** اهتزت المشاعر في سرادق عزاء أستاذنا الكبير أحمد محمد الحسن حين تقدم الصفوف رئيس رؤساء نادي الهلال سعادة اللواء عمر علي حسن طالباً الكلمة فأبكى وأدمع العيون وأطلق رصاصة في صدور دعاة التعصب الأعمى وتحدث عن فقيد أهل المريخ أكثر مما تحدثوا وكان الموقع أكبر من الكلام .
** فقيدنا الأستاذ أحمد محمد الحسن كان كالنسمة حين دخل عالم الصحافة يافعاً وخرج منها بعد أكثر من ستين سنة خدمة ممتازة ممتدة متواصلة في مهنة لم يختار غيرها، ولهذا احترمته وقدرته وبكته بالدمع الغزير .
** قلت أمام قبره إنه كان أفضلنا جميعا لأنه التزم آداب المهنة ولم تسجل عليه حالة خروج كالتعامل بالمهاترات وإذكاء نار التعصب كما التزم وطنه ومدينته ومريخه وأسرته ورفض عروض الاغتراب ألم أقل إنه أفضلنا جميعاً.
** بالأمس لم أصدق حين همس في أذني صديق بأن الصدفة جعلت شخصاً لا يعرفه يقدم له العزاء لفقيدنا ويذكر له أن الراحل ترك عنده مقالاً يرثي فيه أحداً وأن الراحل ترك عنده مسودة كتاب عن مسيرته التي احتفلنا معه في العام ٢٠١٠م بيوبيله الذهبي في صالة ليلة العمر وأحسبها الآن تتجاوز الستين وكنا نتبادل المعلومات ليسرع بنشر مذكراته وأظنه بدأ كما علمنا من الصدفة.
** نعد أخانا أحمد محمد الحسن بأن كتابه سيرى النور حتى ترى الأجيال الوسيلة التي تحقق الاحترام وليست أكثر من الصدق والأمانة والتزام المهنية .
** فقيدنا أحمد محمد الحسن صبر على الأذى وظلم ذوي القربى فقد أسس رابطة الإعلاميين الرباضيين مع رفاق دربه اساتذتنا عمر عبد التام وميرغني أبوشنب ومحمود شمس الدين، وعلي الحسن مالك، وأحمد الحبو ومبارك خوجلي ونعمان حسن وحسن عزالدين وأظنهم القائمة التي أسست الرابطة منتصف السبعينات، ولكن للأسف ضربت الخلافات الشخصية مجتمعنا وصبر فقيدنا على الأذى إذ أزاحوه عن الرئاسة ولم يغضب وقبل أن يكون أميناً عاماً ثم أميناً للمال ثم عضواً، ولكننا غضبنا من أجله ورفض شق الصف .
** أحمد محمد الحسن عمل مع الكبار في صحيفة الناس مع الراحل مرسي صالح سراج، والسر أحمد قدور، وكانا يمارسان النقد الرياضي أدباً وشعرا كيف لا ومرسي هو الذي صاغ رائعة المرحوم محمد وردي يقظة شعب والسر قدور صاغ أنا إفريقي أنا سوداني وغيرها من الروائع، وكان فقيدنا أحمد تلميذاً في هذه المدرسة، وسار على دربهما بحروف طابعها الأدب وعمل على أن يسير في الدرب تلاميذه ومنهم من نجح.
** بعد أن قمنا بواجب العزاء وتخفيف المصاب على أسرته الصغيرة لنبدأ من الآن التفكير في تخليده بما يستحق، وقلت لأهل المربخ هي المسؤولية الكبيرة فماذا هم ونحن فاعلون؟
** نقطة نقطة***
** حين نفقد عزيزًا نتذكر الموت ونقرر إجراء تعديل كامل فيما تبقى من عمرنا وحقيقة كفى بالموت واعظاً .
** أخونا وشيخنا الأستاذ إبراهيم السنوسي شارك في عزاء فقيدنا أحمد محمد الحسن وتحدث عن مجتمع مريخ الستينات الذي جمعهم نأمل أن يجد السنوسي وغيره من الوقت لتوثيق ذلك التاريخ قبل أن يضيع .
** كمعلم سابق آلمتني العبارات القاسية التي خرجت للأسف من معلم بل وزير التربية والتعليم بحق أهم ما يميز السودان الشهادة السودانية، ليت الرجل يسارع بالاعتذار أو الاستقالة هذا إحساسي كمعلم سابق ومشارك في تصحيح الشهادة الأعظم في السبعينات.
** الانفلات ضرب الملاعب والمدارس والأسواق وحركة المرور والأسعار وانسياب المياه والكهرباء أحياناً أحمد الله لأنني لست في موقع مسؤولية وكان الله في عونهم .
** ( روليت) كلمة قبيحة تستخدم للجهاز الدائري المستخدم في موائد القمار العالمية و يستخدمها اخواننا في الصحافة الرياضية عند الإشارة لقائمة ترتيب جدول الفرق دون علم بأصلها .
** الطاسة ضائعة في أجهزتنا الإعلامية وتناست حاجة اسمها الخارطة البرامجية وامتلأت الشاشات برزق اليوم والبرامج المعادة حتى في يوم الجمعة ذي المشاهدة الأعلى .
** أسمع وأحس بارتباح لأخبار عن وحدة الأحزاب الاتحادية وكذلك أحزاب الأمة وليتنا نسمع عن وحدة الأحزاب الإسلامية وأحزاب اليسار، فالبلد لا تحتمل هذه الهيصة .
** لم نسمع المزيد عن القمر الصناعي السوداني الذي اتخذ مكانه في الفضاء كما لم نسمع بقرب كشف الغطاء عن المفاعل النووي السوداني السلمي .
** تحية خاصة لوالي الخرطوم الفريق أحمد عابدون لجهوده الأخيرة لحل أزمة المواصلات والسكن الشعبي وحسناً فعل مجلس الوزراء بتحديد مجموعة من الوزراء للاهتمام بأزمة المواصلات وأزمة النقل في العاصمة.