ـ اهتمام الإعلام والمجالس والشارع العام في بلادنا بزيارة السيد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك الأخيرة لواشنطن مبعثه أهمية الولايات المتحدة الأمريكية كدولة كبرى تتسيد العالم تقريباً بجبروتها ومخابراتها واقتصادها وتقنياتها وعملائها من الدول والمؤسسات والأشخاص، وتمثل القاسم المشترك الأعظم في كافة مشاكل بلادنا ومُقعِداتها! ومبعث الاهتمام كذلك أن د. حمدوك ومنذ تسلمه رئاسة الوزراء ظل محل ثقة وأمل وتفاؤل بأنه سيقود البلاد للخروج الآمن من النفق المظلم المنحبسة بداخله ولا تكاد تجد منه مخرجاً !
ـ المؤسف أن عدداً كبيراً من الناس حبسوا أنفسهم داخل مربعات سياسية ضيقة ينظرون من خلالها للزيارة بين مادح وقادح بناء على الانتماء والموقف السياسي وليس على نقاط موضوعية تتعلق بالزيارة نفسها، مثل القضايا التي بحثتها ومع مَن ناقشتها والنتائج التي خلصت إليها؟ بل حتى المسائل التي تبدو شكلية وهي مهمة مثل الدعوة وهل تمت الزيارة بناء على دعوة رسمية؟ وهل كان في استقبال الوفد مسؤولون رسميون؟ وهل تكوّن وفد بلادنا من وزراء وخبراء حسب طبيعة الملفات المشتركة بين البلدين؟
ـ بحسب المعلومات المتاحة، فإن الزيارة لم تتم بدعوة رسمية من الإدارة الأمريكية، ولم يكن في استقبال الوفد أي مسؤول رفيع يوازي أو يقارب مكانة ووزن السيد رئيس الوزراء الدكتور حمدوك، وارتكز البرنامج على بعض المقابلات التي هي أقرب لأنشطة العلاقات العامة وتبادل الرأي حول القضايا المشتركة، وحتى لقاء د. حمدوك بوزير الخزانة الأمريكي لم يخرج عن ذلك الإطار، حيث أن القرار بشأن المنح والقروض والاستثمارات ليس بيد الرجل، وكلنا يتفق أن ملف العقوبات الأمريكية والملف الاقتصادي هما مربط الفرس!
ـ مؤكد أن الزيارة كانت فرصة للنقاش وتبادل وجهات النظر وتصحيح المعلومات حول بعض الملفات، وهذا مهم ومطلوب، لكن على صعيد القضايا الحقيقية الملحة فيمكن القول إن الزيارة لم تحقق شيئاً ملموساً، وبالتالي فإن تقييمها لا يزيد عن درجة “لا بأس” التي يكتبها المعلمون عندما يحتارون حول مدى جودة موضوع إنشائي أو مقالة تاريخية، ونعتقد أن سعر صرف الدولار كان في حالة “سكون” في انتظار نتائج الزيارة “حتى ولو كانت وعوداً”، لكنه بمجرد انكشاف الحُجُب واصل صعوده والتُجّار من حوله متوجسون !
ـ نسأل الله أن نكون مخطئين في تقييمنا، وأن تكون الزيارة مُثمرة وتظهر لها نتائج مُبهرة تنعكس خيراً ورفاءً ورخاءً على الناس الذين أرهقهم الغلاء المعيشي الفوضوي المتصاعد كل صباح ومساء، بمنطق أحياناً وبمزاجية التجار أحايين أخرى .
خارج الإطار :
ـ القارئ النور مكي المليح قال في رسالته: ما سطرته عن الشهادة وكتمانها كنت صادقاً فيه وهو ما نعيشه ونشاهده أمامنا في بعض الحالات المؤلمة، فهناك أناس لا يخافون الله أبداً ومستعدون للشهادة بالزور أو كتمان شهادة الحق خاصة في نزاعات الأراضي والشراء والبيع فيها! وللأسف هناك أشخاص معروفون جاهزون للشهادة لمن يريد بما يريد طالما أنه يدفع! وهناك بعض أطراف النزاع يعلمون بحقيقة هؤلاء لكنهم يتعاملون معهم !
ـ مرحباً برسائلكم على الرقم “0912392489” وهو مخصص للرسائل فقط وليس الاتصالات، مع رجاء ذكر الاسم والاختصار، وكل رسائلكم مهما كان اتجاه الرأي فيها هي محل تقديرنا وستجد فرصتها في النشر بإذن الله تعالى.. ونصف رأيك عند أخيك .