كلية الطب جامعة السلام .. أوضاع مزرية ومطالب مشروعه
عرض: أم بلة النور
جامعة السلام من مؤسسات التعليم العالي التي أنشئت خلال الخمس سنوات الماضية بغرب كردفان, بدعم خارجي, إلا أنها ظلت تعاني طوال الفتره الماضية من العديد من الإشكالات الإدارية, إلى جانب ضعف البنية التحتية للكليات, وغيرها من القضايا العالقة والتي لا زالت تواجه الطلاب المنتسبين لتلك الجامعة بجميع كلياتها.
ترضيات
ومنذ افتتاح الجامعة، درج النظام السابق على توزيع الكليات عن طريق المحاصصة والترضيات على الإدارات الأهلية للقبائل التي تقطن ولاية غرب كردفان، فكانت لكل منطقة قبلية كلية, دون مراعاة للظروف البيئية والتعليمية التي يحتاجها طالب التعليم العالي, ظناً منها إيجاد دعم من تلك الإدارات للكلية التي تقع في محيطها, لتضع بذلك اللبنة الأساسية في سلم الضياع لمستقبل الطلاب.
ومن النتائج التي أفرزتها طريقة توزيع الكليات على المناطق القبلية تردٍّ بيئي وعدم استقرار الطلاب نتيجة لعدم وجود الخدمات الأساسية, وقال عدد من طلاب كلية الطب بجامعة السلام بالمجلد إنهم يعانون من عدم وجود سكن خاص للطلاب الذين يفوق عددهم (200) طالب وطالبة, حيث تم استئجار منزلين لا تتعدى مساحتهما الـ(400) متر مربع، وكل عقار يحتوي على غرفتين فقط ودورة مياه واحدة دون أن تكون هناك غرفة للمعيشة, فضلاً عن عدم توفر خدمة الكهرباء التي تأتي (4) ساعات فقط خلال اليوم عبر المولدات, وفقد الطلاب العديد من أجهزتهم الإلكترونية نتيجة لتذبذب التيار الكهربائي فضلاً عن عدم توفر المياه إلا بـ (البراميل) والتي يمتلك كل سكن برميلاً واحداً فقط, واعتبر الطلاب هذه البيئة غير صالحة للسكن.
وفيما يختص بالإشكالات داخل الحرم الجامعي، قال الطلاب للصيحة إن هناك سوءاً في الإدارة, التي لم تتمكن حتى الآن من وضع تقويم دائم للكلية والتي تعتمد على الأستاذ الزائر لعدم وجود هيئة تدريس بالكلية, الأمر الذي يجعل الطالب لا يعلم مواعيد المحاضرات ونوعها وتوقيت الامتحانات ما تسبب في إعادة العام الدراسي لكثير من الطلاب لعدم حضور المحاضرات التي يأتي فيها المحاضر عن طريق الصدفة دون تنسيق مسبق, فضلاً عن حاجة الطلاب للمكتبة التي لا تتوفر بالكلية إلى جانب المعامل, مما يجعل طريقة التدريس تتم نظرياً فقط, مما ينعكس بصورة سالبة على التحصيل الأكاديمي وضعف الشهادة الممنوحة لهم من قبل الجامعة، وعدم الاعتراف بها للجلوس لامتحان مجلس التخصصات الطبية.
اعتصام مفتوح
ونسبة لتلك القضايا وإهدار المبالغ التي تم التبرع بها في الفترة السابقة, وقضية عدم تواجد عميد الكلية والمسجل بصورة دائمة وتصدع المباني, جعل الطلاب يطالبون بحقوقهم من خلال تقديم عدة شكاوى لإدارة جامعة السلام السابقة دون أن تكون هناك حلول جذرية لكافة القضايا مما دفع مجموعة كبيرة من الطلاب للدخول في اعتصام مفتوح أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالخرطوم, إلى حين تنفيذ مطالبهم, بتحسين أوضاع الكلية أو نقلها إلى محلية منطقة أخرى, أو توزيعهم على كليات الطب بالجامعات الأخرى.
تسييس القضية
فيما استنكر الطلاب الاتجاه الذي ذهبت إليه الوزارة في قضيتهم والتي تحاول تسييس القضية, مؤكدين للصيحة أنهم ليست لهم أي علاقة بالسياسة داخل وخارج الجامعة, وما يطلبونه تحقيق مطالبهم فقط, لا سيما وأن المناهج التي كانوا يدرسونها غير مجازة من قبل الوزارة، الأمر الذي يجعل مستقبلهم مظلماً.
إقرار
فيما أقرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عبر بيان صحفي بعدم وجود مناهج مجازة من قبل الوزراة بعد أن أوفدت لجنة للوقوف على الكلية واحتياجاتها, والتي أكدت اللجنة الأوضاع المزرية, وأنها تسعى لتصحيح بعض الأوضاع بتنفيذ مقترحات اللجنة.
وفي ذات السياق، أقر مدير جامعة السلام بغرب كردفان بروفسور أحمد عثمان بوجود العديد من الإشكالات بالجامعة، والتي خلفها النظام السابق, و قال “للصيحة” إن طريقة توزيع الكليات كان من أكبر الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة السابقة, مضيفاً أن الوزارة هي التي خلقت تلك الإشكالية نسبة لإجازتها الكلية بتلك المنطقة، وأنها تمت دون الوقوف على الأوضاع أو زيارة ميدانية , وكشف أن اللجنة الفنية التي قامت بزيارة الكلية ووقفت على وضعها الحالي توصلت إلى وجود مبانٍ ومعامل تحتاج إلى تأهيل, لذا تقدمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بدعم مالي يقدر بـ (2) مليون جنيه للصيانة والتأهيل، ويرى أن الإشكلات إن لم تحل سوف يكون الخريج مشكلة في المجتمع, كما تم وضع استراتيجية لحل قضية السكن والخدمات خلال (20) يوماً.
ونفى مقترح توزيع الطلاب على كليات الطب بالجامعات الأخرى لرفض تلك الجامعات نسبة إلى عدد الطلاب الكبير جدًا وازدحام القاعات.
وفيما يختص بـ”الاسطاف” أقر أحمد عثمان بالمشكلة، وقال إنهم قاموا بعمل توأمة مع جامعة غرب كردفان والاستعانة بأساتذتهم المقيمين بالولاية لسد النقص، مؤكدًا وضع تقويم دراسي خلال هذه الأيام , وشدّد على ضرورة دعم شركات البترول العاملة بغرب كردفان للجامعة, مضيفاً أن مستقبل الدراسة بالكلية سوف يكون مهدداً في حالة عدم وجود دعم مفتوح لها.