وفي عام 1996م تحدثت «كريس ما يكل» الخبيرة التربوية ورائدة التعليم المُنفصل في «فينتورا» عن تجربة تعليمية جديدة تجتاح الولايات المتحدة، وهي تجربة تطبيق الفصول الدراسية المُنفصلة في المدارس الثانوية الأمريكية؛ فقالت: “بعد عامين من التجربة أثبت التطبيق الواسع لهذا النظام أنّ الطالبة في الفُصُول المُتماثلة أكثر قُدرةً على التفكير، وأسرع اِستجابةً لتقبُّل المعلومة، فضلاً عن أنّها أكثر تركيزاً واستيعاباً للمادة بدلاً من الانشغال الذهني بزميلها المجاور” .
وفي بعض المدارس بولاية فرجينيا، أكّد المسؤولون أنّ التجربة أثبتت نجاحها واعترف الطلاب بأنّهم يشعرون بالارتياح وهم يدرسون في غياب زميلاتهم، بينما اعترفت الطالبات أنهن يُفضِّلن الدراسة وإجراء التجارب المعملية في غياب زملائهن، كما أثبتت الأبحاث أنّ طالبات المدارس غير المُختلطة يتميزن بالثقة في النفس والحصول على أعلى الدرجات لا سيما في المواد العلمية.
وتقول الخبيرة التربوية «كريس ما يكل»: لقد نجحت التجربة بصورة أفضل بكثير مِمّا كُنّا نتوقّعه مما يغري المزيد من المؤسسات التعليمية الأمريكية بتبني هذا النمط من التعليم، وهو ما حدث بالفعل؛ فلغة الأرقام تُشير إلى أنّ (12) ولاية أمريكية تتبنّى سياسة الفصل بين الطلاب والطالبات، والعدد مرشح للزيادة بعد أن اكتوى الأمريكيون بنيران التعليم المُختلط.
واعترف عدد من الدول الأوروبية بفشل سياسة التعليم المُختلط، صرح « كينش بيكر» وزير التعليم البريطاني، أن بلاده بصدد إعادة النظر في التعليم المُختلط بعد أن ثبت فشله.
وقال أحد أعضاء لجنة التعليم بالبرلمان الألماني (البوندستاج) إنه يجب العودة للأخذ بنظام التعليم المنفصل – الجنس الواحد-.
وأثبتت مجموعة من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أُجريت في كل من ألمانيا الغربية وبريطانيا انخفاض مُستوى ذكاء الطلاب في المدارس المُختلطة – بنين وبنات – واستمرار تدهُور هذا المُستوى، وعلى العكس من ذلك تبيّن أنّ مدارس الجنس الواحد يرتفع الذكاء بين طلابها، وقد ذكرت الدكتورة «كارلي شوستر» خبيرة التربية الألمانية أنّ توحُّد نوع الجنس في المدارس يؤدي إلى اشتعال المُنافسة بين التلاميذ وبعضهم البعض أو بين التلميذات، أما اختلاط الاثنين معاً فيلغي هذا الدافع، وأضافت أنّ الغِيرة تشتعل بين أبناء الجنس الواحد عنها إذا اختلط أبناء الجنسين.
وأكدت دراسة أجرتها النقابة القومية للمُدرِّسين البريطانيين أن التعليم المُختلط أدّى إلى انتشار ظاهرة التّلميذات الحوامل سفاحاً وعُمرهن أقل من (16) عاماً، كما تبيّن أنّ استخدام الفتيات في المدارس لحبوب منع الحمل تزايد كمُحاولة للحد من الظاهرة دُون علاجها واستئصال جذورها .
كما أوضحت دراسة نقابة المُدرِّسين البريطانيين تزايُد مُعدّل الجرائم الجنسية والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة، وقالت الدراسة إنه يوجد تلميذ مصاب بالإيدز في كل مدرسة، كما أشارت إلى ازدياد مُعدّل السلوك العدواني عند فتيان المدارس المُختلطة .
وذكرت دراسة أخرى أجراها معهد أبحاث علم النفس الاجتماعي بـ«بون» أنّ تلاميذ وتلميذات المدارس المُختلطة لا يتمتّعون بقُدرات إبداعية، وهم دائماً محدودو المواهب، قليلو الهوايات، على العكس من ذلك تبرز مُحاولات الإبداع واضحة بين تلاميذ مدارس الجنس الواحد.
فهذا مُوجز لاعترافات الغربيين بأضرار ومساوئ التعليم المختلط، وهي نفسها المساوئ التي راعاها الإسلام وقصدها الشرع الحكيم عندما حرم هذا النوع من الاختلاط، وحذر من مآلاته وآثاره المُدمِّرة، والفضل ما شهدت به الأعداء، ونشر مثل هذه المعلومات يكون من باب الإلزام، خَاصّةً لمن انبهروا بالغرب ويُريدون تقليده (حذو القذة بالقذة)، وقد بيّنت في الحلقة السابقة المقاصد الشرعية لتحريم الشرع التعليم المختلط .
وقد ذكرت المصادر التي أفدت منها هذه المادة في كتابي (اتفاقية “سيداو” دراسة نقدية في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية).