عضو المجلس السيادي الفريق ياسر العطا في حوار الساعة مع “الصيحة”
سنعمل على تصحيح مسار الثورة من دعاة الفتن والبطولات الزائفة
ما يمنع الاتفاق بجوبا مسائل إجرائية وليس خلافاً جوهرياً
لا أتوقع العودة إلى مربع الحرب… ولن نحارب أبناء الوطن
الدماء خضّبت أرض السودان فأثمرت الحرية والسلام والعدالة
مالك عقار يتخوّف من ذات الأشياء
الحق يُقال.. من يحكم السودان.. لم ترد على لسان الجبهة الثورية أو الحركة الشعبية
حاورته بجوبا: شادية سيد أحمد
قطع الفريق ياسر العطا عضو الوفد الحكومي بمنبر جوبا للتفاوض بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح، عضو المجلس السيادي، بعدم العودة إلى مربع الحرب مرة أخرى، وقال إن الجو العام للتفاوض يبشر بالوصول إلى اتفاق سلام في ظل وجود إرادة من أطراف التفاوض لتحقيق ذلك.
وأضاف العطا خلال الحوار الذي أجرته معه، “الصيحة”، بجوبا، أن خلافات الجبهة الثورية والحرية والتغيير مناكفات سياسية، ومكابرات ثانوية سيتم تجاوزها، مشيراً إلى أن قضية تعيين الولاة ستكون هناك صيغة توافقية حولها نسبة لأن الجميع يقر بضرورة تسيير دفة الحكم بالبلاد، وأكد العطا أن النقاش لا يزال مستمراً مع الحركتين الشعبيتين جناح عبد العزيز الحلو، ومالك عقار، حول الأطروحات التي تقدموا بها.
*في ظل تطورات الأوضاع والمعطيات على طاولة التفاوض كيف تنظر لسير العملية التفاوضية؟
الجبهة الثورية، وقطاع الشمال جناح الفريق عبد العزيز الحلو، خاضا حربًا طويلة مع النظام البائد، وفي جانب آخر أن هناك ظلماً على مناطقهم، إلا أنه ورغم كل تلك المرارات المعطيات مبشرة لتحقيق السلام الدائم الشامل، وجوهر هذه المعطيات ثورة ديسمبر المجيدة وانتصارها لإرادة الشعب التي تمثلت في التغيير على أسس الحرية والسلام والعدالة.
*هل بالإمكان التوصل إلى اتفاق سلام نهائي من خلال هذه الجولة؟
الجو العام في الوطن يترقب السلام، ومن خلال المفاوضات أن التفاؤل هو سيد الموقف، وهناك إرادة من الجميع للوصول إلى سلام.
*هناك تحفظات من قبل الجبهة الثورية حول مشاركة الحرية والتغيير في التفاوض ضمن الوفد الحكومي، وفي ذات الوقت الحكومة ترى أنهم جزء من وفدها؟
تحفظات الجبهة الثورية السودانية على مشاركة الحرية والتغيير مناكفات سياسية عادية ومكابرات ثانوية، سيتم تجاوزها، وليس هناك خلاف جوهري، ولكن هناك خلافات شخصية، وحقيقة الأمر أن هناك من يدّعون بطولات شخصية لا تدعم ولا تخدم الوطن، فالحاكم يجب أن يتحلى بالحكمة.
*الجبهة الثورية ترفض تعيين الولاة بصورة مؤقتة، هل أنتم ماضون في مسار تعيين الولاة؟
في حقيقة الأمر قضية تعيين الولاة وإكمال هياكل الحكم وتعيين المجلس التشريعي من القضايا المهمة، رغم أن إعلان جوبا تم تجديده لفترة شهرين آخرين، إلا أنه يمكن أن تكون هناك صيغة توافقية حول هذا الأمر للإحساس الذي ينتاب الجميع بضرورة تسيير دفة الحكم بالبلاد.
*هناك تفاؤل كبير وحديث عن تقارب وجهات النظر بين أطراف التفاوض ما الذي يمنع الاتفاق؟
حقيقة، وبكل صدق، هناك تفاؤل كبير وتقارب في وجهات النظر، وهذا التقارب يأتي من المنطلقات الفكرية والنفسية لكافة الأطراف بمخاطبة جذور المشاكل التي أدت وقادت للظلم وجبر الضرر وضرورة معالجتها، والذي يمنع الاتفاق حتى الآن مسائل إجرائية ليس أكثر من ذلك.
