“كنداكات” جمّلن صورة المواكب
في الذكرى الأولى لثورة ديسمبر المجيدة
كتب: نيازي أبو علي
لمهيرة السودانية دور كبير وواضح على مر العصور والأزمنة، في صفحات تاريخ النضال النسوي، شكلن من خلالها لوحة زاهية متجانسة الألوان، ذات قيمة أسعدت الناس بوجودهن، فتارة نجدهن يتقدمن الصفوف في المحافل السياسية وتارة أخرى تقدمن صفوف تفجير الثورات المختلفة، ثورة التعليم ثورة، النضال ضد كل ما يعوق عمل المرأة ومشاركاتها المختلفة، بجانب الرجل، فهناك أسماء خالدة وهن كثر شغلن العالم وأقمن الدنيا ولم يقعدنها، على سبيل المثال، مهيرة بت عبود، حوا الطقطاقة، إلى آخر اللائي استلمن الراية في ثورة ديسمبر الماضي.
جيل كنداكات الثورة السودانية آلاء صلاح، بمناسبة الذكرى الأولى للثورة العظيمة، لا يفوتنا تسليط الضوء عليهن واستنطاق الكنداكات، ودعونا نردد معاً رائعة الشاعر الكبير إسحاق الحلنقي، فلنحتفِ بهن فكن أقماراً للثورة:
ﻣﺎ ﻋلى ﻟﻮﺟﺎﺕ ﻣﻮﺍﻛﺐ
ﻭﻻ ﻓﺎﺗﺘﻨﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺐ
ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻣﻌﺎﻳﺎ
أﻋﻤﻞ إﻳﻪ أﻧﺎ ﺑﺎﻟﻜﻮﺍﻛﺐ
قالت الكنداكة عائشة محمود عن مشاركتهن كانت لها العديد من الجوانب المضيئة أشاعت الفرح داخل شوارع العاصمة والولايات، بل الأكثر من ذلك أضافت أن الكنداكات في ثورة ديسمبر المجيدة وقعن على دفتر الحضور منذ البدايات الأولى، وكن حاضرات في كافة المواكب بمختلف دروب الوطن، التزاماً وتضامناً، وزادت عائشة: لم نشاهد حضوراً عادياً لكنداكات بلادي بل حضورهن ارتبط بارتباطهن في مشاركتهن في الصفوف الأمامية حتى تم المراد بسقوط النظام البائد.
وأوضحت عائشة، وبعد الوصول لخط النهايات بالقيادة العامة باعتبارها أصبحت تشكل مقراً رئيسياً وحامياً حقيقياً للثوار، مشيرة إلى دورهن في عملية إسعاف الثوار وترديد الشعارات الحماسية وتقديم الخدمات من مأكل ومشرب ورسم الجداريات لأيقونات الثورة من الشهداء، وقيامهن بدور كبير حتى الدقائق واللحظات الأخيرة من سقوط الإنقاذ.
من جهتها، قالت الباحثة الاجتماعية د. جميلة الجميعابي، إن التربية المثالية للفتاة السودانية كانت خير زاد، إضافة لآليات التعامل معها داخل الأسرة هي وراء نجاحهن في توظيف إمكانياتهن لنجاح ثورة ديسمبر والاستفادة من قدراتهن في المجالات المختلفة، وشاهد العالم أجمع إبداعهن في المشاركات على كافة المستويات الاقتصادية والثقافية على امتداد أيام الثورة العظيمة، مضيفة أن التاريخ وثق لذلك من خلال مجريات الأحداث بالعصور المختلفة والأزمنة.
وأكدت الإعلامية يسرية محمد الحسن، أن السواد الأعظم من مشاركات الثورة ظفرت بها الكنداكات، حيث أعدن للسودان تاريخ وأمجاد مهيرة بت عبود والعظيمات الأوائل في تاريخ النضال النسوي.
من جانبها قالت الصحفية منى إبراهيم، إن المرأة السودانية كان لها دور واضح وخير مثال للنضال والشجاعة هو موقف الكنداكة التي قامت بإرجاع (البمبان) على أفراد للشرطة بعد رميهن به.
وغير ذلك من إعداد الطعام في ساحات الاعتصام ومساعدة المصابين من الثوار. وتروي منى أن حواء السودانية معروفة عبر صفحات التاريخ وضعها بصمة واضحة ستظل خالدة في مسيرتها.
وهنالك أسماء عديدة، على سبيل المثال الفنانة الراحلة حوا الطقطاقة وأم بلينة السنوسي التي تغنت مع الفنان الكبير محمد الأمين (الملحمة المعروفة).
في ذات سياق الحديث للفنانة إنصاف فتحي، عن نجاح الثورة ومشاركتها منذ البدايات الأولى للثورة السودانية، واصفة إياها بالثورة العظيمة، وكشفت عن عدم غيابها كما يظن البعض، بل قالت: (كنت متواجدة في قلب الحدث)، وهذه رسالة لكل من يصفني بالتخاذل ونكران الجميل تجاه بلدي وشعبي، وكل كنداكات بلادي العظيمات الكريمات، وهن يشكلن بوابة عبور للنجاح أدخلن الفرحة في نفوس آبائهن وأمهاتهن، فهن نعم السند قدمن درساً قوياً لكل قريناتهن في كافة أنحاء العالم