عندما يفشل الكاتب يرسم
1
في الأخبار، أن حكومة الحرية والتغيير بصدد حل حزب المؤتمر الوطني، قال ظريف المدينة (كلموهم ليحلوا لنا أيضاً أزمة المواصلات)، فنصف اليوم الآن نستهلكه في عمليات الذهاب والنصف الآخر ننفقه في عملية العودة والإياب، نغدو خماصاً ونعود أيضاً خماصاً!! حتى الطيور تروح بطاناً… كما ينشد شاعر المهجر يوماً … أدركت كنهها طيور الروابي فمن العار أن تظل جهولا !!
2
بالمناسبة أين الأستاذ الصيرفي محمد عصمت هذه الأيام، فهذا تماماً وقت الحاجة إلى مبلغ الـ 64 مليار دولار الذي قال به، لأن وزيرة ماليته الآن يبحث عن خمسة مليارات دولار فقط ليسد بها رمق ميزانيته، لو قال عبارة الـ 64 ملياراً التي أصبحت جريرة لا تغتفر، لو قال بها أي ناشط سياسي لما خلدت وأصبحت قصة وغصة في حلق الرجل كونه موظفاً كبيراً في البنك المركزي ..
3
وأنتم مسؤولون من الخير، ألم يقل إن حكومة “قحت” هي حكوم المنظمات الدولية بامتياز، من رئيس وزرائها إلى أخمص وزير مالبتها، فحتى الآن ولا منظمة واحدة من منظمات الأمم المتحدة التزمت بمبلغ معتبر مناصرة (لحكومة المنظمات)، لذلك اضطر السيد حمدوك بعد عودته من الغرب الذهاب مباشرة إلى دول الشرق العربي والإسلامي، فليس هناك سوى دقيق الإمارات ونفط السعودية !!
4
ثم يخرج السيد الخطيب سكرتير الحزب الشيوعي السوداني في الوقت الخطأ بالتصريح الأكثر خطيئة ليقول في دول الخليج ما لم يقله مالك في الخمر، فوضع الناس أيديهم على قلوبهم خوفاً وطمعاً.. ماذا لو أوقف الخليج مواسير نفطه وبواخر قمحه، والاتحاد السوفيتي كما ترون تصلح له تراثيتنا التي تقول.. انكسر المرق واتشتت الرصاص وانهد الركن الكان بلم الناس, فعلى ماذا إذاً يراهن الحزب الشيوعي السوداني !!
5
ووفقاً لحديث السيد وزير المالية، بأن ميزانية 2020 ستمول بالكامل من الأصدقاء، فاقترح على القوم، قوم الحرية والتغيير، إنشاء وزارة شدة، طبعاً لا نستطيع أن نقول (وزارة شحدة) لتتولى أمر استقطاب الهبات والمساعدات، لأن وقت إعداد الميزانية يداهمنا، ويكون من مهام هذه الوزارة أيضاً محاسبة السياسيين الذين يشتمون الدول الداعمة حتى لا تنطبق علينا مقولة (شحاد وقليل حيلة)، فيفترض أن نتأدب في حضرة من بطعموننا من حر نفطهم وقمحهم وخزائن أموالهم…..
6
شماعة الدولة العميقة يمكن أن تصلح لبعض الوقت، ولكنها بطبيعة الحال لا تصلح لكل الوقت، أيضاً عملية (فض الاعتصام) يمكن أن تشغل شباب الثورة لبعض مليونيات وبضع وقفات احتجاجية، لكنها بطبيعة الواقع المأزوم لن تصرف الثوار طويلاً، فالثورة والثوار الشباب مطالب التشغيل والتوظيف وصناعة المستقبل الزاهر التي حتى الآن بعيدة المنال، فغداً، لا محالة، سينتبه الثوار بأن الأيام تمضي ولا جديد في الأحلام والأشواق التي خرجوا من أجلها، ومن ثم تبدأ عمليات التفكير في صناعة الثورة الارتدادية للإطاحة بكل الانتهازيين وتصحيح المسار…
وليس هذا كل ما هناك