أن هذا الاتفاق والمنهج يقبل أي اتفاق، وهذا المنهج يجعل الاتفاق شاملاً، لكنه فاتح، هذا من ناحية منهجية وفنية، أما من ناحية سياسية عبد الواحد محمد نور رجل مهم في عملية السلام وظني أن عبد الواحد متردد، ويرى أنه لا توجد إمكانية لتحقيق السلام لعدة أسباب وله الحق في ذلك، وموقف الحكومة والحركات ليس المساجلة مع عبد الواحد، الموقف الوحيد يكمن في أن نبرهن عملياً أن الحكومة لها القدرة في كل الموضوعات بلا خطوط حمراء، وفيما يتصل بالعدالة الاجتماعية الحكومة ليس لها أي خطوط حمراء وكل من أجرم يجب أن تتم محاسبته بالقانون دون تردد، من حق عبد الواحد أن يتردد لكن المحك الأساسي برهنة أن الحكومة قادرة لمناقشة كل الموضوعات دون تحفظ أو خطوط حمراء وقادرة على اتخاذ قرارات بشأنها وحينها يمكن أن يقتنع عبد الواحد.
*الجبهة الثورية ترى أن مشاركة قوى الحرية والتغيير ضمن وفد الحكومة تشكيك في الحكومة التي أتت بها؟
الإشكالات ما بين الجبهة الثورية والحرية والتغيير من قبل منبر جوبا، وموقف الحكومة واضح وأن الخلافات ليست بظاهرة صحية، ولن تقود لتحقيق السلام في السودان، ولا يشجع على إنجاج الفترة الانتقالية، الثورة قامت حتى لا يكون هناك إقصاء، وحتى لا يكون هناك فيتو لأي شخص على الآخر، ووفقاً لمبادئ هذه الثورة يجب أن نقبل ببعضنا البعض، ومن ناحية أخرى الحكومة لها الحق في تشكيل وفدها بالطريقة التي تراها والتي تساعد في تحقيق السلام كما أن للجبهة الثورية الحق في ذلك.
*إذاً بم تفسر تحفظات الجبهة الثورية على ذلك؟
كل الأطراف لها الحرية في كيفية تشكيل وفودها، والجبهة الثورية حينما شكلت وفدها ارتأت أنه سيساعدها في تحقيق السلام، لذلك يجب أن تتفهم أن الحكومة كذلك شكلت وفدها بالطريقة التي تخدم قضية السلام من وجهة نظرها وقناعتها، ووجود الحرية والتغيير ضمن الوفد الحكومي مهم وضروري بالنسبة للحكومة والأطراف الأخرى لأننا نريد أن نحقق أكبر قدر من الشراكة حول عملية السلام ما بين المكونات في السودان.
*تعيين الولاة أثار تحفظات لدى الجبهة الثورية؟
نحن اتفقنا مع الجبهة الثورية اتفاق (جنتلمان)، وأنا جزء من هذا الاتفاق، أن يتم تعيين ولاة مدنيين بصورة مؤقتة لحين الوصول إلى سلام، ومن الضروري أن يتم تنفيذه، وعندما وافقنا على تعليق تعيين الولاة وتشكيل البرلمان كنا نريد أن نعطي السلام فرصة، وهذا قرار كبير، ونعتقد أن السلام يستحق هذا النوع من القرارات، خاصة وأن الوضع في الولايات أصبح يحتاج إلى إدارات جديدة ويجب أن يتفهموا ذلك، وكذلك العسكريون ليس لديهم الرغبة في الاستمرار، وفيما يتصل بالبرلمان أيضاً هو قضية مهمة، وكنا نتوقع الوصول إلى سلام في وقت مناسب، حدثت كثير من المتغيرات، ولابد من أن يتم نقاش مع الجبهة الثورية حول تشكيل البرلمان، وهذا يحتاج إلى نقاش تفاصيل ما بين الجبهة الثورية والحرية والتغيير لأن هناك نسباً متفقاً عليها.
رسالة أخيرة
هناك تحول كبير سوف يحدث في المنطقة منذ انفصال الجنوب لم تتح فرصة للدولتين أن يواجها فرصة لتحقيق نجاحات، كما هو متاح الآن، وفي شهر فبراير سوف تتشكل أول حكومة وفاق في جنوب السودان، إذا ما تم سيكون الأثر إيجابياً على السودان وإذا تحقق السلام في السودان سيكون هناك تكامل بين الدولتين اقتصاديًا وسياسياً وتبادلاً تجارياً بنسبة عالية، هذه الفرصة يجب المحافظة عليها من قبل السياسيين في الدولتين.