بين الحواتة والتنمية
*قبل قدوم الإنقاذ كان بالسودان عدد قليل من الأحزاب السياسية والمعروفة لدى الجميع، يتفق معها البعض ويخالفها الآخرون، ولكن بعد يونيو 1989م شهدت الساحة السياسية ميلاد العديد من الأحزاب، أو بالأصح انشقاق بعض الأحزاب التى كانت موجودة.
*انشق حزب الأمة إلى مجموعة من الأحزاب فأضعفت الحزب “الأم” وتكرر نفس المشهد في الحزب الاتحادي الديمقراطي، وخرجت للساحة أحزاب بعضها وهمي لا قيمة له ولا قواعد ولا مال تُسيَّر به شؤون الحزب.
*هذا في السابق، أما اليوم فولدت بعض الأحزاب من رحم ثورة ديسمبر، بعضها قد يكون مفيداً وأخرى ستكون “تمومة جرتق”، وفي كلٍّ خير للساحة السياسية.
* أمس أعلن حزب التنمية القومي عن ميلاده في أجواء ديمقراطية وحضور كبير جداً من بعض القيادات والإعلاميين عبر مؤتمر صحفي في منبر “سونا”.
*على المقاعد الأمامية من قاعة المنبر كانت تجلس الحاجة فائزة والدة الفنان الراحل محمود عبد العزيز، ورحب بها في المنصة الرئيسية ليعتبر هذا التدشين “الحزبي” مختلفاً عن بقية انطلاقة الأحزاب الأخرى التي وُلدت في عهد الإنقاذ أو بعدها.
*إلى جوار حاجة فائزة كان يجلس عضو الحزب “الجديد” الدكتور عبد الحميد موسى كاشا، واسم كاشا وحده يكفي أن يجذب إلى هذا الحزب الكثير من الأعضاء الشباب والمبدعين.
*فالرجل عرف منذ سنوات بأريحيته وبساطته التي جعلت الكثير ينجذبون إليه طيلة فترة عمله “العام” في السنوات السابقة.
*برنامج حزب التنمية القومي هو برنامج دولة يبحث عنه القادة الآن إن كان في الفترة الانتقالية أو بعدها، فالسودان سبب أزمته الأولى في التنمية، وهذا ما جاء في ديباجة الحزب الذي يتطلع إلى إقامة ميزان سياسي راشد مبني على قيم الحرية والديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة في إطار القانون والدستور.
*السودان معروف بموارده المتعددة وثرواته الطبيعية والحيوانية، ولكن جل السياسيين الذين حكموه فشلوا في الاستفادة من هذه الموارد، مما جعل الاقتصاد السوداني كسيحاً لا يقوى على الوقوف في قمة الدول العربية والأفريقية.
*حسناً، حزب التنمية القومي ربما يكون إضافة حقيقية للساحة السياسية إن وجد القواعد التي تدعم فكرته وأن قاده رجال يعرفون كيف الاستفادة من هذه الموارد الكثيرة، ولكن قبل كل ذلك لابد أن يكون برنامجه مقنعاً للجميع.
*والدة “الحواتة” أتيحت لها فرصة للحديث في المؤتمر الصحفي، ولم تكثر من حديثها وإنما نبهت إلى ضرورة الاهتمام بالمبدعين ورعايتهم في برنامج الحزب، إلى جانب تكريم الراحلين منهم والذين أفنوا شبابهم في خدمة الفن والثقافة.
*الكثيرون تساءلوا عن سر وجود والدة “الحوت” في تدشين حزب وليد، والإجابة كانت البعض بأن الحاجة فائزة تكن الكثير من التقدير والاحترام لدكتور كاشا وسجلت له العديد من الزيارات في سنوات سابقة.
*ما بين كاشا ووالدة الحوت قد يجد هذا الحزب الكثير من العضوية خاصة من محبي وعاشقي الفنان الراحل محمود عبد العزيز “نساءل الله له الرحمة والمغفرة”.