تقرير: صلاح مختار
عقب اعتقال الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. على الحاج، عقد الحزب مؤتمرًا صحفياً بيّن فيه موقفه من الاعتقال وما يصاحبه من آليات مناهضة القرار، كما كان الموقف سانحة للحزب للحديث عن كثير من قضايا الراهن السياسي. المؤتمر حضره عدد من قيادات القوى السياسية التي تضامت مع الشعبي.
عدم ثقة
بدأ الأمين السياسي إدريس سليمان، بالاعتراض على كلمة قالها أمين الأمانة العدلية إسماعيل الأزهري بأنهم يثقون في النائب العام، وقال: لا نثق فيه، لجهة أنها عدالة مسيّسة، وأن الاعتقال تسييس لا مبرر له، وهو مضاد لكل مواد الحريات وحقوق الإنسان درجت عليه فئة معينة من اليسار، تكرر ذلك من قبل في مايو عندما تم إلقاء القبض على أعضاء جبهة الميثاق.
الخصم والحكم
وقال سليمان، إن القبض على الأمين العام لا يمتّ للعدالة أو القانون بِصِلة، وأضاف أن النائب العام كان واحداً من الذين قدموا الشكوى، وعندما أصبح نائباً عامًا أصبح الخصم والحكم. وقال إن الدستور مزور بشهادة الشهود، وإن أي وثيقة مزورة فإنها فاقدة للصلاحية ولاغية, وأضاف أن هذه ليست عدالة، ورأى أن السيادة متدنية الكفاءة، وستُدخِل البلاد في متاهة، وغنهم يستبدلون استبداداً بآخر، وأكد أن الثورة قد سُرِقت. ولفت إلى أن شعاراتها هي شعارات المؤتمر الشعبي. وأكد أنهم ـ أي الحكومة ـ يريدون التلاعب بالدولة والقانون، وأن القضية انصرافية بحتة، وأن الحكومة لم تحقق أي انجازات وأنها فاشلة ووصفها بحكومة كوارث.
وأكد أن الحكومة لا تريد الجلوس لحل الأزمات، وأنهم يريدون بذلك الاعتقال صرف الأنظار بقضايا انصرافية لم يحسنوا إخراجها.
دوائر خفية
وعدّد سليمان مواقف الأمين العام للحزب ومناصرته للحريات، وقال إنه وقف ضد قتل المعتصمين وحماية الثورة، وسمح لشباب الحزب بالمشاركة فيها، وكشف أنه قبل يوم من الاعتقال كان يبحث مع شخصيات لم يذكرها عملية السلام، بيد أنه هاجم بشدة استهداف قياداته، وقال (لوتركنا لهم شباب الحزب فقط لقطّعوهم تقطيعاً).
ونوه لوجود دوائر لم يكشفها تريد بالسودان شراً، موضحاً أن تلك الدوائر مرتبطة بدوائر مخابراتية. واتهم قوى الحرية والتغيير بالعمل على (فرملة) عملية السلام، وقال: هؤلاء مركزين على ألا يسمعوا أي كلام عن اللامركزية والأطراف والمهمشين.
وأضاف: هم ضد أي طرف من الأطراف تلك ويتم عزله, أبعدوا كل من انحاز إلى الثورة مثل الفريق محمد حمدان حميدتي، والجبهة الثورية، وقال: العملية ربما مربوطة بالذين يحاولون شد اطراف السودان، مشيراً لما يدور في شرق البلاد.
سبب آخر
ورأى سليمان أن الفشل في الحكومة والتململ في الشارع أدى للتفكير في سبب آخر لصرف أنظار الناس.
وأضاف أننا استبدلنا استبداداً بأخر ودكتاتورية بدكتاتورية أقلية أخرى من أحزاب قال إنها لا تملأ (3) بصات تريد أن تحكم السودان وتفرض تمكيناً جديداً.
هاوية سحيقة
وطالب سليمان بإطلاق سراح الأمين العام للحزب د. علي الحاج فوراً، وحمّل أحزاب تحالف قوى التغيير والحكومة أي أضرار جسدية أو نفسية أو متعلقة بكرامته وقال: (لا عذر لمن أنذر). ودعا الحكومة إلى الالتفات إلى مشاكل السودان الحقيقية والابتعاد عن المكايدات وتصفية الخصوم، وطالب بتوافق وطني على مشروع وطني جامع.
وأكد أن الشعبي ضد استخدام الانقلابات العسكرية واستخدام قوة السلاح للحصول على السلطة، وأضاف أن الحكومة الحالية بهذا الشكل سوف تفكك وتُشرذم السودان، لأنه في هاوية سحيقة, ودعا إلى إجراء انتخابات في أعجل وقت لاختيار ممثلين للشعب.
