تصريح الوزير أضعف الشهادة وهو محض افتراء
التشكيك في الشهادة سيؤدي لإيقاف المِنح من بعض الدول
أوائل السودان ليسوا أغنياء “وما في أوائل من أسرة أبرسي مثلاً”
حوار: إبتسام حسن
وجد حديث وزير التربية والتعليم العام، بروفسير محمد الأمين التوم استياء من كثيرين واستنكروا ما صدر منه من حديث أضعف الشهادة السودانية وأصابها فى مقتل، وذلك بتشكيكه في نتائج الشهادة مما أشعل الوسائط خاصة في قروبات الوسط التربوي.
لتلك الأسباب ولغيرها، رأينا أن نجلس إلى سكرتير امتحانات السودان، فإلى مضابط الحوار:
*ما هي أسباب الدفع باستقالتك؟
ـ دفعت باستقالتي بسبب تصريحات الوزير فيما يخص نتيجة امتحانات الشهادة، والعبارات الجارحة التي استعملها، إذ أن كلامه مؤثر في مستقبل الشهادة السودانية، علماً بأن الشهادة امتحانات يقدم لها أجانب قوامها 42 دولة، يجلس أبناؤها لامتحانات الشهادة السودانية.
*كيف تنظر لحديث وزير التربية؟
ـ تصريحات الوزير جاءت في توقيت غير مناسب، أذ أن هذه الفترة الطلاب فيها مقبلون على امتحانات الشهادة السودانية 2020، غير أن هذا العام توجد فيه منح مقدمة من عدد من الدول إلى السودان، والتصريح في هذا الوقت يمكن أن يؤدي إلى تعطيل المنح.
رشح حديث عن تقديم كل طاقم إدارة الامتحانات لاستقالات جماعية؟
ــ نعم، هناك اتجاه لتقديم استقالاتهم تضامناً مع شخصي كمدير عام.
ما هو تقييمكم لحديث وزير التربية بالغش في نتائج امتحانات الشهادة لمدة 15 عاماً؟
ــ هذا افتراء غير صحيح، إذ ان المعايرة الإحصائية نظام عالمي يُعمل به في السودان، وكل الدول لمعالجة تشوهات النتيجة التى تنتج عن المنهج أو الامتحانات والمعلمين، وهو نظام مُطبّق قبل الاستقلال في العام 1955.
ما هي صحة تطبيق هذا النظام على الوزير نفسه؟
ــ إذا صادف وامتحن الوزير خلال هذه الفترة، فإن النظام يكون مطبقاً عليه، كما أنه مطبق على كثير من المتميزين والاختصاصيين والعلماء، والشهادة السودانية من قوتها أن الممتحنين للشهادة العربية تخفض نسبة نجاحها حتى مصر تخفض نتائجها بنسبة 10%.
ماذا تعني المعالجة الإحصائية؟
ـنظام معايرة يختلف من مادة إلى مادة أخرى وهو نظام عالمي يزيل التشوهات.
هناك حديث عن تكرار امتحانات الشهادة السودانية؟
ــ كلام غير صحيح، ونتحدّى الوزير أن يأتي بأسئلة مُكرّرة في الامتحانات، ودليل امتحانات الشهادة تضعه بخت الرضا، والدليل يحُدّد مواصفات الامتحان الجيد.
ما صحة رسوب الطلاب في مادة اللغة العربية في 16 ولاية في العام 2018؟
ـ مستحيل.. من أين أتى بهذه الإحصائية، وعليه إن كان صادقاً أن يذكر تلك الولايات.
أكد الوزير أن التعليم منهار وواقعه مؤلم ما تعليقكم؟
ــ انهيار التعليم يعتبر سياسات دولة، والدولة تكوّن لجاناً لتقييم التعليم، والحديث يرجع إلى أن التعليم منهار بسبب عدم توفّر ميزانيات للتعليم.
رشح حديث بأن مخرجات التعليم صادمة، وأن الشهادة تُخرّج أميين؟
ــ هناك استياء شديد من تصريحات الوزير ووزير التربية الحالي أول وزير يطعن في مشاهداته.
وما هوالمغزى من حديثه؟
ــ يأتي تصريحه من منصة قصد بها الشفافية… لكن الشفافية ليست هكذا إطلاقاً إذ ان شفافيّته دمّرت ونالت من الشهادة السودانية. وصلتنى اتصالات من عدة جهات أكدت أنها متخوفة من إيقاف منح من بعض الدول، وهناك تخوّف من حديث عدم صحة نتائج الشهادة. وباعتراف الوزارة، فإن الوزير يجب أن يُعيّن من قبيلة المعلمين، وكذلك الوكيل لجهة أنه يعرف متى يتكلم ومتى يصمت، لذا فإن الوكيل ناجح وبالمقابل فإن الوزير لا علاقة له بالتعليم، وعلى الوكيل أن تطلب ان يكون الوزير من حقل التعليم لجهة أنها معلمة.
