الخرطوم: أم سلمة العشا
تفاصيل دقيقة كشف عنها ثلاثة من شهود الدفاع في قضية محاكمة(37) متهماً من منسوبي جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بقتل الأستاذ أحمد الخير، أمام محكمة جنايات أمدرمان وسط برئاسة قاضي محكمة الاستئناف الصادق عبد الرحمن الفكي، وبرغم غياب أحد المتهمين في القضية، عن جلسة أمس بسبب ظروف مرضية، قال رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين إنها مستعصية بعد سقوطه في المعتقل، ونقل على إثرها للمستشفي، رأت المحكمة مواصلة سماع الشهود في القضية.
إفادات متواصلة
واصلت المحكمة جلسات محاكمة (37) متهماً من منسوبي جهاز الأمن والمخابرات الوطني، واستمعت أمس إلى إفادات ثلاثة من شهود الدفاع، ومثل قائد قطاع هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة الرائد عوض الكريم عبدالله، أمام المحكمة كشاهد دفاع رقم (7) في القضية، وأكد معرفته وعلاقته بالمتهمين وأنهم زملاؤه بـالجهاز، بجانب معرفته القائد المباشر لقوة عمليات كسلا، ونفى الشاهد معرفته بالمرحوم المعلم أحمد الخير.
قوة مساندة
تفاصيل دقيقة سردها الشاهد الرائد عوض الكريم، تتعلق بالأحداث التي أدت إلى الاعتقال ومقتل المعلم أحمد الخير، حيث أفاد بأنه في يوم الخميس عند الساعة الحادية عشرة مساء تلقى اتصالاً هاتفياً من العقيد أبوبكر الحوفي، أخبره باندلاع مظاهرات بمحلية خشم القربة، صاحبتها أعمال شغب وتخريب، وأوضح الشاهد أن العقيد خلال المكالمة أمره بإحضار قوة لمساندة الشرطة في خشم القربة، وذكر له احتمالية اندلاع مظاهرات أخرى وتجمعات غير مشروعة يوم الجمعة، بجانب طلب آخر يتعلق بتجهيز (5) سيارات، وبرر ذلك لمشاركة نحو (10) سيارات بولاية البحر الأحمر في حملة إصحاح البيئة بمدينة بورتسودان، ومضى قائلاً إن العقيد طالبه بتجهيز قوة، على أن يتم مده بـ(4) سيارات وسائقين وضابطين، ونوه الشاهد بأنه وجه نقيباً بتجهيز القوة قوامها (35) فرداً من العمليات، وتم تسليحها بالخرطوم و (٦) بندقية كلاشنكوف، و(٢) بندقية دبلي بمبان، بجانب “دوشكا”، وواصل الشاهد إفاداته بأنه أصدر تعليمات مستديمة للقوة تتعلق بعدم مغادرة السائقين للسيارات، وأوامر لطاقم الدوشكا بعدم مغادرتها لأي سبب من الأسباب، بجانب توجيه القوة بفض التجمعات غير المشروعة إن وجدت بالاضافة لإظهار القوة، وإحضار معتقلين إن وجدوا لتدوين بلاغات في مواجهتهم بنيابة الطوارئ بكسلا، وكشف الرائد عبد الكريم عن تفاصيل تتعلق بتسليح القوة بواسطة الخراطيش السوداء بغرض تفريق الشغب والتجمعات غير المشروعة، وقال: من المفترض أن يتم التسلح بالعصي ونسبة لعدم توفرها بالمخازن، تم إعطاء القوة الخرطوش الأسود، ونفى الشاهد وجود تعليمات للقوة بضرب المعتلقين أو قتلهم، وقال إن المتهمين من كسلا لا يعرفون المعتقلين ولا توجد أسماء لأشخاص محددين، وأكد منع استخدام الخرطوشم داخل المعتقل، ونفى علمه بما بدر من القوة بمحلية خشم القربة أو الشخص الذي منحها التعليمات.
وأكد شاهد الدفاع بأن القوة منحت تعليماتها من ضابطين وهما المتهمان في القضية الثاني والثالث، وأضاف” عند وصول القوة خشم القربة تمنح الأوامر من صاحب أكبر رتبة وهو النقيب المتهم الأول، وأكد أن القوة منضبطة ومتدربة وأهدافها محدودة ولم يصدر منها تهور أو تصرف فردي، وإنما جماعية، نافياً علمه إن كان الأفراد يحملون الخرطوش الـ(بي بي آر) أو (الفور جي) الذي أشار بأنه لم يسمع بهما من قبل.
إقرار بالمشاركة
واستمعت المحكمة أيضاً لشاهد الدفاع الثامن “أحد المعتقلين”، وأقر بأنه شارك في المظاهرات التي اندلعت يوم الخميس بخشم القربة بمعية أحد شهود الاتهام في القضية، وقال عند الساعة العاشرة ونصف مساء تم استدعاؤه من منزله من قبل المتهم (32)، وكشف عن تعرضه للضرب في مناطق الظهر من قبل المتهم (37) عند دخوله مكاتب جهاز الأمن بخشم القربة، وجرت مشاجرة بينهما، وقال الشاهد: توعدته بقطع يده حال قام بضربي مرة أخرى، وذكر أن المتهم قام بضرب مجموعة من الشباب وكان يردد لهم (أنا ملك الموت أعملوا حسابكم)، وأشار شاهد الدفاع إلى وجود المجنى عليه (أحمد الخير) وشهود الاتهام الثلاثة، داخل الحراسة، وأكدوا له تعرضهم للضرب لحظة وصولهم، وأكد الشاهد أن المجنى عليه كان بصحة جيدة لحظة وجوده بالحراسة، وكشف عن نقاش دار بينه والمرحوم حول كيفية اعتقالهم، وأنه لم يشارك في المظاهرات، التي تندلعت وقتها في خشم القربة، وأِشأر إلى أن القوة التي حضرت من كسلا انهالت عليهم بالضرب المبرح، وأشار شاهد الدفاع أنه تعرض للضرب بين (300 إليى 400) مرة في جميع جسده عدا رأسه، وقال إن المعلم أحمد الخير كانت حالته الجسدية سيئة جداً لدرجة أن ملامح وجهه اختفت تماماً نتيجة الأتربة التي تعرض لها.
وتعرف شاهد الدفاع علي (4) من المتهمين من الذين كانوا يقومون بضربه ونفى مشاهدتهم يضربون المجنى عليه، وأكد للمحكمة بأن المتهم “الثلاثون” كان متواجداً لحظة ضربهم بينما الثاني الوثلاثون كان داخل المكتب يستجوب فتيات، ونفى مشاهدته للنقيب المتهم الأول، وأكد وجود المتهم (37) في الاستقبال، بجانب معرفته بالمتهمين أفراد مكتب خشم القربة بينما المجنى عليه من أبناء المنطقة.
واستمعت المحكمة إلى شاهد الدفاع التاسع يعمل (كمسرجي سيارات)، وأفاد بأنه اعتقل بعد المظاهرات ووجد المرحوم أحمد الخير وأحد شهود الاتهام، داخل السيارة، ونفى مشاهدته ضرب أي منهم من قبل المتهمين، وأشار إلى أن المتهم (37) قام بضربه، كما تم إطلاق سراحه من قبل المتهم (28) لعدم جود علاقة له بالسياسة.