(تاني ما تقول انتهينا)!!
ومرة أخرى تعبِّر أمتي عن إيمانها المُطلق بالحق في الحياة الحرة الكريمة.
ليس المشهد الأخضر وحده من أطلق كل هذا الاتّساع وهذه السماحة والرضاء والقبول…
جيشنا الهمام وقُوّاته النظامية وغالب أبناء شعبي، حتى أولئك المُناهضين لمليونية الزحف الأخضر كانوا في الموعد.. فقد أتاحوا فُرصة الإصغاء لأصوات أخرى غير القرّاي والرشيد سعيد…
وتحتاج الدنيا دوماً للاختلاف والمُغايرة.. وإن كان صعباً أن يكون الاختلاف عن حُبٍ ومُواددة، فإنّه ليس مُستحيلاً أن يكون عن أعذار ومُسامحة.
شكراً حتى للوزير الغرير الذي هرع إلى المخابرات باحثاً عن وسيلة ما للانقضاض على الموكب.. والشكر كونه غرير لا يعرف كيف يفعلها ولا يَستطيع المنطق والإقناع.. تخيّلوا لو حازهما مع تلك الغبائن التي تربى عليها، ما الذي كان سيفعله ببلادنا التي تحاول الاجتياز والنهوض؟!
وحتى لا يحصل الارتباك، فإن الوزير المعني هو الوزير الجابنه (النسوان) قبل اكتمال نضجه وقبل الخروج من الطور الأولى ليعمد وزيراً بلا تجربة.. لا يعرف ولا يعرف أنه لا يعرف.
تخيّلوا لو نجحت مساعي الغرير وخُضنا مرة أخرى في الدماء؟!..
(ننهي جيل ينظر إلينا).
ثمة من يتلهّف علانيةً بمُعاودة النزيف حتى إنهم خرجوا في مظاهرة جهرية تحت شعار:
(لو راجل أمرق بكرة)!!
طافت تلك التظاهرة البراري حتى وصلت إلى منزل الزبير محمد الحسن.. وكأنه يخبئ المسيرة في غرفة نومه..!! حاصروا البيت.. ومارسوا بث الفتنة وإثارة والكراهية والإرهاب وأُخلوا بالسلام العام.
في دولة القانون هذه جريمة مُكتملة الأركان.. وتلك تصرُّفات صبيانية لا يُمكن أن تنتهي لا للحرية ولا السلام ولا العدالة.
يا نائب يا عام.. نحن جميعاً ندفع لك.. لست نائباً لفصائل سياسية بعينها، فَلِمَ تغمض عينك عن بعض الجرائم لأن مُرتكبيها في اصطفافك ومن شيعتك بينما تنكل بالآخرين..؟
وقريباً من ذلك أرجو أن أُدني منك مقطع فيديو مُتداول لأحد مشاهد (التحقيق) التي تمارسه بعض العناصر (المُصطفة معكم).. ضرب وإهانات من عناصر لا تمتلك أيِّ صفة ولا مشروعية لمُمارسة هذا النوع من التحقيق.
وصدِّقني السكوت عن مثل هذه الأفاعيل سيرتد على الجميع بالوبال.. وسيتجرأون عليك في أول قرار منك لا يَعجبهم…
المانع شنو؟!
مثل هذه التصرُّفات تجعل الناس يأخذون القانون بأيديهم لتعم (الفوضى) التي لا شك يُغذِّيها (الطغيان) وما بينهما سيضيع السودان.
كل الظن أن مسيرة السبت كانت تُحاول أن تقول بعضاً من هذا.. ولا يجرمنكم شنآن قوم.. وهي دعوة ستحصنكم وبلادنا من الانزلاق التي ترشّحت له منذ عُقُودٍ.. ومن بين ما خطته المسيرة رسالة الجموع الكبيرة :
(نحن هنا)!!
أرقامٌ لا يُمكن تجاوُزها وكتلة ينبغي التعامُل معها بالعناية اللازمة والتقدير السليم.
وليس كما أنشدت واحدة من (شحارير) الثورة بين يدي المسيرة واصفةً لها بـ(موكب يخسي)!
هكذا نشدت وعلى ذلك النحو من التسفل.. دون وجلٍ ولا ارتباكٍ.. ثم تبارى البعض في نشرها والابتهاج!!
عن حقٍّ لم تعجبني التفاصيل التي شادت إطار الملحمة.. وفي ذهني الآن كل المتوافر لذلك الزحف عبارة عن كتلة جماهيرية ضخمة حَضَرت بكثافة مُبهرة رغم الموعد الغريب والتوقيت الصعب، إلا أنّ القائمين على أمرها لم يستفيدوا منها.. حشود كافية لم يتم (تزخيمها) كما ينبغي.
لكنها تفي بالغرض، كونها بروفة أولية لاستنباط صف وطني جديد مُنشغل بفكرة استمرار الحياة في هذا الوطن على نحو يصلح الاستعمال الآدمي…
خابت أماني الشيطان وكيده، وعدت بسلامٍ وأرسلت كل الرسائل لكل صناديق البريد المعنية.. فهل وصلت أم أن (جواباتي البودِّيها تقول لا بتمشي لا حاجة).