* يعد موضوع الذئاب البشرية من المواضيع التي يتجاهلها المجتمع، وتتجاهلها المنابر ووسائل الإعلام والمحاضرات التي يقيمها علماء الاجتماع في المراكز والأماكن المختلفة، ليس نقصاً في أفكارهم ولا قلة لعلمهم به إنما لحساسية الموضوع والخجل الذي يسود هذا المجتمع.
* لأن هناك قضايا كثيرة لا يستطيع المجاهرة بها ولا حتى لمسها فقط يلزمنا الصمت.
* مجتمع يتهرب من الحقيقة، ليست لديه الجرأة والقدرة على مواجهة مثل هذه القضية. هذه الذئاب ضحيتها الأطفال في أغلب الأحيان لنقص وعيهم بأمور الحياة وأبوابها، وللأسف قد يقضي الرجل كامل عمره في ممارسة لهذا الفعل الشنيع.
* وهي حالة شذوذ في الشهوة تحدث لمن لم يجد الأنثى لذلك، فيتحول إلى الأطفال الصغار أولاً ثم قد يتطور ذلك إلى مختلف الفئات العمرية، والسبب الآخر هو تعرض هؤلاء في صغرهم لاعتداءات جنسية كسرت دواخلهم وأثرت فيها فتحولوا من ضحايا إلى ذئاب وقد يكون هذا التحول بدافع الانتقام.
* الأسرة هي المسؤول الأول لامتلاكها فرصة التربية السليمة وإخراج إنسان سليم ومعافى، لا يشكل خطراً على المجتمع، بل ينصح ويوجه ويرشد.
* وللأسف أن الكثير من الأمهات في البيوت همهن الطباخة، و(جلسات الجبنات) وكذلك ولعهن بمتابعة المسلسلات وذلك على حساب دورهن الأساسي في مراقبة الأطفال ومتابعتهم وإرشادهم.
* وكذلك غياب رب الأسرة عن البيت طوال اليوم، فمن المفروض أن تسد الأم هذا الدور في ظل غيابه، وإن حدث خطأ من الأطفال ولم تستطع حله لابد من أن تخبر به الأب عند عودته ليعاقب بالأسلوب المناسب والباتر لأي سلوك سييء بدر من الطفل؟
* فهنالك أخطاء إن لم تجد العقوبة فقد تلازم الطفل وتتطور مع مرور عمره لتصبح عادة له، وعندما يمر بمرحلة المراهقة يصعب تغيير أشياء غرزت فيه منذ الصغر فقد يسرق، يشتم، وقد يصبح مجرماً.
* كم من طفل اغتصب، وكم من طفلة تأثرت أعضاؤها بهذا الفعل، وكم من فتاة رفضت الزواج وتعنست لكرهها للرجال لأنها كانت ضحية في صغرها!! وكم من طفل أصبح ضعيف الشخصية ومنكسراً وتأثرت حياته في المستقبل.
*والطفل المعتدى عليه تنتابه بعد عملية الاغتصاب أعراض نفسية كثيرة ومتباينة، في مجملها تمثل (أعراض الاغتصاب) كالاضطراب، الخوف الدائم، كثرة التلفت، والشعور بعدم الأمان، وهذه أعراض نفسية انعكاسية وقتية، أما الأعراض اللاحقة والتي تحدث للطفل بعد فترة من الاعتداء عليه.
*الأعراض اللاحقة تتمثل في التغيير الملحوظ في كل تصرفاته فإذا تم اغتصابه من رجل كبير، فإنه سوف يخاف من كل الرجال، أما إذا كان المعتدي صبياً أو فتى فيصبح في خوف دائم من الفتيان الذين في نفس عمر مغتصبه، كما أنه يتفادى الاختلاط بغيره من الأطفال، خاصة الكبار منهم، ويصبح منعزلاً، شارد الذهن، كما أنه يتحاشى المكان الذي تم اغتصابه فيه.
* لا بد من تفعيل القوانين لردع هذه الفئة من المجتمع، وليتعظ غيرهم، ولنقلل من عمليات الاغتصاب وعدد ضحاياها.
* على أولياء الأمور والمعلمين مراقبة الأطفال ومتابعتهم وأن يحذروهم من مجالسة الذين يكبرونهم سناً وألا يضربوا أبناءهم بشدة، ولا يرهبونهم ويصرخون في وجوههم أمام الناس، لأن ذلك يمنع الطفل من إخبار أسرته إن تعرض لاعتداء.
* أتمنى أن ينجو هذا المجتمع من هذه الفئة وأن يصبح سليماً معافى ونسمو بأبنائنا، ويحقق كل منهم حلمه وهدفه في الحياة.