تخطيط الخرطوم
*حادث شاحنة بسيط على كبري الإنقاذ جعل الخرطوم تعيش يوماً عصيباً من الزحمة وانعدام المواصلات.
*أمطار خفيفة من قبل جعلت شوارع الخرطوم تسبح في برك المياه وعطلت حركة السير.
*مسيرة تخرج في شوارع الخرطوم فتتعطل الحركة ومصالح المواطنين لعدم وجود طرق بديلة تسلكها السيارات .
*الخرطوم العاصمة التى كانت تغسل شوارعها يومياً بالمياه وتبدو كأنها عروس في ليلة زفافها أصبحت الآن عبارة عن مدينة ترقد على كوم من الأوساخ والشوارع المتهالكة.
*ربما السبب الأساسي الذي يجعل الكثيرين عدم الالتزام بمواعيدهم في الخرطوم هي الشوارع المكتظة بالسيارات وعدم وجود طرق كافية لحركة بضعة ملايين لا يساوون ربع سكان القاهرة.
*هل تعلمون أن آخر تعداد لسكان مدينة القاهرة يفوق الأربعين مليون نسمة، وهذا يعني أن سكان هذه المدينة يساوي تقريباً سكان كل السودان.
*وهل تعلمون أن سكان الخرطوم بامتداداتها المختلفة لا يتعدون العشرة ملايين نسمة ومع ذلك تفشل الدولة السابقة والحالية في إيجاد معالجات لزحام المرور وانعدام المواصلات فيها.
*الخرطوم مدينة تحتاج الى مدينة جديدة تخطط بأسلوب علمي ومنهج سليم يراعى فيه مستقبل هذه المدينة “المظلومة” من كل الحكومات.
*الخرطوم بشكلها الحالي لا تصلح أن تكون عاصمة دولة بحجم السودان، ولا تصلح أن تدار منها سبع عشرة ولاية ممتدة في ربوع بلادي.
*لا يعقل أن تتعطل شاحنة عند مخارج أمدرمان تزدحم معها كل شوارع العاصمة حتى بحري البعيدة من أمدرمان، ولا يعقل أن تفشل العاصمة بكل آلياتها في توفير وسيلة حركة للمواطنين مما يجعلهم يترجلون لمسافات بعيدة في رحلة الوصول إلى أعمالهم وبالعكس.
*مع بداية ثورة ديسمبر تبرع بعض شباب السودان المقيمين في بعض الدول الأوربية في تقديم خارطة لإعادة تخطيط الخرطوم وجعلها عاصمة عالمية، ولكن لم نر شيئاً من هذا المخطط الحديث، وقبل الثورة كانت هناك خرط للعاصمة الجديدة على الشريط النيلي ولم نر ما هو جديد في هذا المشروع.
*أمس حملت صحف الخرطوم تصديق الوالي على توفير ست آلاف منزل سكن شعبي، وهذا النوع من السكن جعل الخرطوم تتمدد حتى تصل الى حدود شمال كردفان غرباً دون أن توفر الولاية لهولاء الخدمات الضرورية.
*الخرطوم أهدرت الكثير من المساحات لإنشاء منازل السكن الشعبي على أطرافها وكان بالإمكان توفير آلاف من المنازل في مساحات أقل بكثير من التي شيدت فيها هذه المنازل.
*أثيوبيا من قبل بعثت بوفد من أديس أبابا للاستفادة من تجربة السودان في السكن الشعبي ونفذت هذا المشروع في قلب عاصمتها بصورة افضل “مليون مرة” من تجربة السودان في السكن الشعبي.
*إن كانت الحكومة فعلاً تريد توفير خدمة للمواطنين فعليها أن تحسن من هذا النوع من السكن ليصبح رأسيًا ومعه كافة الخدمات الضرورية للمواطن حتى يتحول شكل الخرطوم من التمدد الأفقي الى الرأسي مع توفر الخدمات.
*إعادة تخطيط الخرطوم يبدأ من التحول إلى البناء الرأسي بدلًا عن الأفقي حتى تستوعب كل الوافدين إليها مع توفر الخدمات والطرق السليمة.