الخرطوم/ بروكسل: مريم أبشر
يبتدر رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك اليوم ببروكسل التي يصلها على رأس وفد رفيع يضم وزراء مجلس الوزراء التجارة والصناعة والعمل، فضلاً عن عدد من كبار المسئولين والخبراء، يبتدر أولى لقاءاته المهمة بالمجموعة الكاريبية الأفريقية الباسفيكية اليوم، وذلك ضمن جملة من اللقاءات المهمة التي سيعقدها على هامش الاجتماع الروتيني لمجلس وزراء خارجية الدول الأوربية المنعقد حالياً بالمقر الدائم للاتحاد الأوربي ببروكسل الذي وجه دعوة خاصة لرئيس الوزراء للمشاركة فيه.
اكتمال الترتيبات:
وأكملت سفارة السودان ببروكسل كل الترتيبات المتعلقة بالزيارة المهمة لرئيس مجلس الوزراء، التي جاءت بدعوة من قيادة الاتحاد الأوروبي لجهة أن الزيارة تشكل نافذة مهمة وفرصة للالتقاء والاجتماع مع كبار المسئولين بالاتحاد الأوروبي زمؤسساته المختلفة (المفوضية، المجلس والبرلمان)، وهي المؤسسات التي تشكل الاتحاد الأوروبي.
توقيت مختلف :
وتجيء زيارة حمدوك لبروكسل، وفقاً للوزير المفوض حامد الجزولي القائم بأعمال السفارة في بروكسل، في توقيت مفصلي وغاية الأهمية في تاريخ سودان ما بعد الثورة، واكتمال مؤسسات الحكم الانتقالي، وبذات القدر توقيت مهم للاتحاد الأوروبي وأروقته المختلفة، باعتبار أن الاتحاد الأوروبي تشهد مؤسساته المختلفة تغييرات كبيرة ومهمة، إذ ستنقضي بنهاية الشهر الجاري ولاية المسئولين الذين كانوا يقودون دفة مؤسسات الاتحاد الأوربي لخمس سنوات ماضية، وتم انتخاب قيادة جديدة ستتسلم مهامها الشهر المقبل.
وحسب القائم بأعمال السفارة في بروكسل الجزولي، فإن الفرصة سانحة لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك للالتقاء بالمسئولين الأوروبيين الجدد والقدامى على حد سواء، فضلاً عن مخاطبة المجلس الأوربي المنعقد خلال الأيام وتنويره بتطورات الأحداث بالسودان في أعقاب الحكومة الانتقالية التي تسعى لبناء مؤسسي في الدولة، وصولاً للهيكلة التي يتراضى عليها جميع أهل السودان في بناء دولة الحكم الرشيد.
وسوف يُركّز حمدوك في تنويره على كافة الصعد خاصة الاقتصادية والسلام والسياسية، وسوف يبتدر لقاءاته اليوم فور وصوله ببعض المسئولين في الاتحاد الأوروبي وقيادة المجموعة الكاريبية الأفريقية الباسفيكية، قُبيل تقديمة غداً عبر فقرة رئيسية برنامج حكومته أمام كل الطاقم المكون للمجلس الوزاري الأوروبي الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي والآليات الأخرى المختلفة لتنويره المرتقب.
ضربة البداية :
بدأت علاقة السودان مع الاتحاد الأوروبي بصورة جماعية عبر المجموعة الأفريقية الكاريبية الباسفيكية التي تعرف اختصاراً بـ(ACP) ، والتي أنشئت بموجب اتفاقية جورج تاون عام ١٩٧٥م والسودان عضو مؤسس لهذه المجموعة، حيث اتفقت مجموعة الـ (ACP) ومجموعة الاتحاد الأوروبي في العام ١٩٧٥م نفسه لإنشاء اتفاقية إطارية تحدد أطر التعاون وآفاق التعاون بين الجانبين، وتم التوقيع على اتفاقيات لومي الأربع، وبعدها وقع الجانبان على اتفاقية كوتونو التي حلت محل اتفاقية لومي، وأصبح السودان بموجب هذه الاتفاقية يتلقى دعماً تنموياً من الاتحاد الأوربي، غير أنه فقد هذا الدعم بسبب عدم توقيعه على الاتفاقية المعدلة قرابة عشر سنوات.
توقعات بالتوقيع على كوتونو2020
وفي العام ٢٠١٠م، تم تجديد اتفاقية كوتونو المعدلة، ولكن لم يوقع السودان عليها لتحفظه على بعض بنودها، وبالتالي أدى عدم توقيع السودان على الاتفاقية المعدلة لفقده فرص الاستفادة من العون الفني والتنموي، وفي ظل التغيير الذي يشهده السودان بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة وتشكيل مؤسسات الفترة الانتقالية خاصة وأن الاتحاد الأوروبي ظل داعماً أسياسياً لعملية التغيير في السودان أصبحت فرص التطبيع الكامل بين السودان والاتحاد الأوروبي أكبر ويمكن إعادة النظر في توقيع السودان على اتفاقية كوتونو المعدلة الجديدة.
مكاسب متوفعة:
بالتوقيع على اتفاقية كوتونو المعدلة، والتطبيع الكامل للسودان مع الاتحاد الأوروبي، ينتظر أن يحصل السودان على دعم تنموي من الاتحاد الأوروبي، ويمكن للسودان أيضاً أن يستفيد من تسوية ومعالجة ديونه الخارجية على نادي باريس الذي تنضوي تحته معظم الدول الأوروبية، بالتالي يتوقع أن يؤثر الاتحاد الأوروبي إيجاباً في إلغاء الديون، بجانب الاستفادة من المؤسسات المالية ذات الصلة بالاتحاد الأوروبي، بجانب التطبيع مع المؤسسات المالية الكبيرة، ويرحج أيضاً أن يسهم الاتحاد الأوروبي خلال الفترة المقبلة مساهمة فاعلة في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب الأمريكية، نظراً للعلاقات الوطيدة والمتشابكة التي تربط الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن للسودان أيضاً الاستفادة من برامج ومبادرات الاتحاد الأوروبي الثقافية المتعددة بما فيها المنح والتدريب ورفع القدرات، فضلاً عن الحصول على المساعدات اللوجستية التي تعين في حماية ومراقبة الحدود والسيطرة عليها، خاصة وأن مسألة الهجرة غير الشرعية من المسائل المهمة التي يهتم بها الاتحاد الأوروبي نظراً لتدفقات اللاجئين الكبيرة لأوروبا عبر البحر المتوسط انطلاقاً من دول الصحراء والقرن الأفريقي التي يمثل السودان أحد معابرها.