أبو منو بلا أبوك
أب حساً بدوي ويعلا
أبو منو بلا أبوك
الياباه حقو النعله
أبو منو بلا أبوك
الفي الله شالتو الزعله
بالسيف خلا
نار الجهاد مشتعله
الأبيات أعلاه أنشدها شاعرنا عكير الدامر في شأن السيد عبد الرحمن المهدي، عليهما الرحمة والرضوان، وكان عكير كثير الزيارة والتردد على السيد عبد الرحمن بالبقعة أمدرمان، وذات زيارة سأله السيد عبد الرحمن عن صحة والده، فأنشد عكير الدامر قصديته التي مطلعها… أبو منو بلا أبوك … والشيء بالسيء يذكر.
* وللدخول على أروقة ودوائر وسرايا (أولاد الإمام المهدي) تراق الأشعار وتتدفق المشاعر وتسيل أودية التاريخ، وتقدم بين يدي الذكرى صدقة شعر ولوحة وعرفان للثورة المهدية، مهما كان حجم تباين الرؤى ومقدار تقاطع الأفكار مع الأحفاد، فالاحترام واجب للتاريخ والجغرافية والبطولات… فعلى الأقل أن السيد مبارك ينتهي نسبه إلى الإمام المهدي، المهدي الذي كان إذا أشهر سيفه فإن مئات الآلاف من السيوف تشهر، ولا يسأل أي انصاري يومئذٍ مجرد مجرد سؤال.. لماذا هو يشهر سيفه!!
* هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن السودانيين في هذه المرحلة بالغة الخطورة، يحتاجون أكثر من أي وقت مضى لقدر من احترام بعضهم البعض وإرساء قواعد تواصل بين الفرقاء، حتى لا تصبح الخرطوم (دير زور) أخرى جريحة أو صنعاء ثانية قتيلة، نسأل الله السلامة لنا ولإخواننا في الشام واليمن….
* على أن جهة ما اجتزأت من مقالي الراتب، عمود ملاذات آمنة، الذي طفقت أكتبه بانتظام في الصحف السودانية لما يقارب العقدين من الزمان، اجتزأت تلك الجهات أجزاء معتبرة من مقال الأمس الذي يبحث في ملابسات إقالة مدير البنك الزراعي، ثم نسبته للسيد مبارك المهدي، لماذا لا أدري، ولا ذنب للسيد مبارك المهدي سوى أنه تفاجأ مثلي بوجود اسمه يدور في القروبات بمقال لم يكتبه وعلى ظهر فرس لم يعلفه ولا بعرفه، أو هكذا أتصور الأمر، فود المهدي لو أراد أن يكتب مجلدات لكتبها، ولا أظنه كان سيحتاج إلى أن يركب على ظهر الملاذات…
* غير أن كثيرين ممن يداومون على قراءة الملاذات، اكتشوا من الوهلة الأولى بأن هذا النفس وهذا الصوت صوت الملاذات، ثم بقليل من المكالمات الهاتفية اكتشفوا بأن المقال لم يكتبه السيد مبارك المهدي. على أن جهة ما سطت على المقال وحولت مساره ووجهته، ومن ثم تلاحقت التوضيحات وفك الاشتباكات والاشتباهات بين صاحب الملاذات وود المهدي…
* اكتب هذا المقل نظراً لحجم المكالمات التي استقبلها هاتفي أمس، التي كان معظمها على طريقة، لماذا ينسب السيد مبارك المهدي مقالك إلى نفسه، وأن الأمر بنظرهم يرقى إلى درجة (محاكم المعلوماتية) برغم أنني حتى الآن أتصور أن جهة ثالثة هي من فعلت ذلك، على أن الرجل أكثر جرأة في توصيل رسائله ولا يحتاج إلى (زاملة إعلامية) لتحمل أثقاله إلى بلد لم يكن بلوغه إلا يشق الأنفس.
* وللذين يقرأون يتطرق وأجندة مسبقة، انا لست هنا بصدد تقييم تجربة السيد مبارك المهدي السياسة، ولا بصدد الوقت على مقارباته ومفارقاته السياسية وتقلباته الحزبية، التي قد أختلف معها كثيراً، ولكن أنا هنا بصدد عملية (رد اعتبار مقال) سرى في شرايين “الميديا” ووجد من الاطلاع والانتشار ما بلغ الليل والنهار حسبما ما ظهر في حجم ردود الأفعال، أنا بصدد إصدار رسالة للذين يسرقون الكحل من عين القصيد، ويختطفون المقالات من أعمدة الجريدة… وهذا كل ما هناك…