المفاوضات.. الأمل يعم الجميع
التأمين على أن الجولة حاسمة.. والتفاؤل يسود
حميدتي: السلام الآن أصبح شعوراً يعيشه أفراد الشعب
قلواك: لا نجامل أو ننحاز لجهة دون الأخرى.. بل نقف مع مواطن السودان
جوبا: شادية سيد أحمد
في تمام الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة دخل إلى قاعة التفاوض بفندق كراون دكتور رياك مشار نائب رئيس دولة الجنوب الذي قام بتحية غالبية أعضاء الوفود السودانية مصافحاً إياهم يداً بيد، بعد أن توافدت جموع المتفاوضين من كل حدب وصوب، حركات الكفاح المسلح بكل مسمياتها، وجاء رئيس وفد حكومة السودان الفريق محمد حمدان دقلو ووفده المرافق وفريق الوساطة برئاسة للمستشار الأمني للرئيس سلفاكير ميارديت توت قلواك وامتلأت القاعة.. لا توجد أماكن شاغرة..
انطلقت جولة التفاوض بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح في جولتها الثالثة في تمام الساعة الرابعة والثلث، في أجواء سادها التفاؤل والأمل من جميع الحضو،ر بل انطلقت بمباركة من رب العزة، حيث هطلت الأمطار مع بداية انطلاق الجلسة مما اعتبره جميع الحضور فألاً حسناً، جعلهم يتحدثون عن ضرورة نجاح هذه الجولة على أن تكون جولة حاسمة ونهائية تحمل بين طياتها بشريات السلام الذي يتوق إليه كل أهل السودان، مما يصعب مهمة المتفاوضين من أبناء السودان حيث يضعهم أمام خيار لا بديل للسلام إلا السلام، وتتواصل جولة التفاوض اليوم على أمل أن تسير الأمور بذات الوتيرة التفاؤلية.
حميدتي متفائل
وبدأ رئيس وفد الحكومة الفريق محمد حمدان دقلو متفائلاً من خلال حديثه في الجلسة الافتتاحية، وقال: جئنا لإكمال ما بدأناه في الجولتين السابقتين للوصول إلى سلام شامل ودائم يوقف الحرب ويعمل على ازدهار وتقدم السودان, وأضاف وهو يخاطب الحضور الكثيفك جئنا بإرادة صلبة وقوية ورؤية شاملة مسنودة من الشعب السوداني الذي يعقد آماله على تحقيق السلام ويتطلع إلى سلام يخاطب جذور المشكلة والأزمة الماثلة.
وأضاف أن السلام الآن أصبح شعوراً يعيشه أفراد الشعب السوداني ويقع على عاتقنا جمعينا تتويج هذا الشعور إلى سلام محكم يعالج كافة القضايا على أساس العدل والمساواة. وقال: نحن رحبنا بحركات الكفاح المسلح التي تنشد السلام إلى جانب كل السودانيين الذين يستبشرون بالسلام، ونحن كحكومة لن نخذلهم ولن نخذل الشعب السوداني.
ودعا حميدتي خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية الأطراف السودانية للعمل سوياً حكومة وحركات لإنهاء معاناة الشعب السوداني خاصة مشاكل النازحين واللاجئين، حيث يتوقع دعم الدول الشقيقة والصديقة لسلام السودان، وسجل صوت شكر لمنظمة الإيقاد، مشيراً لإتاحة الفرصة للسودان ليتولى رئاسة الإيقاد مما يساعد ذلك السودان كثيراً في ظل الظروف التي يمر بها، إلى جانب تسجيل صوت شكر لدولة الجنوب الشقيقة لرعايتها ملف السلام في السودان.
توت قلواك.. سوداني
ودعا رئيس فريق الوساطة المستشار الأمني للرئيس سلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب إلى ضرورة أن تكون هذه الجولة هي الحاسمة التي يجب أن تحقق السلام في السودان البيت الكبير، وقال إن التوجهات واضحة، لابد من تحقيق السلام، ونتوصل إلى سلام، مؤكداً عدم مجاملة أي شخص أو الانحياز لجهة دون الأخرى، نحن نقف مع المواطن السوداني ويهمنا أن تكون الجولة الحالية حاسمة ونهائية تحقق استقرار السودان، وحل مشاكل النزوح واللجوء دون مزايدات.. “نحل قضايانا في بيتنا برانا”.. وقال: نحن انفصلنا كجنوب، ولكن يظل السودان بيتنا الكبير، وعلبنا أن نتناقش بجدية ونفوّت الفرصة على المتربصين.. “ونجيب السلام بسرعة ونأتي باتفاقية ترضي كل أهل الهامش”.