انتخابات مبكرة
واتهم سليمان جهات بتمويل أحزاب (قحت) وصفها (بقروش الحرام) لم تنفعها، مشيرًا إلى تدفق الأموال على تلك الأحزاب، وقال: (لن تنفعها وسينفقونها وسوف تكون عليهم حسرة ثم يغلبون). وأضاف: نحن مع التحول الديمقراطي، ورد السلطة للشعب مع انتخابات في أقرب الآجال, وقال: نطرح بقوة الانتخابات المبكرة، وأكد أنهم سيسلكون طرقاً عدة في مناهضة القرار والاعتقال منها مخاطبة الإعلام والوقفات الاحتجاجية والمظاهرات، وقال: قد نذهب إلى إسقاط الحكومة، وأضاف أن كل الخيارات بالنسبة لهم مفتوحة، بيد أنه استدرك وقال: كل تلك الخيارت سلمية بنسبة (100%). وأضاف: (إنّ في جُعبتهم الكثير، وإن أرادوا تجربتهم فليفعلوا وأحسن يكسروا الشر). وأضاف (هم أضعف من أن يتحملوا ضغط الشعبي)، داعياً إلى التوافق وتقديم مصلحة الوطن، وقال: نريد وطناً يسع الجميع.
نفس طويل
ورفض سليمان أن يحدد مهلة للحكومة لتنفيذ مطالب الشعبي، وقال: نفسنا طويل، مشيراً إلى رمزية علي الحاج، ودافع عن الانقلابات السابقة، وقال: هنالك أسباب أدت لقيامها، مبيناً أنهم الآن يعيشون في جو انقلابي، وطالب بالتحقيق في الـ(40) انقلاباً التي حصلت بالبلاد منها (7) نجحت، وكشف أن من بين القيادات الموجودة الآن من استعان بدولة أجنبية في غزو السودان.
وهاجم بشدة الحكومات الديمقراطية السابقة، ووصفها بالفاشلة، بيد أنه قال إن الانقلابات في بعض المرات تأتي بظروفها. ووصف أحزاباً سياسية بالسيئة ما عندها عطاء، وأكد أن أحزاب (قحت) لم يصب منهم أحد وأن الحديث عن جرح مدني عباس (تمثيلية)، وأضاف: عندما سمعوا بفض الاعتصام زاغوا ومنهم من (شال خيمته بالليل)، ورأى أن السجن بالنسبة للقيادي بالحزب إبراهيم السنوسي نزهة، وهو متمرس على الاعتقال والسجون ولا يُخوّف بالموت لأنه قدم ابنه، مبيناً أن الاتصالات مع (قحت لم تنقطع رغم قباحة وجوههم، ونفى أن يكون بيت علي الحاج تم تفتيشه، وأكد أنه لم يتم التحري معه إلى يوم الأحد.
رأي قانوني
بدوره قال أمين الأمانة العدلية بالحزب إسماعيل الأزهري إن الاعتقال تم بمنزله، وتم ترحيله إلى نيابة الخرطوم شمال، وتم فتح البلاغ تحت المواد (5650) تحت المادة (96) المتعلقة بتقويض الدستور استناداً على قانون (1983)، وجزم بأن القانون تم إلغاؤه منذ صدور قانون (1991) واعتبر الإجراءات التي اتبعت تقادم عليها الزمن، وقال إي جريمة مضى عليها (10) سنوات يجب أن تلغى، وزاد: إن البلاغ ابتداء لا يتم فتحه وأن الإجراءات التي اتبعت عمل سياسي لا قانوني، وقال: الحزب بصدد تقديم مذكرة للجنة التحقيق موضوع البلاغ لشطبه.
وأكد أنه لم تتم التحقيق معه حتى الآن، وأنه في السجن، واستغرب أن يتم استدعاء علي الحاج على خلفية العملية الانقلابية دون أن يتم استدعاء العساكر، وتساءل لماذا يبدأ بالشعبي، وقال (نثق في النائب العام وفي لجنة التحقيق سوف تطبق القانون ومبادئ الثورة في الحرية والسلام والعدالة). وأكد أن المذكرة سوف يتم رفعها يوم الأحد المقبل.
صداقات ومصالح
شاركت الناشطة تراجي مصطفى في المؤتمر الصحفي بدار الشعبي، وقالت: كفارة للشعبي أنه حزب نفتخر به في السودان. وأضافت: في السياسة لا توجد صداقات، وإنما مصالح مشتركة. واعتبرت الحرية ترفاً وأن السلام مقدم على الحرية، ودعت للمشاركة في مليونية السلام يوم 26 الجاري، وعزت اعتقال علي الحاج لخلفيته من الهامش. وهاجمت بشدة قوى ر والتغيير وقالت إنها لا تعرف إدارة السلوك السليم وأن النظام في السودان ما نزهة، وانتقدت تكالب بعض دول الجوار والدول العربية لحل مشكلة البلاد, وقالت: التحرش بحميدتي وعلي الحاج لا يصب في عافية السودان, واستهجنت اللجنة المشكلة لمحاكمة انقلاب الإنقاذ ووصفتها بـ”السجمانة” وتحدت رئيسها بفتح بلاغ ضدها. وقالت: هؤلاء الناس ضد السلام وضد الهامش بدليل إن لديهم ملفات للجنائية ضد مناوي وخليل، وكل حركات دارفور، وأكدت أنهم كسودانيين ضد سياسة “فرّق تسُد”.