* أنباء تردّدت عن قرار سيصدر في الأيام القادمة بإلغاء اتفاقية مقر منظمة الدعوة الإسلامية، ومن ثم إغلاق مكتبها بالخرطوم وتجفيف نشاطها الدعوي والإغاثي خاصة في دارفور وجبال النوبة، وهو ذات الموقف الذي تعرضت له المنظمة بعد انتفاصة ١٩٨٥ حينما سعى التجمع الوطني الديمقراطي حينذاك لإغلاق المنظمة بدعوى أنها تمثل ذراعاً للجبهة الإسلامية القومية، ولكن المجلس العسكري برئاسة سوار الذهب قد رفض ذلك وناهض المساس بالشريعة الإسلامية، حتى جاءت الحكومة المنتخبة. واليوم بعد أن أمسك اليسار بكل مفاصل الدولة وأضعف دور العسكر، بات مثل هذا القرار سهلاً اتخاذه دون النظر لتبعاته وما يترتب على ذلك من خسائر للسودان كدولة مقر لأكبر منظمة دعوية في العالم، والحكومة لا تبالي إذا كانت مثل هذه الخطوة تكسبها ثقة القوى الدولية المناهضة للإسلام، ومثل هذا القرار يدعم خزينة وزير المالية ببعض الهبات والعطايا من بعض البلدان.
فهل يصدر القرار هذا الشهر أم يُرجأ إلى حين؟؟
* بعد هتافات جماهير الهلال في وجه الرئيس الكاردينال الباقي في منصبه رغم أنف المحكمة الدستورية التي أبطلت قرار رئاسته قبل أن يتدخل الرئيس السابق عمر البشير ويفرض الكاردينال على الجميع، ويعلن الرجل أن عمره في الهلال سيمتد ليحكم النادي لمدة خمسة وعشرين عاماً.
بعد الذي حدث بقاعة الصداقة كان حرياً ومنتظراً أن يتنحى الرجل ويترك الهلال لأهله حتى يعود النادي لرواده وتعود لفريق الكرة روحه وفنه وللمدرجات زخمها وجمالها، ويذهب الكاردينال الذي في عهده أصبح الهلال صغيراً وملعبه معبرة بعد أن كان مقبرة للمنافسين.
أخيراً نجحت الجهود التي قادتها حارات الإسكان الشعبي الصحافيين والحارة ٦٠ و٧٣ في الحصول على قرار من معتمد كرري بإيقاف تشغيل محطة النفايات التي أثارت غضب السكان لتأثيرها البالغ على صحة الإنسان، واجتمع المعتمد باللجنة يوم الثلاثاء الماضي التي يترأسها الأستاذ أزهري عثمان ووجه بإيقاف العمل بالمحطة فوراً حتى صدور قرار من رئيس الوزراء بشأنها، وقد تصاعدت الاحتجاجات على قيام المحطة منذ عام ونصف وتعرضت لمحاولات حرق من المواطنين إبان ثورة ١٩ ديسمبر، ولكن العقلاء نجحوا في احتواء غضب الأهالي الرافضين لإنشاء مكب نفايات وسط الأحياء السكنينة خاصة مدينة الصحافيين الأكثر تأثراً بمخلفات نفايات المحطة، وأمام رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مذكرة بهذا الشأن تنتظر قراراً بإيقاف العمل بالمحطة.
وكانت لجان المقاومة بحارات الإسكان قد أعلنت استمرار الوقفات الاحتجاجية حتى تعيد الحكومة النظر في قرار إنشاء المكب.
* غيّب الموت أمس الأول أحد جبال مدينة كادقلي الثلاثة حجر المك رحال أندو وحجر النار وثالث الجبال الشامخات أسمه عبد الرحمن أبو البشر الأنصاري المخلص والقيادي الفذ وشيخ المدينة ونورها ونارها، وقلبها وغرة عينها عبد الرحمن المقاتل الشجاع والكريم الذي رفض مغادرة مدينته كادقلي حتى حمله الأهل إلى دار أخرى وكادقلي تدمع وتبكي على فراق الشيخ عبد الرحمن أبو البشر آخر وكلاء الآمام عبد الرحمن، وآخر رمز للأنصاري الملتزم بالدين منهجاً وسلوكاً في تلك المدينة التاريخية.
رحل العم عبد الرحمن، وترك الوطن في محنة لا سلام قريب يجفف الدماء ولا قيادة رشيدة تعبر به حقبة الانتقال، ولا أمل يلوح في الأفق بانفراج اقتصادي يخفف عن أهل السودان ما هم فيه من هَم وغم.
رحل العم عبد الرحمن وتركنا نعيد سيرته ونجتر ذكريات الأمس وحروب الجبال وصمود الرجال
اللهم أرحم أبو البشر وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).
*سألت الشيخ إبراهيم محمد السنوسي أبو مصعب عن أوامر القبض الصادرة من النيابة بحقه، وهل طلب منه الحضور، ضحك السنوسي بطريقته الخاصة، وقال: عندما قاد عمر البشير انقلابه وضعني في السجن، وعندما سقطت حكومته، يريدون وضعي في السجن الذي دخلته لاأول مرة عام ١٩٧٠ وعرفت غرف سجن كوبر، ومنذ ذلك الوقت بيني والسجن ذكريات، وأنا الآن تجاوزت الثمانين من العمر لا أخشى سجناً ولا سجاناً ولا طامعاً في شيء حينما يضعوني في السجن أشعر بأنها فرصة للخلوة والتدبر والتأمل والقراءة، ولكن هل يُسأل الجنرالات الذين قادوا التغيير في يونيو أم السياسيون.