يتعرّض عدد من الأساتذة وكبار الصحفيين والناشرين، لهجمة شرسة وابتزاز رخيص، إما بسبب مواقفهم الواضحة أو نتيجة الغل والحسد والحقد المهني والسياسي، فقبل أيام قبل أن نتخطّى ونفيق من هول الهجمة الباطلة والشرسة على أستاذنا الكبير أحمد البلال الطيب والتشكيك في نزاهته ونظافة يده وعصاميته، وهو المعروف عنه مثابرته وجهده وكدّه الحلال، حتى خرجت جهات تكيد وتشوّه تاريخ وصورة الأخ العزيز الدكتور مزمل أبو القاسم رئيس التحرير ومالك صحيفة “اليوم التالي” و”الصدى” الرياضية، يرمونه بالباطل، ونحن جميعنا نعلم أنه حَفَر بأظافره على صخر الحياة، ووصل إلى ما وصل إليه من نجاح على مستوى العمل والتفوّق الأكاديمي في ظل ظروف ضاغطة لا يتحمّل كلفتَها وعنتَها إلا أصحاب العزائم والنفوس الكبار التي تعجز عن مرادها الأجسام ..
وقبل هذين الأخويْن الكريميْن، شُنّت حملة شعواء ولم تزل للنيل من أستاذ الأجيال الصحفية حسين خوجلي، مُشكّكين في ماله ونجاحه ومؤسساته الإعلامية التي بناها بعرقه وجهده وأفكاره وتخرج فيها سبعون في المائة من الصحفيين ورؤساء التحرير الذين يعملون حالياً، وظلّت مؤسساته من صحيفة وإذاعة وقناة فضائية ومطبعة ومراكز إعلامية ترفد ساحة العمل الإعلامي بعديد الكوادر والمُتميّزين من الصحفيين والمذيعين والمُعدّين والمخرجين، ولا تلتفت يمنة ويسرة إلا وتجِد له بصمة وأثراً ومعالم في طريق هذه المهنة الحارِقة.
لماذا هذه الهجمة على الصحفيين التي لا تستثني منهم أحداً وسيكون الحبل على الجرار؟ السبب الرئيس أن الطغمة السياسية التي وصلت في غفلة من الزمن إلى موقع السلطة في حكومة الفترة الانتقالية واليساريين الذين نعرفهم جيّداً، ونعرف أخلاقهم وسلوكهم، يعملون على هدم كل النجاحات الباهرة سواء كانت فردية أو شراكات ذات قيمة فعلية مُؤثّرة، هؤلاء يريدون تنميط الرأي العام لخدمة أهدافهم فقط، ولا يتوانون عن إزاحة أي رمز إعلامي لا يتّفق مع خطهم السياسي وأيديولوجياتهم البائسة، سيُحطمون بطريفة التفكير التحكّمي التي يحملونها وروح الديكتاتورية الفجّة التي تتلبَّسهم كل مؤسسات العمل الصحفي والإعلامي، حتى تخلو لهم الساحة أو يُدين الجميع لهم بالولاء، فهم لا يؤمنون بقيمة الحرية ولا يتخلّقون بأخلاقها، جهلاً من بعض الخفافيش الواجفة والنفوس الجبانة تترصّد الزملاء الصحفيين وخاصة الناشرين وكبار الكتاب، ليبحثوا وراءهم وينبشوا عن مصادر ثرواتهم الحلال، ويطعنون في كسبهم النظيف وصحائف تاريخهم الناصع، فجميع من يُستهدَف من الصحفيين الآن، هم القمم من أهل المهنة وحُداتها وأعلامها ورموزها الراسخة (أحمد البلال وحسين خوجلي ود. مزمل) أو من هُم على الطريق، وندرك جيداً أنها حملة سياسية رخيصة باهتة اللون مُتدنِّية الثمن، لن تفت في عضَد الصحافة ولن تُخيف الصحفيين .
ويبدو أنه في الفترة الأخيرة، حدث شيء ما للنيابة العامة..!! فطبقاً للإجراءات المعروفة في عمل النيابات ووفقاً لقانون الإجراءات الجنائية، توجد مرحلتان لفتح البلاغات أو تصريح الدعوى، فكل من هبّ ودبّ ولا يمتلك أدنى دليل ولا يمكنه إثبات أي تهمة على المشكو ضده أو المشتبه فيه، تبادر النيابة بفتح البلاغات، وبسرعة البرق تتسرّب المعلومات التي تخص النيابة في مرحلة التحري إلى الرأي العام إما خبراً في الصحف أو على شبكات التواصل الاجتماعي..!! وهذا خطأ فادح تضرَّر منه عدد كبير من الناس وَوُضِعوا في مواجهة أمام محكمة الرأي العام، وتمت إدانتهم منها قبل أن تتحرى النيابة في التهم المنسوبة إليهم، وهناك حساسية مفرطة لدى الرأي العام مع قضايا الثراء الحرام أو شبهات الكسب مجهول المصادر ..
يجب علينا كمجتمع صحفي أن ننتبه لهذه الحملة السياسية الجائرة التي تهدف لإخافة الصحفيين وابتزازهم والتنكّر لمواقفهم، فهناك من يريد هدم الصحافة وإلغاء دورها وتدجينها وكشطها من المشهد العام.. نقول لهؤلاء لقد وصلت رسالتكم، ونحن لكُم بالمرصاد، وتضامُنُ المجتمع الصحفي مع بعضه البعض، ودفاعُ الصحفيين عن أنفسهم واجب مُقدّس لن نتراجع عنه، وسنكشف قريباً عن الذين يقفون بخبث ومكر ونزالة وراء محاولات تدمير الرموز الصحفية والإعلامية ..