قطر والسودان !
بعد انفصال جنوب السودان ونضوب معظم آبار النفط في حقول الشمال حينذاك، قدمت دولة قطر وديعة مليارية للحيلولة دون انهيار الاقتصاد السوداني وتبعتها مليارات عطفًا على نجاح قطر في جمع الفرقاء السياسيين في الدوحة وإبرام اتفاق الدوحة الذي أحدث تغييراً جذرياً على الأرض في دارفور، وخاطب الاتفاق جذور الأزمة، ولكن الصراعات الداخلية بين الفصائل العسكرية والسياسية عطلت مسار الحل النهائي ولم تقف جهود دولة قطر المخلصة عند توقيع اتفاق الدوحة، ولكنها دعت لموتمر للمانحين لدعم التنمية في السودان ودارفور بصفة خاصة، وتكفلت الحكومة القطرية بتعمير الأرض التي خربتها الحرب وأنشأت القرى النموذجية في كل ولايات دارفور بمبلغ فاق المليار دولار.
تعتبر قطر الدولة العربية الأولي فى دعم التنمية خلال الأربعين عاماً الماضية، وهي ثاني دولة بعد الكويت تتبنى مشروعات تنموية حقيقية خلافاً للدعم العربي الذي قدمته بلدان عربية أخرى، ولكنه كان دعماً استهلاكياً كالوقود والدقيق، ورغم أهمية مثل هذا الدعم، إلا أنه يظل محدود الأثر .
قطر الدولة العربية الأكثر حضوراً للخرطوم على مستوى أمير البلاد وولي العهد، ووزير الخارجية والمالية، بينما أغلب الدول العربية باستثناء مصر والرئيس السيسي تحديداً يستنكف العرب زيارة الخرطوم ولا يذكر الشعب السوداني متى زار ملك السعودية أو البحرين والرئيس الإماراتي السودان ولا أمير الكويت أو سلطان عمان، لكن قطر ظلت تشكل حضوراً دائماً في السودان حتى الأميرة موزة زارت السودان وولاية شمال كردفان أيام مجدها وألقها .
ولن ينسى أهل السودان فضل قطر وأياديها البيضاء والعطاء الذي قدمته لهم دون مَنٍّ ولا أذى ولم تطلب قطر مقابلاً لما قدمته.
حتى جاءت عاصفة الخلافات الخليجية، ووقفت الحكومة السابقة مع محور السعودية الأمارات العربية المتحدة، وفقدت قاعدة عريضة من الشعب الذي كان يرفض بمشاعره الصادقة الدخول في حرب اليمن ومآلات ذلك .
جاءت حكومة الانتقال الحالية، ومضت في تحالفات حكومة البشير السابقة مع أن القاعدة العريضة التي تدعم الحكومة الانتقالية الحالية أقرب معارضة للدخول في حرب اليمن.
اليوم بدأت التغيرات الكبيرة في الخليج بانسحاب الإمارات من تحالف الحرب في اليمن، ومرّ قطار التسوية من الرياض إلى أبوظبي، وتلوح الآن إرهاصات بحدوث مصالحة خليجية ونهاية الحقبة السوداء التي خلفتها الصراعات بالمنطقة فأين السودان من هذه التطورات؟
ومتى يزور الرئيس البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك الدوحة، والتفاهم على أساس المصالح المشتركة، ورد الجميل لدولة قطر التي وقفت مع السودان ولم تقف مع النظام السابق لشيء في نفسها.
هزيمة مقبولة
تعرض الهلال لهزيمة مقبولة من الأهلي المصري يوم الجمعة بفارق هدف وحيد، ونال الأهلي من شباك الهلال مرتين، ربّك ستر ولم يتعرض الهلال لهزيمة كبيرة من واقع المستوى الضعيف جداً لفريق الهلال الحالي، والمستوى الجيد الذي قدمه الأهلي في المباراة الأولى رغم خسارته من النجم الساحلي التونسي.
الهلال بشكله الحالي غير مؤهل للصعود للمرحلة القادمة أو بلوغ المباراة النهائية كما بلغها من قبل أيام كان فريقاً تهابه القارة الأفريقية قبل أن ياتيه الكاردينال بأمواله وسوء إدارته وتقلّب مزاجه وينحدر الهلال إلى أسفل ويصبح فريقاً عادياً يتلقى الهزائم داخلياً وخارجياً، وبعد كل هزيمة يطيح رئيس النادي برأس المدرب، ويبقى هو، مع أن كل مشاكل الهلال سببها الرئيس الكاردينال والذين من حوله وهم يخدعونه بالألقاب والتعظيم وما يخدعون إلا أنفسهم.
الهلال سيلعب مرة أخرى في تونس وما أدراك ما النجم الساحلي، نسأل الله أن يجنبه الفضائح الكروية ويعيده لأهله المخلصين، ويبعد عنه الكاردينال وبقية المطبلين.