* على أيام حكمه اشتاط الراحل الرئيس نميري غضباً بسبب هجرة العلماء والكودار السودانية، ولما كان أمامه الراحل البروفيسور عبد الله الطيب، والذي كان حينها مديراً لجامعة الخرطوم صب الرئيس نميري جام غضبه على أساتذة جامعة الخرطوم، ووصفهم بالخيانة وعدم الوطنية.
* حينها تقدم له مدير الجامعة البروفيسور عبد الله الطيب وعرض عليه 27 عرضاً من جامعات عالمية مختلفة لأساتذة من الجامعة للعمل بتلك الجامعات بشروط يسيل لها اللعاب. وأوضح له بأن كل الأساتذة رفضوا تلك العروض.
* كان من ضمن العروض التي قدمها البروفيسور عبد الله الطيب للنميري العرض المقدّم من جامعة شيكاغو للبروفسور محجوب عبيد طه، فما كان من النميري إلا أن قال بطريقته المعهودة: (هو دا بدرِّس شنو أصلو؟)
* نعم إنه الراحل العالم البروفيسور محجوب عبيد أحد ثرواتنا العلمية التي لازلنا نفاخر بها رغم رحيله عنا منذ نحو عشرة أعوام، تاركاً في القلوب حسرة.
* في سبعينيات القرن الماضي، كانت العربة الألمانية أوبل من أجود الماركات. ولكن بها عيب وهو أنها تكسر (الركبة) دائماً وأبداً، وكان البروف يمتلك إحداها، وبعد دراسته لمشكلة الأوبل، كتب تقريراً ميكانيكياً مفصلاً ودقيقاً للشركة الأم في ألمانيا، رغم تخصصه في الفيزياء النظرية.
* حينها درس المهندسون الألمان التقرير دراسة وافية وأرسلوا له ردّاً معنون كالآتي: عزيزنا المهندس م.ع. طه ظانين أنه مهندس ميكانيكي، بأنه على حق فيما أورد من أسباب، وقدموا له عربة أوبل جديدة هدية.
* ولأن الأميركان يتشاءمون من الرقم (13)، لذا أرجعوا سقوط وتحطم المركبة الفضائية أبولو 13 لحملها الرقم (13). لكن البروفيسور محجوب أرسل لهم تقريراً مفصلاً عن أسباب تحطم أبولو13 بعد دراسة مهندسي وعلماء وكالة ناسا الأميركية للتقرير الفني، تأكد لهم صحة ما ورد فيه من معلومات من أسباب فنية أدت إلى تحطم أبولو 13.
* بعدها أرسلت له وكالة ناسا دعوة لحضور إطلاق المركبة الفضائية أبولو 14 بعد أن تجاوزوا تلك الأخطاء الفنية بفضل تقريره الضافي.
* قُدمت لبروفيسور محجوب عبيد عروض عدة من جامعات عالمية أهمها وأولها جامعة ولاية ألينوي بشيكاغو عندما سمعوا به بعد موضوع أبولو 13. كان عرضاً يسيل له اللعاب وهو للتدريس بالجامعة أو الجلوس بها كأستاذ كرسي مقابل: شيك على بياض كمرتب شهري، زائداً فيلا فخمة مفروشة حسب اختياره مع عربة جديدة كل عام، بالإضافة للتأمين الصحي وتذاكر الطيران على الدرجة الأولى له ولأسرته لوطنه السودان.
* لكن البروفيسور محجوب عبيد رفض ذلك العرض وبقي في السودان مدرساً للفيزياء براتب شهري قدره 350 جنيها سودانيا ما يعادل 1,200 دولار في الشهر.
* وينبغي أن نذكر هنا أن عالمنا الراحل قد ألف معظم الكتب والمراجع الفيزيائية التي تدرس بالجامعات العالمية الآن.
* عند وفاته في أبريل 2010م اتهم تلاميذ العالم البروفيسور الاستخبارات الأميركية (CIA) بزرع داء السرطان في جسده بعد رفضه للعرض المغري الذي قدمته له وكالة الفضاء الأميركية (NASA) للعمل معها مؤثراً البقاء في الوطن العربي.
* اللهم ارحم عبدك البروفيسور محجوب عبيد الذي مات مبطوناً، وأسكنه فسيح جناتك..!!.