الخرطوم:ناصر بابكر
سيكون عصياً على المتابع الإقليمي أو القاري للديربي السوداني أن يصدق ما تشاهده أعينه حينما يهم بمعرفة روليت بطولة الدوري السوداني الممتاز لكرة القدم قبل إنطلاقة لقاء القمة بالأمس، لأن متابعي الكرة السودانية من كافة الدول درجوا على متابعة مشهد واحد في مختلف نسخ المسابقات المحلية، وهو تغريد الناديين الكبيرين خارج السرب وانفرادهما سنوياً بالمنافسة على لقب الدوري الممتاز وتبادلهما الأدوار على مستوى صدارة الترتيب منذ بداية الموسم وحتى أمتاره الأخيرة بفارق كبير عن بقية الأندية.
وفي واقع الحال، فإن ما يسفر عنه الروليت قبل انطلاقة الديربي الكبير بالأمس أو حتى ما بعد نهايته حال فوز المريخ أو نهاية اللقاء بالتعادل، قد يكون مصدر دهشة ومثار استغراب للجمهور الرياضي السوداني نفسه لأن يحوي مشهداً غير مألوف بالمرة، ويعد من أبرز وأهم ملامح النسخة الحالية من مسابقة الممتاز، والأمر يتعلق بكل تأكيد بصدارة نادٍ من غير طرفي القمة لجدول الترتيب، والحديث هنا ليس عن مرور جولة أو جولتين من انطلاقة المنافسة بل بعد مضي (11) جولة بالتمام والكمال.
الأمل عطبرة، أحد الأرقام الصعبة والثابتة والراسخة في تاريخ بطولة الممتاز، والنادي صاحب الإرث الكبير والذي سبق له تمثيل السودان من قبل في مسابقة الكونفدرالية، اختار أن يقدم نفسه في النسخة الحالية بوجه مختلف، وشكل مغاير، ولم يكتفِ (حتى اللحظة على الأقل) بالبحث عن مركز متقدم أو المنافسة على مقعد يؤهل لمسابقة الكونفدرالية، وإنما اختار أن يصارع القمة وجعلها هدفاً له، وأثبت من خلال الفترة التي مضت من عمر السباق، أنه قادر على تحقيق أهدافه تلك والتي يمضي نحوها بخطى واثقة.
إذ يجلس فهود الشمال في صدارة الترتيب برصيد (21 نقطة) جمعها من ستة انتصارات وأربعة تعادلات مقابل هزيمة يتيمة في ملعب النقعة أمام مريخ الفاشر، وأثبت الأمل خلال الموسم الحالي جديته في مقارعة الكبار من خلال فوزه على الهلال العاصمي بهدف نظيف وتفوقه أمس الأول الذي أعاده للصدارة من جديد على الأهلي شندي في ديربي نهر النيل، وبملعب شندي بثنائية نظيفة، إلى جانب تعادلين مع الخرطوم الوطني وهلال الأبيض بملعب شيكان.. كما برهن الأمل على علو كعبه من خلاله تفوقه المطلق في ديربيات مدينة عطبرة حينما قهر الفلاح بثنائية نظيفة والأهلي برباعية مقابل هدفين.
ويتميز الأمل باستقرار إداري كبير إلى جانب استقرار فني مع توليفة مميزة تضم مزيجاً رائعاً من نجوم الشباب والخبرة والمحليين والأجانب بقيادة المدافع تمبش إلى جانب الكابتن بشير والغاني أنور سادات، وأبو القاسم ويوسف مونتاري، وبهاء الدين إلى جانب صانع الألعاب الموهوب الذي أعاد اكتشاف نفسه مع فهد الشمال ألوك أكيج.
وضعية الأمل تلك تجعل الفريق في تحدي النفس الطويل والقدرة على المضي قدماً بذات القوة والثقة حتى الأمتار الأخيرة في ظل تحديات جانبية على غرار رغبة طرفي القمة في التعاقد مع بعض نجوم الفريق في فترة الانتقالات الشتوية إلى جانب ضرورة إقامة فترة تحضيرات مثالية في منتصف الموسم، وتدعيم بعض النواقص في كشف الفريق سيما حال انتقال بعض الأسماء للقمة، إذ يتعين على الأمل التخطيط مبكراً لمجابهة تلك التحديات إلى جانب تحدي التعامل مع الضغط بعد أن بات كثيرون ينتظرون من الفريق تكرار تجربة ليستر سيتي الإنجليزي ونقلها للملاعب السودانية.