قضايا التعدين.. تشريح المشكلات
الخرطوم: جمعة عبد الله
كشف مؤتمر قضايا التعدين عن آثار بيئية كبيرة ناجمة عن استخدام الزئبق والسيانيد في مناطق التعدين العشوائي، وقالت الباحثة في القطاع أماني فرح، إن هناك ستة أنواع من الأسماك أثبتت عينات الفحص أنها مصابة بالأمراض مؤكدة تجاوز النسبة المسموح بها في استخدام الزئبق.
وأشارت إلى مسح أجرته الحكومة الولائية في وادي حلفا اوضح وجود كمية كبيرة من الزئبق في المياه، وأشارات إلى أن الزئبق الذي يتم حرقه يتكثف ويعود ليستقر في المناطق الرطبة. وأضافت أن شركات التعدين تصرف مخلفاتها مباشرة في النيل. وقالت خلال الجلسة الختامية لمؤتمر قضايا التعدين أمس أن تسعة من أسواق الذهب تفتقر للمعايير البيئية خاصة سوقي صواردة وعكاشة.
وقالت إن طواحين الذهب لا تقل خطورة عن الزئبق، وأكدت أن كل العاملين في أسواق الذهب معرضون للإصابة بالتليف الرئوي خلال 14 عاماً، وأضافت أن التعدين يؤثر سلباً على كل النظام الإيكولوجي بالإضافة إلى تأثيره على الآثار، مبينة أن هناك مخاطر بشرية ساهمت في ضياع معالم السجل الحضاري وقالت إن المعدنين دخلوا المناطق الأثرية للحصول على الذهب.
ودعا المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية لتصميم اتفاقيات نموذجية تحدد العلاقة بين الحكومة والمستثمرين، للحفاظ على حق الدولة والمجتمعات المحلية في الاستفادة من هذه الثروات.
وقال: “لا توجد دولة في العالم اليوم تسمح باستهلاك الموارد الناضبة على حساب الموارد المتجددة، مشدداً على ضرورة الحفاظ على البيئة، وتحقيق التنمية المجتمعية، لافتاً الى أن مواطن الريف يشكل أولوية قصوى للشركة.
وكشف عن خطة الشركة لتدريب أبناء مناطق التعدين على التوعية البيئية وإصحاحها، بجانب العمل على تنظيم المعدنين في شكل جمعيات.
إلى ذلك، أوضح د سليمان عبد الرحمن المدير العام للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، أن الهيئة قد تفاوضت مع 11 شركة تعمل في معالجة المخلفات حول التنمية المجتمعية، وأشار إلى أن كل شركات المخلفات تملك مربعات إلا أنها آثرت العمل في معالجة المخلفات لسرعة العائد.
من جانبه قال الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للبيئة إن فكرة المؤتمر جاءت بعد أحداث تلودي، مضيفاً أنه تم عرض أن يقوم المؤتمر بعيداً عن القصر بتمويل من البنك الإسلامي السوداني بالتركيز على أن يحقق التعدين التوازن بين التنمية وتلبية حاجة المجتمعات المحلية في بيئة معافاة، مشيراً إلى حرص المؤتمر أن يكون للمجتمعات المحلية وجود فاعل في المؤتمر، وقال: أولى الثمرات أن يأتي الأهالي للمؤتمر ويشاركوا في صنع القرار، وقال: ما على التنفيذيين إلا الصياغة والتطبيق، مشيرًا إلى أن عضو مجلس السيادة صديق تاور كون لجنة برئاسته تشارك فيها المجتمعات المحلية، وقال: من ضمن التوصيات إعادة النظر في شهادات الأثر البيئي ومحاسبة المتورطين في أي تجاوزات حدثت في قطاع التعدين بالإضافة إلى استخدام التقانات الآمنة.
كاشفاً الاتجاه إلى تكوين لجنة فنية يمثل فيها بعض المختصين لتراجع الاتفاقيات ودراسات الأثر البيئي، وأشار إلى أن كل مخرجات المؤتمر ستطبع في كتاب يأخذ شعار ثورة ديسمبر يتضمن صور شهداء الثورة، مشدداً على ضرورة أن يتم التعدين الأهلي وفق شروط تحول دون حدوث آثار على البيئة. وأشار إلى أهمية أن يكون للمجتمعات المحلية نصيب مالي من عوائد التعدين لتمويل الخدمات، بالإضافة إلى توفير فرص العمل.
من جانبه، قال عبد الماجد من إدارة صحة البيئة بوزارة الصحة إن المعدنين لا يأتون إلى الوزارة إلا في حالة حدوث أوبئة. وكشف عن خطة وزارة الصحة للتخلص من الزئبق، مشيراً إلى أن الدولة هي المسؤولة عن الرقابة تمثلها وزارة الصحة بموجب قانون 2005، وأشار إلى مشاكل كبيرة في صحة البيئة في مناطق التعدين، قائلاً إنها غائبة تماماً، قاطعًا بأن كل المواد الغذائية منتهية الصلاحية تذهب إلى مناطق التعدين، مؤكداً أنه لا يوجد رصد للأمراض المعدية، قائلاً إنه لا يمكن أن يترك هذا الأمر للشركات باعتبار أن هدفها الربح على حساب المواطن، داعياً إلى أهمية وجود قسم خاص بالصحة داخل الشركة السودانية للموارد المعدنية، وأشار إلى أن برك المياه في مناطق التعدين أدت إلى وجود نواقل للأمراض تسببت في ظهور أمراض لم تكن موجودة من قبل كأمراض الحمى النزفية والصفراء، وأشار إلى وجود أمراض معدية سببها تدهور البيئة وكشف عن وجود أجانب من إثيوبيا وزائير وتشاد ينقبون في مناطق التعدين.
وقال محمد أحمد طاهر في حديثه عن التعدين في القطاع الشرقي، إن هناك 5 أطنان من السيانيد ذهبت إلى شركة فاين قولد قادمة من شركة أرياب، مشيرًا إلى أن هذه الشركة لا تخضع لأي ضرائب أو جمارك باعتبار أنها كانت تابعة لنظام المؤتمر الوطني، وقال إن بعض ؟أهالي الشرق منذ ثلاثين سنة يسكنون في مبانٍ مصنوعة من (البرش)، ولا يدرون أين ذهبت حقوقهم، وأكد عزمهم على ملاحقة كل الولاة الذين تعاقبوا على شرق السودان.
وقال إن شركات التعدين استنزفت المياه الجوفية والسطحية. وقال إن المخلفات الكيماوية تطرح في الخيران دون أي ضوابط. وأشار إلى وفاة 8 من المعدنين بسبب السيانيد واستعماله بطريقة عشوائية، وقال إن قوات الأمن ما زالت تمارس الأساليب القمعية وتأخذ الذهب من المعدنين بعد تخويفهم.