*قبل يومين فقط تم إعلان فوز الشابة السودانية “هديل” بالمركز الأول في تحدي القراءة العربية في دبي، لتتربع هديل في المركز الأول تاركة خلفها ثلاثة عشر مليون متسابق من جل الوطن العربي.
*لم يبق بيت في السودان أو خارجه لم يفرح لهديل، بهذا الفوز المستحق، وخلاف فرحة فوز هديل أن سمع أي سوداني عن مرض أحد ابناء بلده في الغربة فسيكون في مقدمة الذين يقفون معه ويقدمون له كل الخدمات التي يحتاجها، وقصة المريض السوداني في إحدى دول الخليج ليست ببعيدة عن الكثيرين.
*وهكذا هم أهل السودان دوماً متكافلون يحبون الخير لبعضهم ويناصرون المظلوم وإن لم تكن لك به صلة معرفة.
*وفي فترة الاستعمار الإنجليزي، كان المستعمر مندهشاً من أخلاق السودانيين وطباعهم ولا زال الاندهاش حاضراً عند كل الدول الغربية والشرقية. واليوم والإنجليز يسألون، وفي الماضي أيضاً عن سبب الأخلاق العالية والحب لبعضنا البعض.
*في السابق كان المجتمع السوداني موحداً وتحت راية واحدة علامته البائنة الحب والإخلاص والوفاء، ولكن هذه الأشياء بعضها تغير الآن بالعديد من العوامل الخارجية فكان لابد من إعادة صياغة المجتمع للعودة للأشياء الجميلة التي كانت في السابق.
*ومن هذا المنطلق كان ظهور المبادرة المجتمعية للتنمية والتي أطلقها الشيخ الطيب الشيخ برير الشيخ الصديق من خور مطرق بالنيل الأبيض، وتعتبر هذه المبادرة هي الوليد الطبيعي لتاريخ أهل السودان وتستمد قوتها من الفطرة السودانية والمنهج العلمي للإسلام.
*أمس الأول كانت هذه المبادرة في مدينة العلم والنور “الدويم” تقدم النموذج الأمثل للمبادرة، وتدعو الجميع للالتفاف حولها من أجل مجتمع فاضل أساسه الإسلام وسلاحه العلم والنور، وما تُذكَر الدويم إلا وكان بخت الرضا حاضراً، حيث خرجت جميع مناهج أهل السودان من تلك البوتقة المشعة علماً ونوراً.
*تعتبر المبادرة فرصة طيبة لتغيير ما بداخل بعض النفوس، وهي أيضاً محطة يجب الانطلاق منها إلى مجتمع راشد يسخر كل طاقاتها لخدمة الآخرين، فالأيام أثبتت أن هذا المجتمع يحتاج لإعادة صياغة والشباب يحتاج إلى تقويم وتربية، فإن نجحت المبادرة في هذا، مؤكد سنجد مجتمعاً معافىً وحريصاً على مستقبل مشرق للسودان.
*شيخ الطيب قال لي إن هذه المبادرة ليست ملكاً لي بل هي للجميع، وهي وعاء صادق لهذه المرحلة التي نعيشها، والتي نريد من خلالها سوداناً دون جهوية، نريد أن نصل إلى كيفية التعايش وتنمية الإنسان وتطوير مقدراته، فالتنمية أساسها الإنسان، ونسعى من خلاله إلى مجتمع مترابط.
*فكرة المبادرة رائعة جداً خاصة في ظل هذه الظروف التى يعيشها السودان من تغيير نظام استمر ثلاثين عاماً، فالمجتمع السوداني بذرة جيدة، ولكنه يحتاج إلى تحريك حتى يستمر في عمل الأشياء الطيبة، وهذا التحريك يتم عبر مثل هذه المبادرات.
*شيخ الطيب قال لنا إن المبادرة مستمرة للتعريف بها في كل أصقاع السودان مدنه وقراه، وستكون المدينة القادمة في نهاية هذا الأسبوع عند الساحل الشرقي، حيث مدينة بورتسودان، لتبداء بعدها مهمة أهل الشرق في نشر المبادرة والتعريف بها حتى نصل إلى المجتمع المثالي الذي نريد.
قد نواصل