وفد الوساطة.. السلام مسألة وقت
وأكد عضو فريق الوساطة دكتور ديو على وجود رغبة حقيقية من كافة الأطراف في التوصل إلى اتفاق خلال هذه الجولة، ونحن كوساطة نؤكد على جاهزيتنا لدعم هذا الخيار وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية حتى يتم الاتفاق في أقرب وقت ممكن، وأن سلام السودان ينعكس على أمن واستقرار الجنوب والمنطقة عامة، مشيراً إلى أن فريق الوساطة التمس مرونة من الحكومة في التفاوض وكذلك المعارضة، وذلك يؤكد أن السلام في السودان أصبح مسألة وقت لا أكثر.
التوم هجو.. عودة الثقة
وقال التوم هجو القيادي بالجبهة الثورية، إنه ومنذ الجولة الأولى عادت الروح السودانية والثقة والاطمئنان التي ظلت غائبة لأكثر من ٣٠ سنة، وتم الاتفاق على أن الذي يدور الآن هو تشاور وحوار حول أوضاع السودان في عاصمتنا الثانية جوبا، وقال: لأول مرة يجلس قادة الشعب السوداني جلسة صدق وحق أن يكون الوسيط هو دولة الجنوب الشقيق.
ودعا هجو إلى الاستمرار بنفس الروح والثقة، إلا أنه رجع وقال: ذلك لن يتأتى إلا بالالتزام بكل ما يتم الاتفاق عليه، وأن يكون ملف السلام هو الأول والأخير، ونأمل أن تكون هذه الجولة حاسمة وأخيرة.
تركة مثقلة والوطن أسمى من الحزب
من جانبه قال مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان، إن الحلول كانت متاحة خلال كل الحكومات السابقة، إلا أن ضيق الأفق السياسي حال دون الوصول لهذه الحلول، وأدى إلى ما نحن فيه الآن من حروب أهلية وغيرها، وبعد سقوط النظام انفتحت الآفاق للحلول السلمية.
وقال إن السودان يمر بمنعطف خطير، وفي حاجة ماسة للتخلص من التركة المثقلة التي ورثها من النظام السابق، لذلك يجب أن نعمل على انتشال السودان من هذا الوضع، وقال: يجب مناقشة قضية دارفور دون عزلها عن قضايا السودان وتأسيس وطن على أساس المواطنة والمستحقات مقابل الواجبات، وأضاف أن مشكلة السودان لا تحل بالتمكين، ويجب على الحكومة أن تنتبه لذلك، وأن تتخذ خطوات جريئة لإيقاف العبث الذي يحدث الآن على أن تكون المعايير وطنية في كل ما يتم، وأضاف: نمد أيدينا بيضاء للحكومة الانتقالية وقوى الحرية والتغيير ونقول لهم إن بقاء الوطن أسمى من بقاء الحزب، ويجب ألا نكرر التجارب السابقة، ودعا إلى إشراك النازحين واللاجئين في المناطق المتضررة من الحرب في وفود الحركات.
وأكد مناوي أن هدفنا هو الحوار مع الحكومة وليس الأحزاب السياسية، وشدد على ضرورة أن تطوي هذه الجولة صفحة الحرب.
لا تُلدغ ٣ مرات وتلدغنا
مالك عقار بدأ متفائلاً بوجود دكتور رياك مشار النائب الأول لرئيس دولة جنوب السودان في الجلسة الافتتاحية، وقال: وجود د رياك يعني أن سلام السودان على وشك التنفيذ. وأضاف أن سلام السودان هو سلام الجنوب، وأضاف: يا حميدتي المشكلة مشكلة الخرطوم وحلها من الخرطوم وحلها في الخرطوم، وقال إن هذه القاعة بها الآن ١٣٠ مفاوضاً جميعها تنشد السلام، ولكن تحديات التنسيق تقف أمامها، المسارات متعددة ومختلفة، ويجب علينا جميعاً التفاوض والتنسيق، نحن في الحركة الشعبية على استعداد لذلك، ويجب أن يكون هناك استعداد من جميع الأطراف للتفاوض خاصة وأن هناك فرصة نادرة لإقامة السلام والديمقراطية.
