مكتبا حماس وحزب الله.. المُفاجأة والصدمة!!
تقرير: صلاح مختار
قال موقع (ميدل ايست اي) البريطاني، إنّ الحكومة ستغلق مكتبي “حماس وحزب الله” في السودان، ردود فعل مُتباينة حول حقيقة القرار وأبعاد موقف السودان من القضية وسيناريوهات المتوقعة.
وطبقاً للموقع الذي نقل عن مصدر سوداني، إنّ الحكومة ستغلق مكتبي التنظيمين اللذين تصنفهما الولايات المتحدة الأمريكية بأنّهما إرهابيتان، وأضَافَ المصدر الذي رَفَضَ الكَشف عَن هويته قائلاً (في الواقع أنّهم أخفوا وجودهم في السنوات القليلة الماضية، ولكننا لَن نَسمح مع وجُود أيِّ فردٍ منهم في المُستقبل).
ووفقاً للموقع، فإنّ الإجراء الذي يرمي إلى طرد حماس وحزب الله يهدف لإقناع واشنطن بشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
المُفاجأة والصدمة!!
الكاتب والمُفكِّر الإسلامي ربيع حسن أحمد، يرى في حديثه لـ(الصيحة) أن هذه الحكومة تعمل بأسلوب المُفاجأة والصدمة، وبالتالي عندما تتّخذ إجراءً يكون بناءً على موقفٍ سياسي، ولا بُدّ أن يكون معروفاً وأن تتم مُناقشته حتى داخل الحكومة نفسها وتصل فيه إلى شئ محدد وبعد تلك المواقف والتصريحات تكون مُطابقة للسياسة التي اعتمدت، ولكن الآن لا نعلم أين تُوضع هذه السياسَات، وفجأةً يخرج حديثٌ مثل هذا التصريح وهو شيء مفاجيء, وقال ربيع القصد: مَن وراء تسريب مثل ذلك سواء كانت الحكومة أو جهة مُقرّبة منها تريد أن تقول إنّ هذا هُـــــو الخط السِّياسي الذي يُوالي المُوقفين الأمريكي والإسرائيلي، وهذا الكلام عندما يُقال في ظُرُوفٍ مُحَدّدَة، هُنالك حَديث كثير جداً ومبالغ فيه عن العِلاقات مع أمريكا وهكذا يُوضِّح لنا لماذا يقال ذلك الحديث.
كلامٌ صريحٌ
ويقول ربيع: بإمكان الحكومة إغلاق مكتب حماس بالسودان، ولكن عندما تتّخذ مثل هذا القرار لا بُدّ من وجود أبعاد، ومن تلك الأبعاد التي فيه مجانبة وهو موقف قديم للسودان من قبل الاستقلال، كان موقفه معروفاً من القضية الفلسطينية ودوره فيها، بالتالي إذا كانت هنالك حكومة تُريد أن تتخلى عن هذا فلتقل الكلام بصراحة وتكشف هذا الموقف وتُبرِّره أمام الشعب السوداني ليقتنع به، وأشار إلى أنّه ذات مَرّةٍ، جاء وفدٌ من حماس وقامت أمريكا بالاحتجاج، ولكن الغريب في الأمر أنّ الشخصيات التي أتت إلى السودان جاءت من السعودية، وعندما سألت القائم بالأعمال الأمريكي لماذا تُهاجمون السودان رغم أنّ الوفد جاء من جدة؟ قال القائم بالأعمال الأمريكي (السعودية بلد صديقٌ بالنسبة لهم).
شرط أمريكي
واختصر البروفيسور حسن مكي في حديثه لـ(الصيحة) أن إغلاق مكتبي حماس وحزب الله في السودان سيظل مطلب الإدارة الأمريكية لإعادة العلاقات مع الخرطوم وإزاحة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأكّد أنّ المطلب، واحدة من الشروط التي وُضعت أمام الخرطوم لإزاحة اسم السودان من القائمة.
صائب جداً
واستبعد الكاتب والمحلل السياسي د. عبد مختار لـ(الصيحة)، فرضية أن تكون العلاقة بين حماس وحزب الله قديمة بالسودان، بيد أنه أكد أن العلاقة مُرتبطة بنظام الإنقاذ، وقال: المكتب ليست له علاقة بالسودان منذ المؤتمر العربي الإسلامي، وإنّ الاتجاه بإغلاق مكتبي حماس وحزب الله صائب جداً من الحكومة إذا كانت من نفسها أو أحد اشتراطات الإدارة الأمريكية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وفي الحالتين قرارٌ صائبٌ.
عزلة دولية
وأكّد مختار أنّ المكتبين مرتبطان بنظامٍ سياسي، جرّ على البلاد تُهمة الإرهاب، ونتجت عن ذلك عزلة دولية وعقوبات كثيرة جداً، إضافة إلى فساد النظام دفع الشعب السوداني ثمناً غالياً، ولذلك هو قرار سليم، وعلينا أن ننكفئ ونُركِّز في مشاكلنا الداخلية وترتيب البيت الداخلي، والسودان في الوقت الحاضر غير قادر على فتح المكاتب للآخرين ودعمها، لجهة أنه يمر بمرحلة حرجة ودولة هشّة، تحتاج البناء والتوافُق السياسي ومُعالجة العلاقات الخارجية، وبعد ذلك يمكن النظر في العلاقة مع الآخرين بالكيفية التي تحقق لنا المصالح وتبعد البلاد من اتّهامات الآخرين بالإرهاب وما شابه ذلك.
اشتراطات مُسبقة
واتّفق موقف مصدر لـ(الصيحة) فضّل حجب اسمه مع المحلل السابق، وقال إنّ وجود مكتبي حماس وحزب الله في السودان يقفان ضد تطوير علاقة السودان الخارجية، ولفت إلى موقف أمريكا من تلك التنظيمات التي صُنِّفت في قائمة الإرهاب، وبالتالي أي تحسُّن للعلاقات مع أمريكا ثمنها إغلاق “المكتبين”، وأكد أنّها واحدة من الاشتراطات، وقال: الحكومة الحالية لا حول لها أمام القبول بتلك الشروط حتى تزيل اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقبل ذلك إعادة العلاقات مع واشنطن، وأضاف أنّ أمريكا يهمها ذلك الأمر.. وعندما زار رئيس الوزراء حمدوك واشنطن، قال إن السودان سيكون أسوأ إذا لم يتم رفع اسمه من قائمة الإرهاب ورفع الحصار الاقتصادي.