لم أفهم حتى الآن بالضبط ما الذي حدث في لقاء الفريق حميدتي مع لجان المقاومة… رشَحَت الأخبار وتناولتها أقطاب التجاذبات و(الجغاميس) و(المطاميس) ومن زوايا مختلفة.. لكن ثمة ما يحير في الحكايات التي روتها الأسافير ومشت بها الأقاويل…
هيّج اللقاء الخلايا النائمة وجدّ بالتذكار جرح!!.
من كل هذا وكلما خضت بحثاً وأرخيت صبري واحتملت (خمة النفس) و(الهساسة) التي تحوم، فكنت أخرج بسوال مركزي مهم:
ما الداعي لكل ذلك؟!
ثم تنفتح الأسئلة المرتبطة .
من المستفيد؟!
العقل المفكر والمنسق المرتب للقاء؟
ما هو العائد والنتيجة والمحصلة النهائية؟!
من أطلق الزوابع؟!
البلد مأزومة, ولا تحتاج أن تضيف همّاً على همّها..
حتى الآن وقبيل اللقاء فإن الفريق حميدتي ينتهج مشروع (keep plus in your side) ويمضي فيه بنجاح بتؤدة وصبر مبذول برغم دس المحافير والتعكير المتواصل من أطراف في عمق الحدث والمشهد والذين يُفترض فيهم نظرياً الارتقاء لمستوى التحدي وإطلاق استجابات إيجابية تواكب تعقيدات المرحلة وهشاشة العشب المُتصارع فوقه!!
لكنهم لا يفوّتون فرصة لفش الغبائن.. ونصب الكمائن.
(انهم ينتظرونك من خلف العبارة
فلا تلقي السلام على أحد)
أخي حميدتي..
أنت محارب بدرجة فارس.. وتعرف (إنما النصر صبر ساعة).. ولأنهم يتربّصونك دوماً..
(إنهم ينتظرونك من خلف العبارة
فلا تلقي السلام على أحد).
حينما التقيت بجنودك في قري تم تداول حديثك على نطاق واسع وجرى تحريفه ومطّه ليوافق صوراً ذهنية مسبقة… حين قلت:
(السلطة تطير). في إشارة لإعادة إعلانك الزهد في المناصب قاموا بالقول زيفاً إن ما قلته:
(مجلس السيادة لا يشرفني)..
وفرق واضح وخبيث بين التعبيرين، كل ما قلته لجنودك في قري جرى تعديله وتزييفه لصالح شيطنة حميدتي !!
جهة ما دبلجت صوراً لأكياس (رز وعدس) مكتوب عليها الدعم السريع ونشرتها في الأسافير وأكملتها بحملة عدائية صارخة ضد الدعم السريع دبجتها بالمقالات والقصائد متهمة الدعم بمحاولة إجراء عملية شراء رخيصة للذمم!!.
وقال بيان رسمي صادر من قوات الدعم السريع إن مثل هذه التصرفات تأتي في إطار الحملات الموجهة ضد القوات وقيادتها، وهذه المرة تنوّعت الأساليب واختلفت الطرق بحيث إنها وضعت السم في الدسم وحوّلت حاجة المواطنين إلى مواد تحرك بها الحرب الإعلامية ضد قوات الدعم السريع”
المطلوب العاجل معرفة تلك الجهة ومحاسبتها..
وحسناً فعل الدعم السريع وهو يلجأ للقضاء في مواجهة (لائكي سيرته) على نحو مُتجنٍّ .. فقد تجاوز الاستعداء وتفشي الاختلاق كل حدود الصبر الممكنة…
صديق يوسف كان واحداً من الذين ذهبوا علي نحو متحضر إلى ساحة العدالة.. وخرج بالضمانة.. وكله سلوك يصب في مصلحة سيادة القانون وأن ليس من حق أي أحد إرسال الاتهامات جزافاً (يساراً وشمالاً).. ومن أمن العقاب أساء الأدب.
الحملة الحاذقة (لنرفزة) حميدتي توفر لأصحاب الأجندة أدوارا متناغمة على اختلاف أجندتهم ومقاصدهم.. إذ يتفقون جميعًا أن الرجل يقف حجر عثرة أمام مشروعاتهم ذات الأذرع الخارجية.. وهم غير قادرين على تدجينه أو إدراك أي ضمانة منه، وعلي أي نحو، وخلقة ربنا لا ينتظر تماهي حميدتي مع خطتهم (المدسدسة) وإن قبل ببعض (الفصول) وتغاضى عن بعض (الحركات)… وضوح الرجل وقصة أن (ألفي قلبو على لسانو) لا تتواءم ولعبة (الثلاث ورقات) التي يجيدونها ولا يستطيعون غيرها..
لكنهم – ويالحصافة الأقدار- وقعوا بين يدي الشخص الخطأ.. فليس حميدتي بـ(الخب ولا الخب يخدعه).. ويحفظ جيداً:
(الخلا ولا الرفيق الفسل)
فلينسوا فكرة الترتيب لموعد حفل شواء حميدتي وليبدوا بنية بيضاء وقلب مفتوح إنجاز تلك الشراكة التاريخية وضم الصفوف والكفوف، في امتحان الفرصة الأخيرة (لوطن خير ديمقراطي)..
وحتى تلك الانتباهة يبقي السؤال قائمًا وسليطاً:
من يحرك الأوتاد والبيادق؟!..وهل ترك (قوش) من بعده أحداً يجيد لعبته الخطرة والمميتة إلى هذا الحد؟!
أم إن البلد اتملت (قوشات)؟!.