وشدد عقار على ضرورة الانتقال من القضايا الإ جرائية إلى القضايا الموضوعية والدخول في الحوار العميق وحل المشاكل المزمنة، ودعا إلى أن تًحكم الأقاليم المتأثرة بالحرب نفسها بنفسها، وأن تعمل على تنمية نفسها من ثرواتها مع وضع قضية الأرض والحواكير والتعويضات موضع اعتبار، مشيراً إلى أن هذه القضايا حساسة وبذور للفتنة أمس واليوم وغداً ولابد أن تتم المعالجة.
وأضاف وهو يخاطب حميدتي (يا حميدتي انت جاي من نفس الهامش لا تلدغ ٣ مرات ولا تلدغنا)، وقال: يجب أن تكون هذه الجولة حاسمة وتدخل في الموضوعات بعيداً عن المناورات، داعياً إلى عدم التخندق في موقف واحد.
الحلو: أتينا للجولة بقلب مفتوح
وأكد عبد العزيز الحلو ـ الحركة الشعبية شمال ـ التزام الحركة بالسلام بعد أن التمس تفهّم الحكومة وتعاملها الإيجابي، وتساءل الحلو: هل نحن متعارضون أم مجموعات تسعى للسلام، وقال: علينا كقادة أن نتحمل مسئوليتنا، ونسعى لتحقيق تطلعات الشعب السوداني، والسعي الجاد لمعالجة الأزمة، وأكد على أنهم أتوا لهذه الجولة بقلب مفتوح للخروج بنتائج إيجابية.
المرحلة حساسة ودقيقة
هكذا بدأ دكتور الهادي إدريس حديثه: أتمنى أن تكون هذه الجولة الأخيرة، ونحن جاهزون وأتينا بقلب مفتوح على أن تكون جولة حاسمة ونفاجئ الكثيرين بذلك، ووصف المرحلة التي يمر بها السودان بالدقيقة تتطلب التوافق السياسي وتحقيق السلام والاستقرار، والتحول الديمقراطي، وأكد على حرصهم للتعامل مع الحكومة الانتقالية وقوى إعلان الحرية والتغيير، مشيراً إلى أن السلام لن يتأتى إلا عن طريق مخاطبة قضايا النازحين واللاجئين، مطالباً الحكومة باتخاذ الخطوات اللازمة.
وأضاف: نحن جادون في تحقيق السلام، ولا نشك في روح الحكومة في جديتها لتحقيق السلام باعتباره الأولوية القصوى. وقال إن السودان أكبر من الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية والحرية والتغيير.
للمجتمع الدولي كلمة
وأكد ممثل الاتحاد الأفريقي أن مواطني السودان ينظرون إليكم كقادة لتحقيق السلام في السودان، وبالتالي عليكم إقرار السلام وهو عمل أساسي لكم كقادة، مشيراً إلى وجود خطة للاتحاد الأفريقي للعام ٢٠٢٠ لإسكات أصوات الرصاص في أفريقيا، في إشارة إلى قناعة الاتحاد الأفريقي بأن جوبا هي المقر الأوحد للتفاوض، معلناً استعداد الاتحاد الافريقي لتقديم الدعم لجعل السلام ممكناً ويجب التركيز على القضايا التي تساعد على ذلك، كما أعلن ممثل الجامعة العربية السفير المصري محمود منصور على استعداد مصر والجامعة العربية لدعم خيار السلام، ودعا إلى التوصل إلى اتفاق سلام يضع حداً للعنف في السودان، وقال: كلنا في طريق واحد وسلام السودان يعني استقرار المنطقة.
وتمنى ممثل الأمم المتحدة أن تكون هذه الجولة حاسمة ونهائية، وقال مخاطبا الوفود: إذا عدتم إلى الخرطوم دون تحقيق السلام.. ماذا ستقولون للشعب السوداني، واضعاً الكرة في ملعب المتفاوضين، معلناً دعم الأمم المتحدة لخيار سلام السودان.