القطر يحتاج إلى قطر!!
كَاتب هذا المقال من الذين يُؤمنون بأنّ القطار يعتبر واحداً من الحلول الجذرية لأزمة المواصلات المُزمنة بولاية الخرطوم، الأزمة المُتفاقمة بمُرور الوقت، نظراً لدخول كل يوم أرتالٍ من السيارات ولا شارع مُعبّد جديد، إن لم يكن في كل يوم نخسر شارعاً جديداً بعامل التقادُم والتآكل والضغط والإهمال عدم الصيانة.
لكن أيّ قطار هذا الذي يمكن أن يسهم في الحلول الجذرية؟ بطبيعة الحال هو ذلك القطار الترام الذي تُزرع له خُطُوط حديدية بطول مدن الولاية وعرضها، لتتدفّق الدماء في كل شرايين الجسد الخرطومي ومن ثم تدب الحياة في كامل الجسد.
وحتى أكون منصفاً، فإنّ القطار الذي تبشِّر به الحكومة ومن المُؤمل أن ينطلق اليوم، يُمكن أن يسهم بدرجةٍ ما في الأزمة المَاثلة، ولكن تظل أُس الأزمة قائمة، لأنّ هذا القِطار يتحرّك فقط داخل المُدن التي تَتواجد على طَريقه، وتظل الأحياء المُكتظة بالسُّكّان تحتاج إلى قطارٍ آخر ليُوصِّلها إلى محطات القطار الحالية.
فقد خرج المهندس أحمد قاسم الوزير الأسبق لوزارة البنى التحتية والمواصلات بحكومة ولاية الخرطوم، صاحب فكرة القطار، خرج إلى الإعلام وتبرّع بمعلوماتٍ مُفيدةٍ للنظام الحالي، بأن فكرة القطار حتى تكون مُثمرة وأكثر كفاءةً وفعاليةً، تحتاج أن تُؤخذ كلها وبمُلحقاتها، على افتراض زراعة خُطُوط سِكك حديدية تتّجه إلى الأطراف حَيث التّواجد الكثيف للمُواطنين.
فَضْلاً عن أنّ فكرة القطارات سَتكون من أفضل الحُلُول لمسألة الازدحام المُروري، الذي يُعتبر هو الآخر من أهم مُعوقات حركة السير كونها سَتتحرّك خارج دائرة الأساطيل البرية التي تَنُوء بحملها طرف ولاية الخرطوم.
تُوجد بضع قطارات قد اُستجلبت من قِبل (النظام البائد)، وبطبيعة الحال فإنّ هذا المشروع الطموح يحتاج إلى المزيد من القطارات، ولترينا حكومة أصدقاء المُنظمات الدولية شطارتها في استجلاب المزيد، سيما من مجموعة الاتحاد الأوروبي، الذي يُعتبر من أفضل المجموعات العالمية تقدُّماً في هذه الخدمة، بحيث تربط بين مجموعة دوله شبكة قطارات هي الأسرع والأكثر راحةً ومُتعةً.
ومن جهةٍ أخرى، يُعتبر مشروع قطار ولاية الخرطوم، الذي زرعه النظام السابق ويجني الآن ثماره النظام اللاحق، يُعتبر حلقة لعملية البناء على قواعد المشروعات الوطنية النّاجحة، فعلى الأقل قد صنعها سُودانيون بغض النظر عن تَوجُّهاتهم السِّياسيّة.. وربما هذا النموذج يتطوّر إلى عملية تواصل الأنظمة والحكومات السودانية، أخذ الجميل وترك القبيح، بدلاً من أن تَلعن كل حكومة أختها.. وليس هذا كلما هناك