ما هي مطالباتكم؟
ـ أطالب بشيئين، “يا أمشي أنا أو الوزير”، ولن أعمل معه في أي موقع آخر لعدم صحة حديثه بأن التعليم يخرج أميين، ولا صحة لرسوب ممتحني الشهادة السودانية، وعدم وجود طلاب لا يعرفون الكتابة والقراءة المقصود بهم طلاب مرحلة الأساس، فمثلاً العام الماضي كان عدد الناجحين في امتحانات الشهادة السودانية 502549 طالباً وطالبة، وكانت نسبة النجاح 70.9%.
هناك عملية لكشف الامتحانات بصورة مستمرة؟
ـــ تم كشف امتحان الكيمياء وما عداه مجرد شائعات، وكان قد أُعلن بأن الامتحان مكشوف، وتمت إعادته، والمتورطون في كشف الامتحانات قُدّموا إلى محاكمة وصدر قرار بحبسهم ودفعهم تكاليف الامتحانات مناصفة وكانت حوالي 15 مليار جنيه.
صاحبت عملية امتحان الأجانب بالسودان كثير من المشاكل؟
ـــ تم ضبط حالة مخالفة من قبل الطلاب الأردنيين، ولم يكن الامتحان مكشوفاً، وإنما حدث تسريب أثناء فترة الامتحان، وتم ضبطهم ولم ينجح أي طالب أردني، وتم وضع التحوطات بعد ذلك بوضع كاميرات وأجهزة تنصت.
هناك شكوى من زيادة رسوم الامتحانات؟
ـــ رسوم الامتحان نظامي أول مرة 25 جنيهاً وطلاب الإعادة 100 جنيه، ولا توجد سواها رسوم… والرسوم تفرضها الولايات.
أوائل الشهادة السودانية من الأغنياء؟
ــ غير صحيح، أن أوائل الشهادة السودانية من الأغنياء، بل إن الأوائل أغلبهم من الولايات، ومن أسر فقيرة، ما في أوائل من أسرة أبرسي مثلاً، ودونكم امتحانات العام الماضي، فقد كانت أولى الشهادة السودانية من مدرسة شيخ حمد بمدينة عطبرة.
هل تعتقد أن حديث وزير التربية قد يؤثر على كوادر السودان العاملة بالخارج؟
ــ نعم يؤثر على الكوادر العاملة بالخارج، وهو موقف مشدد للإساءة، لأنه أصاب الكوادر في مقتل وتأثيره شديد وبالغ على العمال وطالبي التحضير بالخارج.
ما هو مغزى موقفكم من تقديم الاستقالة؟
ـــ الموقف من أجل الشهادة السودانية وسمعتها واستقبلت قبل قليل معلمين جاءوا للتهنئة بالموقف.
*رشح حديث عن اتجاه لمقاضاة الوزير مَن الذي يتحمل وزر المقاضاة؟
ـ لم أسمع عن اتجاه لمقاضاة الوزير، وعلى الوزير أن يستقيل أو يتم إعفاؤه، لجهة أن تصريحه جاء في توقيت غير مناسب في بداية الاستعداد للتقديم للامتحانات.
ما صحة استقالة كل طاقم الامتحانات؟
ـ نعم، فإن الطاقم كله سيقدم استقالته في حال عدم إعفاء الوزير أو عدم تقديم استقالته.
وهل بدأت الإدارة في الاستعداد للامتحان؟
ـــ نعم، بدأ تسجيل الطلاب العازمين على الجلوس للامتحانات من خارج وداخل السودان.
كم بلغ عدد المتقدمين؟
ـــ بلغ عددهم 314 في الفترة من 2/11 الجاري وحتى 7/11 منهم طلاب أجانب.
أين تقف الشهادة السودانية الآن؟
ـــ بدأ التشكيك في الشهادة حتى من قبل الطلاب الذين التحقوا بالعمل بالخارج، إذ أن تصريح الوزير أضعف الشهادة.
هل هناك أجندة للوزير وراء تصريحاته؟
ـــ لا علم لي بأجندة للوزير، ولكن ما رشح منه أعتبره سوء تقدير، ولا يوجد وراؤه اتجاه حزبي.