- واحدة من حسنات وإيجابيات التغيير السياسي الذي حَدَثَ في البلاد أنّه كشف عن نُضجٍ مُعتبرٍ ووعيٍ كبيرٍ وسط الشباب والطلاب، نُضج ووعي فكري وسياسي واجتماعي وسايكولوجي وتوكنولوجي، وذلك للأمانة أمرٌ مُبشِّر ومُطمئن مستقبلاً، خَاصّةً وأنّ الفئات العمرية في بلادنا راجحة بوضوح لصالح الشباب، لكن المُهم أن ينتبه الشباب جيداً إلى أن “العواجيز والتنظيمات العجوزة” لن تتركهم في حالهم، والوضع السياسي الراهن بالبلاد خير شاهد ودليل ومثال على أن النضج والوعي قد لا يمنعا السرقة والاستغفال !
- حتى المجالس العامة والقهاوي وصيوانات الأفراح والأتراح باتت عامرة بالنقاش السياسي والتفاعُل مع أخبار وتصريحات وتحركات الحكومة، وانحسر النقاش حول الرياضة وفاز الهلال وخسر المريخ، وكل تلك مؤشرات طيبة وجيدة، وتدل فعلاً على أنّ هناك تغييراً كبيراً حدث قد لا يدرك حجمه ويُحسن تقديره الكبار، ومُؤكّد أنّ لثورة الاتصالات التي عمّت الدنيا دورها وأثرها وكذلك ثورة التعليم العالي التي أتاحت الفُرص واسعة للتعليم العالي وأنتجت جامعات مُميّزة باتت محاضن للنُّضج ومفرخة للوعي بالرغم مما يُثار ضدها !
- الحكومة الانتقالية الحالية محسوبة على الشباب رضوا أم أبوا، لأنها نتاج “ثورتهم”، والافتراض الطبيعي أنها تعتمد على الشباب أصحاب الهِمّة والكفاءة، وتُركِّز على الطموحات والأولويات التي تتفق مع فكر الشباب وتطلُّعاتهم ورؤاهم، لكن هل نلمس ذلك على الواقع فعلاً؟ هل الذين تم “تمكينهم” هُم من الشباب والكفاءات؟ بل هل للشباب مُجرّد رأي في رفت هذا وتعيين ذاك؟ وهل التّصرُّفات والقرارات المُثيرة للاحتقان محل رضاء الشباب؟ هذه حزمة من أسئلة تطرح وتفرض نفسها بعيداً عن المزايدات .
- كثيرون منّا أساءوا تقدير قُوة الشباب ومُستوى وعيهم ودرجة نضجهم، بل حتى الحكومة السّابقة ومُؤسّساتها قد تكون وقعت في براثن ذات التقدير الخاطئ، ويبقى الأهم وهو أنّ ينتبه الشباب ويُدركوا أن هناك عدداً من المُتربِّصين بمسيرتهم، من السودانيين وغيرهم، ولديهم آلياتهم ومهاراتهم ومَخالبهم، وأكبر الخطر قد يأتيهم من داخل الكيانات التي تمثلهم وتتحدّث باسمهم، تُقاسمهم الخير و”تزوغ” منهم عند الشر، بل تزيد نيرانهم غازاً وحطباً! الوعي والنضح ليس مُجرّد بناءات فلسفية بل هو فهم وإدراك يجب أن يُلازمه عَملٌ .
- اللهم أهدنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى .
- خارج الإطار:
- القارئ البله أحمد سليمان “الريف الشمالي” قال إنّه شارك في ثورة أكتوبر 1964م وعايش عدة أنظمة وطنية، وشكا من الغلاء الفاحش المُتصاعد هذه الأيام في أساسيات المعيشة والزراعة، فضلاً عن ارتفاع تعريفة المواصلات لدرجة لا تُطاق!
- القارئ صاحب الرقم “0121044570” اقترح تخفيض الفترة الانتقالية لتكون سنة ونصف فقط، خاصةً وأنّ واشنطن صرّحت بأنها لن تتفاوض إلا مع حكومة منتخبة.
- القارئ محمد علي عباس قال إنّ الوطن سيضيع من التهورات السياسية وغياب المُؤسّسية ودولة القانون .
- القارئ جيلاني محمود قال إنّ ولاية البحر الأحمر سُودان مُصغّر يتعايش أهلنا في سلام وأمان رغم المحن والفتن وكيد الكائدين والرجاء ألا يتلاعب الناس بالنار ويوقظوا الفتن.
- القارئ يوسف أرباب “أم بدة” امتدح زيارة السيد رئيس الوزراء لأمريكا، وقال إنها خطوة إيجابية قد يكون لها عائد سياسي واقتصادي بإذن الله .