*مطالبة حركة عبد العزيز الحلو بعلمانية الدولة إلى جانب مطالبة حركة مالك عقار بالحكم الذاتي، رؤية الحكومة؟
نحن تحاورنا مع الحركة الشعبية قطاع الشمال جناح عبد العزيز الحلو، وقلنا لهم: ماذا تعني علمانية الدولة التي طرحتموها، فكان الرد عدم استغلال الدين في التمييز بين أبناء الوطن الواحد في اللون والعنصر والمعتقد والرأي والثقافة وتكافؤ الفرص.
*ماذا كان ردكم على ذلك؟
أجبنا عليهم بأن كل ذلك مضمن في الوثيقة الدستورية، وسنضع من القوانين ما يضمن تنفيذه ويجعله واقعاً ملموسًا وسنقوم بإلغاء أي مواد قانونية تمنع دولة المواطنة، وأن الحكم سيكون ديمقراطياً، ولا زال الحوار مستمراً معهم.
*وماذا بشأن الحركة الشعبية جناح مالك عقار؟
حركة عقار تتخوف من ذلك أيضاً دون تسمية مصطلحات وفكرتهم تتركز في الحكم الذاتي اللامركزي وفق صلاحيات أوسع تؤمن تشريعات ضد الظلم وعدم المساواة والتمييز، وكذلك الحوار لا يزال مستمراً معهم، ووفقاً لإرادة الشعب الذي كلفنا بمهمة تحقيق السلام.
*قضية السودان الأساسية ربما تكمن في كيفية حكم السودان وليس من يحكم، هل يضع التفاوض ذلك في الاعتبار؟
حقيقة أن الإخوة في الجبهة الثورية بكافة مكوناتها وقطاع الشمال جناح الحلو وكل محادثاتنا معهم رسمية وغير رسمية لم يتطرقوا على الإطلاق إلى من يحكم السودان، وكان الحوار يدور حول الأوراق المقدمة وطبيعة الدولة والقوانين والظلم وعدم المساواة والتهميش والتمييز وعدم تكافؤ الفرص، وهذا هو جوهر ما نادت به ثورة ديسمبر.
*مبررات الحرب انتهت بزوال النظام السابق هل نتوقع العودة إلى مربع الحرب حال عدم التوصل إلى سلام؟
حتماً سنتوصل إلى سلام، ولن نحارب أبناءالوطن، وسنعمل على تحسين علاقاتنا مع دول الإقليم والجوار إلى جانب العمل على الحفاظ على الأمن الداخلي ومصالح الشعب السوداني وهيبة دولة الثورة وشبابها الميامين وسنستلهم قدرة وإمكانية وإرادة شباب المقاومة لحماية الأمن الداخلي بإسناد ودعم من الشرطة أنها دولة الحرية والسلام والعدالة.
*هناك حركات تقدمت بطلبات للوساطة للانضمام لمنبر جوبا، ما هو رأيكم كوفد حكومي؟
وفقاً لإعلان جوبا أن التوافق مهم حول ضم أي حركة أخرى بخلاف الجبهة الثورية وقطاع الشمال برئاسة عبد العزيز الحلو، وحركة عبد الواحد محمد نور، ونتفق جميعًا حول مبدأ عدم ترك أي شخص أو حركة بالخلف أو خارج إطار السلام وحضن الوطن.
*المفاوضات تسير بوتيرة تفاؤلية وتقارب في وجهات النظر هل تتوقعون حدوث ما يغير اتجاه التفاوض ويقلب الطاولة؟
لا أتوقع ذلك مطلقاً، لعدة أسباب أولها أن إرادة الشعب فوق الجميع وثانيها جميعنا يدرك جذور المشكلة، وهناك إرادة لمعالجتها لتحقيق شعارات الثورة، وثالثها أنه آن الأوان وحان الوقت للعمل على بناء الوطن ودولة المواطنة الحديثة القوية المتقدمة اقتصاديًا وعلمياً، من اجل شعب يستحق كل ذلك، ومن أجل شهداء الوطن والثورة، ومن أجل الدماء التي خضبت أرض السودان لتثمر ثورة الحرية والسلام والعدالة.
رسالة أخيرة
التحية للشعب السوداني بمناسبة مرور عام على ثورته والقوات المسلحة بكل مكوناتها وللشهداء وأسرهم والمفقودين والجرحى، كل عام والسودان بألف خير، وأن القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة والمخابرات وشباب لجان المقاومة يد واحدة لحماية الثورة ومكتسباتها، وسنعمل سوياً لأجل تصحيح مسار الثورة من دعاة الفتن والبطولات الزائفة من أجل وطن معافى.