التقدم في التفاوض.. تطابق الرؤى
جوبا: شادية سيد أحمد
وقعت الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال برئاسة مالك عقار، اتفاقاً إطارياً أمس الأول الثلاثاء، لتسهيل انسياب العون الإنساني وتجديد وقف العدائيات.
وقال نائب رئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان في تصريحات صحفية، إن الاتفاق يتضمن تكوين لجنة مشتركة وآليات لمراقبة التنفيذ وفق جدول زمني، بجانب تحديد مسارات الرعاة، وأكد ضرورة التنسيق مع عبد العزيز الحلو، معرباً عن استعداد حركته للتعاون وتخصيص ممرات آمنة له.
وأعلنت الوساطة عن استئناف التفاوض المباشر بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح اليوم (الأربعاء) لمواصلة الحوار والتفاوض حول القضايا التي لا زالت على طاولة التفاوض، بعد توقّف التفاوض المباشر بين الطرفين لمدة يوم واحد. وانخرطت اللجان المشتركة منذ العاشرة من صباح “اليوم” الأربعاء بفندق بالم أفريكا، ودخلت الجبهة الثورية مسار دارفور والحكومة في اجتماع مطول منذ ظهر “اليوم” الأربعاء.
مجلس السيادة.. اتفقنا دون اختلاف
وقالت عائشة موسى عضو مجلس السيادة عضو الوفد الحكومي، إن الاجتماع بين الحكومة برئاسة رئيس الوفد محمد حمدان دقلو، والجبهة الثورية برئاسة دكتور الهادي إدريس وممثلي حركات الكفاح المسلح حول مسار دارفور كان ناجحاً بحضور اليونيمد والوسطاء، وإن الغرض من الاجتماع إشراك أصحاب المصلحة الحقيقيين من النازحين واللاجئين في التفاوض، يجب أن يمثلوا، وتم الاتفاق دون اختلاف على ذلك، وإن هؤلاء هم أصحاب القضية، ويجب أن ترد حقوقهم إليهم. وأمن الاجتماع على تمثيل هذه المجموعات في المفاوضات من أماكن النزاع والمخيمات.
اختراق كبير
من جانبه قال دكتور الهادي إدريس رئيس الجبهة الثورية إن الاجتماع مشترك بين الجبهة الثورية مسار دارفور والحكومة واليونميد ومفوضية السلام، بغرض التباحث حول إمكانية إشراك النازحين واللاجئين في عملية السلام، مشيراً إلى أهمية مشاركة النازحين واللاجئين والمجتمع المدني في عملية السلام، وإنزال السلام إلى أرض الواقع.. وتم التباحث حول كيفية اختيار الممثلين الحقيقيين أصحاب المصلحة والعدد، وفي أي مرحلة من مراحل السلام يتم إشراك هولاء.
وتم الاتفاق من حيث المبدأ على أهمية مشاركة أصحاب المصلحة وأن تكون هناك إلية تنزل إلى أرض الواقع لمعاونة اليونيمد والمفوضية في اختيار الممثلين، وأشار إلى تكوين لجنة من عضوية الحكومة والحركات الممثلة لمسار دارفور بحضور المفوضية واليونميد للتباحث حول التفاصيل والعدد والمرحلة التي يجب أن يشاركوا فيها، وكيفية الاختيار، وتقوم برفع تقريرها.
واعتبر دكتور الهادي ما تم في اجتماع اليوم الأربعاء يعتبر اختراقاً كبيراً في قضية تمثيل النازحين واللاجئين في عملية السلام، وأكد على استمرار التفاوض، وأن مسار دارفور سيقدم اتفاقه الإطاري اليوم الخميس للوساطة والحكومة، وسيكون هناك حدث كبير يتمثل في البداية الفعلية لمسار دارفور، ومشاركة هؤلاء في عملية السلام غير مرتبط بسير التفاوض، والتفاوض مستمر واللجنة المعنية هي التي ستحدد الزمن الذي سيشارك فيه هؤلاء، نحن نتحدث عن النازحين واللاجئين وليس عن حركات الكفاح المسلح الموقعة أو غير الموقعة، والنازحون غير مسلحين، وقال إن العد الكبير من اللاجئين ومتواجدين في دول كثيرة من دول العالم، ولكن أكثر اللاجئين في تشاد.
الوساطة: وثيقة الحلو قيد الدراسة
الوساطة على لسان السلطان ضيو مطوك قالت إن الاجتماع للجنة العليا لمسار دارفور بغرض التوافق على المشاركة للنازحين واللاجئين والمجتمع المدني، وهي قضية مهمة وتشكل اختراقاً حقيقياً ومشاركة هولاء سيخلق الاستقرار في دارفور، وهناك تقارب في وجهات بين الأطراف، وأضاف أن الاختراق في هذه القضية سيشكل محوراً أساسياً في الوصول إلى سلام، وأكد أن المفاوضات الآن تسير في محاور كثيرة وهناك لجان للدراسة، والتوافق حول بعض القضايا المرفوعة خلال الفترات الماضية، وتسلمنا بعض الردود من هذه اللجان في إشارة إلى تواصل العمل خلال أيام العيد عدا يومين فقط هما ٢٤ و٢٥ والأول من يناير، والوفود ستظل باقية في جوبا تواصل عملها لحين التوصل إلى سلام شامل ونهائي أو أن يكون هناك اختراق كبير في كثير من الملفات تحقق الاستقرار في السودان.
وقال إن ما يتم الآن من مباحثات يتم بين شركاء حقيقيين تتطابق أفكارهم حول تحقيق السلام، وإن يوم الخميس سيشهد موقفاً كبيراً بالنسبة لمسار دارفور، ومن ثم عملية السلام، وقال إن هناك بعض المسارات قدمت مواقفها للوساطة وأحيلت للوفد الحكومي وتتم دراستها الآن، وننتظر بقية المواقف، وأكد أن التشاور والتفاوض مع عبد العزير الحلو مستمر وأن وثيقة إعلان المبادئ التي تقدم بها الحلو تتم دراستها الآن من قبل لجنة من الحكومة السودانية ونتوقع استلام الرد خلال يومين وفي القريب العاجل.