الحكومة يَنبغي أن تكون حكومتنا.. حارسنا وفارسنا.. حتى وهي تخطو في خطواتها فإن النية زاملتها.. فلا تتعمّد إلا ما فيه صالح البلاد والعباد، الحكومات الوطنية إنّما صَعدت إلى هناك لتحمي شعبها ومقدراته.. ومهما تَعدّدت الأدوات فإنّ الهدف المُراد تحقيقه هو سعادة الأمة الذي لا ينبغي أن يبنى على إيلام (الأغيار).
وبمفهوم المُخالفة لا يتصوّر وجود (حيكومات تجي وحيكومات تغور) وهي تَسعى بكل الوسع في إسعاد الآخرين- الما من شعبها – بفاتورة تدفع شعوبها ثمنها الباهظ.
مصلحتنا أولاً.
أمننا القومي خطٌ أحمر.
وحلايب سُودانية.
ولذلك كانت الحكمة البلدية تقول (الزيت إن ما كفي يحرم على الجيران) و(أنا وابن عمي على الغريب).. وليس جيداً كما سرد محمد عثمان وردي أن (نشيل هموم الناس وهمّنا العندنا غالبنا نشيلو!!).
أها لو قلت لكم إننا داخلون على حقبة لا تُخرق فيها القواعد فحسب، بل أنّ العمل جارٍ على قدم وسيقان لمحو تلك القواعد وتسميم أجندتنا الوطنية لنصبح أعداءً بأنفسنا وعلى علاقة حُب مشبوبة وجارفة مع (المُجتمع الدولي) ولكن من طرف واحد!!
من مصائب أخبار الأيام الماضيات اخترت لكم (3) أخبار تداولتها الوسائط مُتعلِّقة بأعمال ثلاث وزارات مثلت خروقات حقيقيّة وماسّة بأمننا القومي، وأزعم أنّ غالبيتنا شَعَرَ بالانزعاج الشديد من هَول سَماعها.
*الأولى في وزارة الثقافة.
حيث أنجزت الوزارة باكورة مُجتهدها (التغييري) بورشة لمُراجعة وتعديل السياسات والقوانين الإعلامية، المصيبة أن الورشة رعتها السفارة البريطانية!! وأعلنت ذلك بلا أدنى احترازٍ.
ما الذي تحتاجه ورشة كهذه لترعاه (السفارة في العَمارة)؟!
صَحيحٌ أنّ ضرورات أدّت لتعامُل مُكوِّنات الحكومة مع جهات أجنبية لم تقصر معها.. دعمتها وساندتها وقدمتها.. ولكن (المقدم ما موصل).. من هنا ينبغي أن تكونوا وجوهكم.. تحتاجون أن ينشب في وجداننا أنكم لا تصغون إلا لضميرنا فلا يضركم من خذلكم أو خالفكم ما دمتم سودانيين خبراً وتصريحاً.. أما المخبر فالله عليم به ولن نُحاسبكم عليه.
*الثانية في وزارة التربية.
تلك الضربات المُوجعة التي وجّهها وزير التربية لامتحان الشهادة السودانية بلا ذنبٍ ولا داعٍ.. حيث اتّهم القائمين عليها بطباختها!!
كُنت مُوظّفاً لعامٍ في وزارة التربية.. وأشعُر بالغُصة التي خلّفتها تلك التصريحات على غالب الناس، وبالأخص على أهل التربية والتعليم.
بكلمة صغيرة.. هدم الوزير جُهُوداً باذخة ومُضنية (لأجيال ورا أجيال) لا دخل لهم بالصراع السياسي (المُدوّر) في بلادنا منذ عُقُود.. ليطلق حُمى الوادي المتصدع في سمعة شهادتنا الثانوية بما يصعب رتقه ومعالجته.
*الثالثة في وزارة الخارجية.
وهو القرار الخاص بالتمديد لبعثة “يوناميد” في دارفور.. وهو قرارٌ تم على طريقة (طلاقات البشير) حيث اتخذه حمدوك منفرداً.. ونفّذه على طريقة (الفريق طه).. هكذا تم الاتصال مُباشرةً بمندوبنا في نيويورك وتم الموضوع!!
السيدة أسماء اكتشفت الأمر بالصدفة حين وصلتها رسالة استياء حادّة اللهجة من الخارجية الروسية – البركة في الروس – باعتبار أنّ الروس هم من وقفوا ودعموا موقف السودان حتى أثمر في صُدُور القرار الخاص بالانسحاب التدريجي لتلك القوات عام 2015م.. وافترض الروس أنه من باب اللياقة والذوق عند رغبة الحكومة السودانية في التنازُل عن سيادتها وقرارها أن تخطر صديقها الروسي للتنسيق حتى يعفيه من ذلك الحرج!!
أسماء طلبت من مدير مكتبها الاستفسار من مندوب السودان الذي أغلق سَمّاعة الهاتف بعد أن رَدّدَ:
(تعليماتي مُباشرة من السيد رئيس الوزراء).
*حمدي المُفترى عليه.
علّقت المُرافعات على تصريحات منسوبة للدكتور عبد الرحيم حمدي بثّتها الأسافير الجمعة على نطاقٍ واسعٍ.. أرسل لنا الدكتور حمدي ما يفيد اختلاق تلك التصريحات، حيث أكد أنه لم يُصرِّح لأيّة جهة إعلامية منذ 11 شهراً!!
كل العُتبى للدكتور والعتب على أولئك المُتربِّصين.