أطويل طريقنا أم يطول !!
أطويل طريقنا أم يطول !!
(1)
بينما كان يتصدى بعض نشطاء قريتنا لكشوفات، تبرعات، لحاجة تنتهي في وقتها، تصدى في المقابل خالنا سيد أحمد علي لموضوع دعم المقابر، فقال الأخ هاشم الصادق، وقد درج على مناوشة سيد أحمد، قال هاشم (والله سيد أحمد مسكلو موضوعاً أصلو ما بينتهي)!! والشيء بالشيء يذكر.
(2)
* أستدعي هذه الواقعة الطريفة من مرقدها الشريف، بمناسبة خيار حكومة معالي الدكتور حمدوك بإعطاء الأولوية لبرنامج (أصلوا ما بينتهي)، أعني موضوع إنجاز سلام مع الحركات المسلحة الذي ظل يراوح مكانه، فعلى الأقل أن الثائر عبد الواحد رفض مجرد الاعتراف بالدكتور حمدوك كرئيس لمجلس الوزراء وقابله بصفة شخصية، وهذا يعنى أنه لم يعترف بالتغيير الذي حدث ولا ما تأسس عليه من هياكل وسلطات…. (ودي قصة ما بتنتهي الآن) !!
(3)
* في ذات الوقت الذي تعطي فيه الحكومة الأولوية في كل شيء لصالح إنجاز سلام بعيد المنال مع الحركات المتمردة، فإن الأزمات الأخرى التي تأخذ بتلابيب المواطن تزداد حدة وشراسة، أعني أزمات الأسعار والدولار والأسواق والمواصلات والمحروقات، وكل قضايا المعاش والخدمات التي لم تكن على صدر برامج الحكومة ..
(4)
*ويفترض أن يحدث العكس تماماً، في أن تبدأ الحكومة برامجها وأولوياتها القصوى بمسألة الحوار والسلام مع المواطن، الحوار الذي لم يكن سوى تحقيق السلام في الأسواق والأسعار والخدمات، القضايا الحياتية الملحة التي قامت من أجلها الثورة، ومن أجلها دعم المواطن عمليات التغيير إلى الأفضل…
(5)
*لم تكن خطوة أولوية السلام بتقديرنا، إلا وفاء من أحزاب اليسار الحاكمة إلى الرفاق في حركات (الكفاح المسلح)، إن لم تكن بعض الحركات في الأصل أجنحة مسلحة لبعض الأحزاب السياسية اليسارية، فعلي الأقل عندما قامت الثورة لم يكن هنالك وجود للحركات المسلحة داخل البلاد، غير أنها عادت على متن خيار (إعطاء الأولوية لتوقيع اتفاقية سلام مع الحركات المسلحة)، الذي لم يكن إلا إعطاء موطئ قدم للحركات وجيوشها بالداخل توطئة لصناعة دولة السودان الجديد، على أنقاص دولة السودان القديم .
(6)
* المهم في الأمر أن الحكومة بخيار جعل هموم المواطن من الدرجة الثانية، قد خسرت الكثير، فلا أرضاً قطعت ولا ظهراً أبقت، فلا أنجزت حتى الآن سلاماً مع الحركات المسلحة، ولا جعلت قضية معاش المواطن قضية من الدرجة الأولى الممتازة، ومن ثم السعي لتسجيل بعض الأهداف والاختراقات في القضايا الملحة …
(7)
* يفترض ألا ننسى مطلقاً أن شرارة الثورة قد انطلقت لأول مرة من أمام مخبز صغير بمدينة عطبرة، عندما لم يجد طلاب عطبرة الثانوية الصناعية في ذلك الصباح خبز إفطارهم، ولم تنهض الثورة لأجل أي ترف سياسي أو إيديولوجي، والحذر ثم الحذرمن عاقبة عمليات الإحباط وشعور المواطن بأن القوم يهتمون بكل شيء إالا قضاياه الأساسية الملحة التي من أجلها دعم الحراك الثوري، سيما ما يتصل بقضية حصول المواطن على ضروريات الحياة اليومي من الخبز والمواصلات وبقية الخدمات…
وليس هذا كل ما هناك..