*دوماً ما يتذكر الجميع في السودان الماضي وروعته، وكأن ما حدث في الماضي لا يمكن تكراره بتطور في تفاصيله كما يحدث في الكثير من الدول، وأكثر ما أتذكره- شخصياً- مع بعض دفعتي هو شكل مدرسة القوز(2) الابتدائية وشكل النشاط الحيوي الذي كنا نحدثه فيها بتفاعل من أساتذتنا الأجلاء وعلى رأسهم الأستاذ الرائع كمال عبد القادر.
*هذا الأستاذ الذي جعلني وغيري من أبناء الدفعة نتشوق لحصته “الرياضيات”، وكان هو السبب الذي جعلني أتفوق في هذه المادة رغم ابتعاد الكثيرين عنها في وقتنا الحاضر.
*سأفرد مساحة لاحقاً لهذه المدرسة التي أكن لها كل الحب والاحترام ولأساتذنا الأجلاء فيها، ولكن ما جعلني أتذكر هذا الماضي هو ما أشاهده في مدرسة الشيخ مصطفى الأمين الوقفية النموذجية.
*الأسبوع المنصرم قدم ناظر وقف مدارس الشيخ مصطفى ابنه الأمين الشيخ لأعضاء المجلس السيادي الدعوة لحضور موكب السلام الذي يسيره تلاميذ وتلميذات مدارس الشيخ مصطفى الأمين في الأول من ديسمبر المقبل.
*الأمين الشيخ التقى بالقصر عضو السيادي البروف صديق تاور لتقديم الدعوة لهم لهذا الموكب، والتقى الأمين كذلك بعدد من الوزراء لذات المناسب.
*في السابق، كان اهتمام الدولة متعاظماً بالتعليم وتوفر الوزارة للمدارس جميع المعينات التى يحتاجها الطالب، من أقلام وحبر وغيرها من مستلزمات الدارسة.
*بالطبع لم تكن هناك أزمة في الإجلاس ولا الكتاب المدرسي ولا غيرهما من المشاكل “الإنقاذية” أي التى ظهرت بعد ثورة الإنقاذ.
*مدارس الشيخ مصطفى الأمين تعتبر الأفضل بيئة وإمكانيات بين المدارس الثانوية الموجودة الآن في الخرطوم وغيرها من ولايات السودان.
*الراحل الشيخ مصطفى الأمين عرف ببساطته وكرمه وورعه ورويته الثاقبة نحو المستقبل، ففكر ومعه نفر كريم من تجار الخرطوم في إنشاء هذه المدرسة الموجودة الآن في قلب السوق العربي، وبعد وفاة الشيخ مصطفى الأمين ظل ابنه الأمين الشيخ هو الناظر لوقف هذه المدرسة التي وفر فيها كافة أسباب التفوق ولم يخذله المعلمون أو التلاميذ في المدرسة، فأصبحت هذه المدارس هي المتفوقة والمرغوبة لجميع أولياء الأمور.
*المدرسة الوحيدة التي أنشأها الراحل الشيخ مصطفى الأمين ومعه زملاؤه أصبحت الآن مجموعة من المدارس وجميعها وقفية منها ثلاث للبنين وواحدة للبنات وتتفق جميعها في التفوق وإحراز المراتب المتقدمة في التحصيل النهائي.
*الفاتح من الشهر المقبل، ستسير هذه المدارس موكب السلام والذي نتوقع أن يكون مميزاً، لأن الذين يسيرونه هم تلاميذ هذه المدارس المميزة، ولأن من يقف خلف هذا العمل الرائع هو شخصية مميزة تسعى دوماً لعمل الخير وتصرف عليها صرف من لا يخشى الفقر-الأمين الشيخ- مثل والده عليه رحمة الله .
*إن هذه الأسرة ظلمت كثيراً خلال حكم الإنقاذ وكانت لها أعمال تشهد لها الخرطوم والبحر الأحمر والنيل الأزرق، ونتوقع أن يعود لهم حقهم المسلوب لتعود العافية للاقتصاد الوطني الخالص.
*سنكون حضوراً إن شاء الله لتغطية هذا الموكب الذي نتوقع أن يكون مميزاً لننتظر ما بعده من برامج مفيدة ومميزة لأبنائنا عموماً وللوطن على وجه الخصوص.