وزير الزراعة يفتتح معرض الزهور.. خوفي من نفس المصير!!
*أرجو ألا يكون وزير زراعتنا من رُوّاد المثل الصيني الذي يقول: (إن كان لك قرشان فاشتري بالأول خُبزاً وبالثاني زهرة).. ونحن أمة لم تشيع من الفتريتة والعصيدة بعد!!
* طَفقت منذ إطلالة شهر نوفمبر، شهر الشتوي والقمح والأشواق، أبحث في ركام الأخبار لعلِّي أعثر على خَبرٍ يتيمٍ يتحدّث عن هذا الشتاء، من قِبل وزارة الزراعة التي يُفترض إذا أقبل الشتاء أن تُحيي ليلها وتقيم نهارها وتشد مئزرها وتيقظ أهل بيتها من جَمهور المُزارعين.. ففي العشرة الأوائل من هذا الشهر يتحرّى المُزارعون موسم القمح.. إلى أن عثرت أمس الأول على خبر من وزارة الزراعة، سررت في بادئ الأمر، ثم لم ألبث أن حزنت حزناً لو وُزِّع على جمهور المُزارعين لوسعهم.. يقول الخبر إن السيد وزير الزراعة يفتتح معرض الزهور!! خبر لو بُث في واحدة من الفضائيات كان سيُستصحب لا محالة بأهزوجة (وسط الزهور مُصوِّر وجه الصبوح مُنوِّر)..
*لم أملك ساعتها إلا أن استعصم بالمقولة الأثيرة.. أما القمح فلا بواكٍ له، فلعمري ليس هذا المنتظر.. وأخشى إن جهرت بحسرتي هذه أن يطل علينا أحد الرفاق بأهزوجة أحمد مطر.. واهـا عاصمة العطور تضيق ذرعاً من الزهور.. قبل أن انتهي في مرافعاتي إلى ما انتهى إليه الشاعر أحمد مطر نفيه.. إن رضت أهلاً.. وإن لم ترض فلترحل فرنسا.. عن فرنسا إن كان يزعجها الحجاب.
*نعم أن الأمر يبدأ بنزع الحجاب ثم ينتهي إلى نوع هيبة الدولة، عندما تعرض الحكومة عن الشتوي وتقبل على ميزانية بأكملها مُموّلة من المنح والهبات حسب تصريح السيد وزير المالية.
*استبشرنا خيراً والسيد معالي رئيس مجلس الوزراء في أول تصريحٍ له يقول إنّ الحل الاقتصادي يكمن في الإنتاج ولا شئ غير الإنتاج، والآن الحكومة تسير في كل الاتجاهات اللهم إلا طريق الإنتاح، وإلا ما كان لوزير زراعة كتلة الحرية والتغيير في عز موسم القمح وقت للزهور والورد، هذا هو تماماً وقت النزول بقوة إلى الحقول، وقت الاستنفار الأكبر لاختراق الفاتورة الأكبر.. فاتورة القمح التي تذهب إلى الاثنين مليار دولار.. على أن طريق (طيور الزينة والزهور والاحتفالات ومواسم السياحة) وسبق الخيل والحمير والبغال، هو الطريق الذي أوردنا المهالك.. و(خوفي من ذات المصير)!!
يا جماعة الخير تذكّروا دائماً بأن هذه الثورة قد انطلقت لأوّل مرة من أمام مخبزٍ صغيرٍ بمدينة عطبرة، عندما لم يجد طلاب مدرسة عطبرة الثانوية في ذلك الصباح خُبز إفطارهم.. وليس هذا كلما هناك.