(في الخرطوم3)!!
*(ورِّي وِشّك)
من الأشياء التي تُحمد للدكتور عمر القرّاي، أنّه خرج إلى العلن ليسمع الناس نيّته ونواياه في أمر المناهج.. لم يأتمر بليلٍ، وإنّما صَعَدَ المنابر وأعلن للكافة ما يُخطِّط له.. وتلك محمدة للرجل يجب أن تلقى الثناء بصرف النظر عن بُضاعته المزجاة ومَدَى جَودتها أو فسادها.. حقائقها وأباطيلها.. فالإبانة والوضوح ملمح شجاع وسانحة متقدمة لاجتذاب الأفكار وصقلها.
وقريباً من ذلك نشره استطلاعاً للرأي حول سحب القرآن الكريم من بقية المواد المدرسة، إلا أنّ الاستطلاع تمّ سحبه بعد أن استمر ليومين، وكانت آخر نتائجه تُشير إلى أنّ نسبة الرافضين لهذا الأمر 93 في المائة مُقابل 7 في المائة.
أظن أنّ الهزيمة الساحقة لاقتراح القرّاي دعتهم لتحويل الاستطلاع إلى صَفحة المهنيين في مَعركةٍ إسفيريةٍ حامية الوطيس ما زالت الكفّة فيه حتى هذه السطور تميل لمُعسكر القرآن الكريم.
الواضح للعيان أنّ معارك النور ذات قِيمة مُضافة لصالح الوعي والاستنارة، وأظنها ستفلح في إعادة القرّاي لجادة الصواب ومُراجعة الأمر وفقاً لمُعطيات الرأي العام واتّجاهاته.
من أطرف التعليقات المنشورة في صفحة الاستطلاع ما يلي:
(والله الاستطلاع دا تنشروهو في صفحة الحزب الشيوعي.. اقتراح القرّاي يسقط!!).
*الكلام دخل الحوش.
ذهب نفرٌ من الناس إلى وزارة الإعلام قادهم التاج واستقبلهم الرشيد.. هتفوا واحتجوا.. واختلطت الثورة والدولة وصارتا لحناً واحداً ولكنه للأسف مُربك وغريب.
استمعت للخطب الرنّانة والبيان الفنّان واللافتات، وحملقت في الوُجوه علّني أدلف إلى مَغزى ومَطالب المَوكب الاحتجاجي الهادر، لكنني ارتددت حسيراً.
حاولت تفكيك هتافات المَوكب ومنها (صحافة حرة أو لا صحافة).. مُضيفاً اللافتة التي حملوها (الصحافة الحرة باقية والطُغاة زائلون).. وعندما قارنتها بمطلبهم الكبير والخاص بإيقاف بعض المُؤسّسات الإعلامية.
احترت حقاً.. بالله عليكم أسمعوا للرشيد سعيد الفرنسي وهو يرد على مطالبهم:
(لن نسمح للإعلام أن يعمل ضد الثورة ويُهدِّد مسيرة السلام والتحوُّل الديمقراطي).
لا سبيل يا سادتي مع طلب الحُرية والديمقراطية المُناداة بالإغلاق والمُصادرة.. لا يستقيمان!!
وقفة غريبة، لكنها ليست بريئة.. لها ما بعدها.. ليست بمفازة من طبخة نيئة قريبة.. لم يأتِ هؤلاء إلى هناك ليقولوا (أهزوجاتهم) تلك و(يفرنقعوا).. ثمة مذبحة أخرى قادمة.. خطأ جديد مُضاف إلى امتحان الشهادة السودانية وحمى الوادي المُتصدِّع والقرآن الكريم والمناهج، لكنه خطأ من نوعٍ مُختلف وفارق.. سيكون خطأً استراتيجياً بديعاً.. ومن الشرارة يندلع اللهيب.
*لبّسوه البدلة.
شغلت الأسافير زيارة نائب رئيس المجلس السيادي إلى أسمرا.. واتّجهت الاِهتمامات إلى (حفاوة الاستقبال) و(بدلة حميدتي).
بالنسبة للحفاوة، فإنّ اهتمام الرئيس أسياس أفورقي بالزيارة وحرصه على استقبال حميدتي كان مُفاجئاً للجميع، خَاصّةً وأنّ أفورقي كَانَ قَد مَارَسَ نوعاً من (الدغالة) إبان زيارة رئيس الوزراء السوداني حينما أرسل مُستشاره السياسي يماني قبراب لاستقبال حمدوك والوفد عالي المُستوى.. وبدا أنه غَير آبهٍ ولا مُهتمٍ بالزيارة رغم ما تمثله وما تعنيه لأوساط عِدّة!!
أمّا البدلة فقد أثارت قِطاعاً واسعاً من النّاشطين، خَاصّةً وأنّها المرة الأولى التي يظهر بها بعد اعتياد الناس على حميدتي بالميري.
عَلّقَ قحتاوي:
(أها تاني يحلِّنا الحَلّ بلّه)
كما أنتج أحدهم فيديو لصور زيارة أسمرا مع دبلجة بصوت (إنصاف مدني) وهي تُغنِّي:
(لبس البدلة.. وسمحة فوقو القدلة).