المرض المجهول بإسكان أبوسعد.. إهمال متعمد وارتفاع عدد الضحايا
فشل لجنة صندوق الإسكان في تحديد الأسباب الحقيقية للإصابات
الخرطوم: ام بلة النور
تناولت “الصيحة” خلال الشهر الماضي، قضية عمال الحفريات بمشروع إسكان أبو سعد 73 بأمدرمان, الذين تعرضوا للإصابة بمرض مجهول بالنسبة للعاملين,
وفاق عدد الإصابات والوفيات أكثر من ” 44 ” حالة, وبعد التحقيق الذي أجرته “الصيحة” توصلت إلى حقيقة المرض, وقال الأطباء المعالجون للحالات إنها إصابات
بتليّف الرئة دون معرفة الأسباب, والتي يرى الأطباء أنها تحتاج إلى دراسة وتحليل للمياه والتربة بالمنطقة.
ورغم مرور أكثر من شهر على تفجّر القضية وظهورها على السطح، إلا أن الجهات المسئولة لم تحرّك ساكناً, واكتفت بالزيارات الرسمية, وتشكيل اللجان,
دون أن تتقدم خطوة نحو الأمام وإبداء جديتها للوصول إلى جذور المشكلة, ويشكل عدم وجود قوانين ملزمة للهيئات الاعتبارية للالتزام بتكاليف العلاج,تحقيق: أم بلة النور التعويض في حالات الوفاة للحرفيين, مهدداً لحياة عشرات العمال في هذا المجال, لتتم مصادرة حق العامل في الحياة, لحاجته للعمل.
حالات جديدة
في تطورات جديدة للقضية، لقي ثلاثة عمال مؤخراًحتفهم جراء إصابتهم بتليف في الرئة, ليصل عدد
الوفيات إلى ” 33 ” حالة، وكانت الصيحة قد سجلت زيارةللمصابين بالمستشفيات ووقفت على حالاتهم الصحية
المتدهورة, وهم فرح المرحوم مفرح حماد، بمستشفى أم درمان لأم راض الصدر )أبو عنجة(، ويحيى جلال
بمستشفى الشعب الخرطوم، وكذلك مطر أبكر وجميعهم انتقلوا للرفيق الأعلى نتيجة لعدم تمكن ذويهم من توفير
تكاليف العلاج.
وقال عضو لجنة العمال قمر آدم، إن هناك أعدادًا كبيرةمن العمال الذين كانوا يعملون بالمشروع, في القترة
السابقة, عادوا إلى الخرطوم لتلقي العلاج بعد أن ظهرتعليهم أعراض المرض.
وكشف قمر الدين عن أماكن سكنهم, وقال للصيحة إنالمرضى القادمين من ولاياتهم يقطنون في منطقة جنوب
الخرطوم بالأزهري والإنقاذ والأندلس, إلى جانب منطقةالرميلة, والحلة الجديدة أمدرمان والمنارة والصفوةوالرميلة بالخرطوم, ونفى وجود أي دعم مادي للمرضىأو الذين وافتهم المنية.كاشفاً عن بيع منازل المصابين ليتمكنوا من توفيرتكاليف العلاج تاركين أبناءهم بلا مأوى.
أوضاع مأساوية
وكشف ممثل المصابين القادمين منمنطقة عبد الشكور بمحلية كتم بولايةشمال دارفور, هاورن للصيحة عن أسماء
المصابين وهم أبكر محمد عيسى وإسحقأحمد هارون, عبد الله بابكر أحمد, وأحمد
محمد عبد الكريم, عبد العزيز آدم هارون،عوض الله آدم حامد, عبد الماجد صالحخليل, بابكر أحمد عبد الله, بابكر إسحق عبد الله, الصادق إبراهيم إسحاق، هارونأحمد, ليصل عدد المصابين إلى 76 حالةو 33 حالة حالة وفاة.كل الحالات تعيش في أوضاع مأساوية, منهم منيفترش الأرض بمنزل للإيجار بالمناطقالطرفية ويعيش على الأوكسجين داخلالمنازل، ومنهم من تم حجزه بمستشفى الشعب بالخرطوم, دون أن يمتلك ثمن إبرة حقن (حقنة).
وكشف هارون أن جميع هؤلاء العماللم يعملوا بمجال التعدين الأهلي, وأولعمل في الحفريات كان في مشروع أبوسعد 73 .
تحذير طبي
فيما كشف رئيس لجنة العمال كمال عبد الله عن وجود تحذير طبي بعدم استمرار العمل في الحفريات, وأضاف أن هناك أحد الاطباء الذين يتابعون حالة أحد العمال شدد عليهم بضرورة عمل تحاليل طبية لكافة العمال, للوصول إلى المرض في مرحلته الأولى وعلاجه قبل أن تتفاقم الإصابات .
لا جدوى:
فيما وصف كمال الزيارات التي قام بها مسئولى صندوق الإسكان والتعمير بولاية الخرطوم بعديمة الجدوى وليس لها أي مردود على أرض ، حيث ما زال العمال ينتظرون نتيجة التحقيق الذي قام به الصندوق ونفىي حديث المسئولين الذين قالوا إنهم أخذوا عينات للتحليل, واعتبر أن ذلك كان مجرد تخدير للعمال للحد من تصعيد القضية.
وكانت هناك زيارات لإدارة الصحة بمحلية أمدرمان, إلى جانب زيارة لمنظمة دولية بحسب حديث رئيس لجنة العمال والتي قام فيها موظفو المشروع بعمل مسح محدود مع أحد الأجانب دون أن يتمكنوا من الحديث مع تلك المنظمة, إلا أن جميع الزيارات لم يكن لديها أثر إيجابي, أو اهتمام بقضية العمال والحفاظ على أرواحهم واسترداد حقوقهم.
مضيفاً أنهم تقدموا بشكوى لمنظمة الصحة العالميةبالخرطوم, ومفوضية حقوق الإنسان, يوم الأحد الموافق
24 نوفمبر الحالي, وهم في انتظار رد تلك المنظمات.وكشفت لجنة العمال عن استعدادها لإقامة وقفةاحتجاجية أ مام صندوق الإسكان والتعمير بولايةالخرطوم خلال الأيام المقبلة, احتجاجًا على تجاهله لقضيتهم وعدم الاهتمام بها، وعبر “الصيحة” ناشدرئيس لجنة العمال كمال عبد الله جميع منظمات المجتمعالمدني والمنظمات الأممية للتدخل ورفع الضرر عنهم ومعرفة أسباب انتشار المرض.
فشل اللجنة:
وخلال الحلقة الثانية من التحقيق الذي نشرته “الصيحة”, كان الصندوق قد شكل لجنة لمعرفة أسباب المرض وانتشاره, وكانت برئاسة المستشار القانوني للصندوق, وعند السؤال مدير الإعلام والعلاقات العامة وعضو اللجنة التي كونها صندوق الإسكان عن نتائج اللجنة إلا أننا لم نجد الإجابة, وقد يكون ذلك مؤشراً على أن اللجنة فشلت في الوصول الى أسباب المرض وانتشاره.