ـ من واجب الحكومة وأجهزتها ومؤسساتها رصد ومحاسبة الفاسدين والمتجاوزين والمنتهكين للنظم والقوانين الإدارية والمالية والمهنية والفنية من العاملين بالدولة وبالمؤسسات ذات الصلة العضوية بالدولة، ومن حق الحكومة وأجهزتها ومؤسساتها إعفاء الفاشلين والمتقاعسين والمطعون في أمانتهم ونزاهتهم وتجردهم الوطني وملء الشواغر بكفاءات مهنية ذات خبرة ومعرفة .. هذا أمر طبيعي وبديهي لا تثريب فيه على حكومة حمدوك أو غيرها .
ـ لكن في المقابل فإن من أبسط حقوق الشعب أن يطمئن على التزام حكومته بذلك وحرصها على “الإعفاء والتعيين” بعيداً عن الولاءات السياسية والعلاقات والأسرية والاستملاح الشخصي، حوالي “750” قيادياً بمختلف دواوين ومؤسسات الدولة أعفتهم حكومة “قحت” واستقدمت وعيّنت في مكانهم أشخاصاً آخرين! لماذا تم إعفاء القدامى وما هي هوية القادمين؟ أهي الكفاءة وخدمة المصلحة العامة أم إن للقرار أهدافاً ومآرب أخرى؟
ـ الشفافية هنا مطلوبة ومحمودة .
ـ كل الأسافير والمجالس والميديا ظلت تتحدث الأيام الماضية بكثافة واندهاش عن القمر الاصطناعي السوداني الذي أُطلق مؤخراً بالتعاون مع جمهورية الصين والذي يغطي كل الأراضي السودانية، ويهدف لتطوير المعارف العسكرية والاقتصادية السودانية وتطوير البحث العلمي في مجال الفضاء وامتلاك قاعدة بيانات واكتشاف الموارد والثروات الطبيعية، وقد بدأ العمل فيه منذ العام 2013م بعد إنشاء حكومة البشير لمعهد يختص بأبحاث الفضاء .
ـ صحيح أن السيد رئيس مجلس السيادة قد تحدث عن القمر السوداني من خلال ترؤسه لاجتماع مجلس الأمن والدفاع، وصحيح أيضاً أن السيد محمد الفكي سليمان الناطق باسم مجلس السيادة أصدر بياناً مقتضباً بهذا الخصوص، لكن ألا يستحق هذه الإنجاز التاريخي العظيم أن يُحتفى به وتُملَّك معلوماته التفصيلية للمواطنين؟ أليس من الغباء والظلم لأنفسنا “تهميش” مثل هذه القفزة الوطنية الفضائية النوعية لأن فضلها – بعد الله – يعود للنظام السابق؟!
ـ الشفافية هنا كذلك مطلوبة ومحمودة .
ـ السيد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، ومنذ أن تسلم مهامه كرئيس للوزراء حُظي باحترام وتقدير معظم أهل السودان بسبب إطلالته المحترمة ومظهره المهيب وتصريحاته الموزونة وظاهر علاقاته الخارجية الجيدة، وارتفعت سقوف الأمل معه وإن أصابها حالياً الكثير من الاهتزاز والتصدع والتراجع، وانتقد كثيرون – وبخاصة من العسكريين – ملبسه عند زيارته الأخيرة لشمال دارفور وتفتيشه لكركون الشرف! ألا يستحق ذلك بياناً رسمياً يوضح الدواعي والملابسات ويحمل شيئاً من الاعتذارات لمن ساءهم ذلك المظهر؟!
ـ الاعتذار شجاعة والشفافية محمودة ومطلوبة، والصمت في مثل هذه المقامات سلبية كبيرة، لن ننطلق ما لم ننتزع من دواخلنا بُعبع “الدولة العميقة” ونخنق الغيرة الزائدة من كل إنجاز مرتبط بالنظام السابق، مسلخ الكدرو لم يكن إلا إنجازاً للوطن، كذلك الطرق والجسور والبصات ومشروع القطارات الداخلية بالعاصمة، حتى المفاعل النووي الجديد والمنشأ للأغراض السلمية.. كلها مشروعات واجتهادات وإنجازات وطنية يجب الاحتفاء بها وتطويرها وزيادتها .
ـ اللهم اهدنا سُبُل الخير والرشاد .