ضد غندور والمؤتمر الوطني
قلنا إن (البدوي) بلا رقبة عاد من بلاد (الفرنجة) إلى (كورنثيا) خالي الوفاض و(وشّو يلعن قفاه).. فكل الوعود بلا ضمانات. أوالتزامات محسوبة وموثقة.. مجرد تربيتات بلا عاطفة على كتف (يتيم) وقف بباب (اللئيم) الذي يعرف ويحفظ أن ليس ثمة ما يسمى (غداء مجاني).
المشكلة أن وزير المالية كان مؤملاً بلا جدوى أن تمطر عليه اجتماعات أمريكا ذهباً وفضة فانخرط في أكثر من 38 اجتماعاً والنتيجة النهائية أن (العرجا لي مراحا)..
برغم التغيير الذي طرأ بتبدل النظام ومجيء نظام بديل، إلا أن الأداء لم يتحسن في حل المشكلات حيث لازلنا نمارس الجنون من خلال عمل ذات الأشياء بينما ننتظر نتائج أخرى..
الحل هنا…
في بلدنا… ما برة البلد!!..
والمحلي داخل عطبرة..
حان الوقت لنعيد إنتاج شعارات الإنقاذ الأولى والتي زاغت عنها الإنقاذ فتشربكت في جهنمية رزق اليوم باليوم، وهنا نقطة وهنا نقطة… تلك الشعارات التي صنعت نجاحاتها الأولى وطفرتها قبل أن يلتهمها القصر المشيد وأعناق الدراهم الممدودة بينما البئر معطلة..
(فلنأكل مما نزرع .. ولنلبس مما نصنع).
لا حل إلا في الاعتماد على الموارد الذاتية وتطويرها والتجويد.. نتعصر مع هذه الحكومة زماناً معلوماً (لنقب على وش الدنيا)…لا حل إلا في رفع الدعم عاجلاً غير آجل.. وليتوقف هذا الهدر الغريب لمقدراتنا بلا داعي..
كان النظام السابق يخاف من أن يفعلها هكذا مرة واحدة.. لأنها سكة تربصت فيها المعارضة و(بقت ليهو في العزيزة)..و(عصاية) المعارضة دوماً دون إبطاء (قايمة) والعيون (حمرا وشرار).. ولو فعلتها الإنقاذ لما نجت ولكننا كنا أفلتنا..
الدولار مثلاً في بداية الأزمة الاقتصادية أيام البشير كان (كم وعشرين).. فلو امتلك النظام يومها الشجاعة وشال الدعم تماماً لطارت الأسعار ومعها التضخم ليحطا عند حاجز الـ100%.. مع حتمية سقوط الحكومة… لكنها نتيجة منطقية ومقبولة بل مشرقة قياساً للأمر المأساوي الذي حدث بعدها فعلاً… فقد طارت الأسعار والحكومة واتسع التضخم والدولار وصل وقتها خمسين، بينما بقي ذات المرض القديم (الدعم) قابعاً يمد لسانه لكل حل وكل نظرية .. محروس بالثورات ومحصن بالجان.
نائمة في قصر مرصود
من يدخل حجرتها من يطلب يدها من يدنو سور حديقتها
من حاول فك ضفائرها مفقود
تحدى الدعم كل الأنظمة وبقي سيفاً مصلطاً على رقاب الشعب نفسه.. باسمه ارتكبت كل الجرائر والتهمت ثرواتنا بينما بيوت النمل تتسع مظلتها وتتسع، في هندسة معقدة وفريدة حتى إنها أضحت على علاقة عضوية علنية بالطاقم الذي يتولى اختيار الحلول !!.
قبل أن تفقد هذه الحكومة قاعدتها الشعبية الواسعة التي أدلت بها الى (الرصة والمنصة)، فإننا نحتاج أن نتعجل ونتداوى من ذلك الداء العضال، تخلصاً من الدعم..
نمرق جنيه من جيبنا نجيب بيهو بنزين بي جنيه.. وإن لم يحصل هذا فإن الموت سيداهمهم بينما يتمسكون بأسبابه والمحن وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا..
أخي غندور..
تخلّص من داء الكسب السياسي العاجل.. وكُن المعارضة المساندة التي وعدت..
دعهم يفعلون ما عجزتم عن فعله.. فالوقت مناسب… الآن وإلا (تاني ما في حل وإلى أبد الآبدين) وموت لي موت أخير باطن الأرض من بطون التماسيح!!